" من حدثكم أنَّ المغول قد هُزموا في معركة فلا تُصدقوه".. كلمة مهزومة سارت في ظلمات انكسارنا مسير الحقائق.. وكم تلقتها ألسنة المُرجفين والمُخذلين والجبناء..
ويشاء الله - تعالى -أن تُهزم هذه الكلمة الجبانة في"عين جالوت"أمام كلمة "وا إسلاماه".. ثم يدخل المغول في الإسلام، فلا يَحسُن إسلامهم! ويعودون من جهة الشرق بقيادة " قازان" يجوسون خلال الديار، وينشرون الفساد والدمار.. ولما اقتربت جيوشهم من دمشق، تسامع أهلُها ذلك الخبر الحزين.. فضاقت عليهم الأرضُ بما رحبت، وبلغت القلوبُ الحناجر، وضج الشيوخ بالدعاء، وصعدت النساء إلى أسطحة المنازل كاشفاتٍ, شعورَهن، عارضاتٍ, أطفالَهن على الله..
ويتخاذل سلطان دمشق عن منازلة المغول على الرغم من تحريض شيخ الإسلام.. ويلجأ الإمام إلى مصر طالباً النجدة من سلطانها.. ولكن السلطان اعتذر بأنه لا طاقة له بالمغول، فما كان من شيخ الإسلام إلا أن أقسم له ولأمرائه الأيمان بأنهم منصورون.. فبرز"الورعون" من أشباه العلماء المتخصّصين في قلب شجرة الإسلام، وقالوا: قل إن شاء الله.. فقال الإمام: إن شاء الله، تحقيقاً لا تعليقاً..
وأعادوا مقالتهم فأعاد لهم ابن تيمية نفس الجواب.. وأقسم لهم في ذلك اليوم أكثر من خمسين قسماً أنهم منصورون.. ثم اشترى "حلاوة النصر" ووزعها على أمراء الجيش قبل المعركة!..
وقاد الإمامُ ابنُ تيمية سلطانَ مصر وأمراءه وجيشه إلى بلاد الشام.. وتقابل الجيشان في شقحب، ويعود الشيطان يوسوس لأشباه العلماء بالخذلان.. فقالوا: هل شاهدتم الميل في المكحلة! كيف نقاتل المغول وهم قوم مسلمون؟!
فقال شيخ الإسلام: إذا رأيتموني في الطرف الآخر، وعلى رأسي المصحف فابدؤوا بي.. وارتفع اللواء.. وارتفع النداء.. نداء "الله أكبر"..
ونصر الله عبادَه الصالحين، وولى المجرمون مخذولين..
ويرحم الله شيخَ الإسلام..
ومن جديد.. يعود المغول من جهة الغرب إلى بلاد الرافدين.. يعودون كأسلافهم ينشرون الظلم والظلام في مدن الحضارة.. ويعلو من جديد صوت المنافقين والمُرجفين والمخذّلين.. ويعلو أكثر صوت تكبير المجاهدين.. ويقف التاريخ حابساً أنفاسَه، ممسكاً قلمَه، ناظراً إلى مدينة المآذن.. وأقول للتاريخ ما قال الإمام: أقسم بالله العظيم لينتصرنّ المجاهدون..
بالأمس قصصت على أطفالي قصة شيخ الإسلام.. وعند الصباح فاجأني صغيري بصورة تناقلتها المواقع لمجموعة من مجاهدي الفلوجة يتحلقون حول سفرة مباركة.. وعلى الصورة عبارة خطها يمين وإيمان الصغير:
" دقق النظر حتى ترى طبق حلاوة النصر"..
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد