التنصير هل أصاب الهدف


بسم الله الرحمن الرحيم

 

 يقول( ثوم موناهان) البليونير الأمريكي الشهير صاحب إمبراطورية دومينو بيتزا: إنَّه كان يقرأ كتاباً للمؤلف الشهير (لويس) عن معنى الدين وسيئات الكبرياء وحب الذات، وأدرك آنذاك أنَّه مهتم أكثر مما يجب بحاجاته المادية وبقشور الحياة، وأنَّ الكبرياء والسلبية خيَّمتا على حياته، فكان اهتمامه الأول يدور حول ممتلكاته ويخوته وسياراته وشققه وابنتيه.. وفجأة اتصل بمهندس معماري كان قد كلفه ببناء قصر له، وطلب منه التوقف عن العمل فوراًº لأنه قرر أن يصبح فقيراً، واختار خدمة الفقراء! ثم أوعز إلى مساعديه ببيع يخوته وطائراته الخاصة وجزيرة يملكها.

 

ووضع البليونير (موناهان) الأموال التي جمعها من بيع ثروته في مشاريع مختلفة تديرها الكنيسة الكاثوليكية، وسمَّى مؤسسته الجديدة: (آفي ماريا فاونديشن) وحتى الآن أسس أربع مدارس في (آن ربور) (ولاية ميتشجان الأمريكية)، تشرف عليها الراهبات، وإذاعة تبث برامج دينية، وخدمة إنترنت لتسهيل التعارف بين الكاثوليكيين الذكور والإناث، ومهجعاً للفتيات على مقربة من جامعة ميتشجان.. كما أسس جمعيات مهنية لرجال الأعمال الكاثوليك، وقدَّم الدعم المالي لمشروع إنشاء كلية في نيكاراجوا..!! [1].

 

هذا البليونير مثال واحد من أمثلة كثيرة تدعم التنصير والإرساليات الكنسية، وصدق المولى - جل وعلا - إذ قال: [إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَموَالَهُم لِيَصُدٌّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيهِم حَسرَةً ثُمَّ يُغلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحشَرُونَ] (الأنفال: 36).

 

ولكن! أين أغنياء المسلمين الذين يملؤون السهل والبحر؟! أتُراهم يجهلون حاجات الدعوة الإسلامية في المشرق والمغرب، أم أن سيئات التجاهل وحب الذات قد غلبت عليهم؟!

 

إننا لا نطالبهم بالتخلي عن أموالهم وإيقافها كلها للدعوة الإسلامية، ولكننا نطالبهم بإخراج الحق الشرعي الواجب في دين الإسلام، ونذكِّرهم بقول الحق تبارك و- تعالى -: [المَالُ وَالبَنُونَ زِينَةُ الحَيَاةِ الدٌّنيَا وَالبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيرٌ أَمَلاً] (الكهف: 46).

 

وها هي ذي الجهود التنصيرية بين أيديكم جمعناها لكم من المقالات المنشورة في مجلة البيان منذ صدورها مرتبة حسب الأعداد. ونؤكد على أن الهدف ليس هو تضخيم العدو، ولكنها دعوة صادقة لجميع المسلمين -رجالاً ونساءاً -، أغنياء وفقراء -، نقول لهم: قد ولى عهد النوم والكسل، وجاء وقت العمل والتضحية. قال الله - تعالى -:(انفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون) [التوبة: 41].

 

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply