البناء العلماني وبداية السقوط


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

يتشكل البناء العَلماني في البدء.. من أبنية عدة ترتبط فيما بينها بعلائق بنائية، وتشكل كل ذي فكر لا ديني كالماركسي الهالك أو الرأسمالي المتهالك، والحداثي الماسوني وما بعده من ضروب الفكر الفوضوي الآخذ في التداعي البطيء نحو حتمية النهاية المُريعة، نهاية كل فكر زائف مزيف.

 ويلوح ذلك البناء بأفكاره وطروحاته وأنظمته، لصاحب العقل المُستعمَر - بتسكين العين وفتح الميم - والنفس الانهزامية، يلوح بناءً متماسكاً، وهاجساً حضارياً يبعث على التوثب والانعتاق.

 وهو لذي عقل رباني متحرر من علائق التبعية لكل فكر لا إسلامي دنيوي، بناءٌ مادي موضوي - نسبة إلى الموضة - يتبدل تبدل الموضة وعروض الأزياء المرهونة بطقوس الفصول الأربعة وجلبة القطعان الُمغرمة ببريق المظهرية الجوفاء.

 ويتبدى له أيضاً، عبر خطابه الفوسفوري، بناءً مشعاً..

بيد أن شعاعه زائف سرعان ما ينطفئ لأنه يستمد لمعته من شعاع الآخرين! وهو بناء يحمل في تجويفاته وأحشائه بذور التداعي والسقوط المتمثلة في (الجهل بحقيقة الألوهية واتباع غير ما أنزل الله)، واستعباد البشر والجناية على أدمغتهم..

يأخذ هذا البناء في النمو وتنمو في ذات الوقت تلك البذور، وتتجذر عروقها، وتمتد أغصانها في ثنايا البناء وتحل به لاحقاً سنّةّ الهلاك، ويسقط سقوطاً مدوياً..

ولنا في سقوط البناء الشيوعي - مُحَطَّم الإرادات ومعطَّل العقول، وهو أحد منظومات البناء العلماني - خير بشير ونذير.

وتباعاً..

فإن ثوابت هذا البناء الوضعي الجاهلي اللافطري ثوابت هزيلة ترتعد فرائصه وتتهاوى لبناته أمام ثوابت البناء الإسلامي الرباني الخالد، رغم الحصار الإبليسي المضروب حوله! والخطوة الأولى نحو تقزيم البناء العلماني على طريق الصراع الحضاري تكمن في تكثيف الخطاب الإسلامي الخالد وتوسيع دائرته ليشمل نواحي الحياة كلها، وذلك في ظل غياب الخطاب الشيوعي الماركسي.

ثم تعرية الخطاب العلماني وكشف زيفه وتناقضاته الفجة مع أبجديات الحرية وألف باء الحياة الكريمة التي تحفظ للإنسان إنسانيته وإرادته المستقلة.

وهذا منهج - شريطة الاستمرارية - قمين بأن يُعيد للبناء العلماني مكانته الطبيعية كما لا بد أن يكون قابعاً في مزابل التاريخ وأزقة الحضارة.

 ويعود البناء الإسلامي الخالد، عبر عقيدة التوحيد وثورة فكرية ربانية تملآن الفراغات وتحلاّن بديلاً عن منظومات المنطق المادي الكسيح، يعود كما كان وكما لا بدّ أن يكون شامخاً في سماء الحضارة، ومناراً للأمم، وصانعاً للتاريخ، مصداقاً لقول الحق خالق الخلق (والعَاقِبَةُ لِلمُتَّقِينَ).

 أجل! تلك سنة الله التي خلت في الأولين، ولن تجد لسنة الله تبديلاً، والحمد لله رب العالمين.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply