العلاقات المحرمة


بسم الله الرحمن الرحيم

 

تحدث معي أحد الأصدقاء من هولندا وقال لي: (ابنتي لم تتجاوز سبع السنوات جاءتني يوماً فقالت لي: إن صديقتي في المدرسة تخبرني عن إعجابها بشاب من سنها وأنها تريد أن تكون معه بالفراش) .

انتهت الحادثة، ثم قال لي والدها: كيف أتصرف معها؟

وبعدما أجبته عن السؤال قلت له: أحقاً ما تقول إن عمرها لم يتجاوز سبع السنوات؟

قال: نعم، وهذه معاناتنا مع أبنائنا في الغرب.

تكررت أمامي هذه المعاناة وطرحت عليّ قضايا عدة أثناء زيارتي الأخيرة لهولندا من هذا النوع، ومما لفت نظري في شوارع هولندا كثرة المحلات الجنسية بشكل مبالغ فيه حتى يشعر الزائر والمتسوّق وكأن الحياة كلها جنس، وقد زرت هولندا سابقاً ولم تكن هذه الظاهرة بهذا الشكل، مما انعكس أثره على المسلمين، فأسست جمعية للشاذين أطلقوا عليها اسم (يوسف) نسبة كما يدعون إلى يوسف - عليه السلام - وهو منهم بريء، لأنه رفض امرأة العزيز، فيفسرون هذا الرفض في قاموسهم الشذوذي أنه شاذ (معاذ الله) وبعض الجهات تدعم هذه الجمعية، والآن يفكرون في تأسيس مسجد خاص للشاذين.

إن يوسف - عليه السلام - هو قدوة للعفة والعفاف، وقد ضرب لنا مثلاً دائماً عبر التاريخ يعين جيل الشباب على الصبر أمام المغريات والفتن، وقد - حفظه الله - تعالى -بحفظه لله - تعالى -، وقد جلست مع مجموعة من الشباب المغترب في هولندا ولمست صبرهم اليوسفي وعفتهم وعفافهم أمام هذه التحديات التي تواجههم، وهم ينطلقون في الدعوة إلى الله ونشر الخير.

ومما لفت نظري أيضاً استغلال بعض الشباب قضية الجنس لكسب المال، فقد بدأت ظاهرة غريبة يخطط لها بعض الشباب العاطل عن العمل، فيتعرف الشاب على فتاة ويتقرب إليها ويسمعها بعض العبارات حتى تتعلق به وتحبه ثم يقنعها أن هذه العلاقة شريفة وأنهما مستقبلاً سيتزوجان، فتمكنه من نفسها ويتم تصويرها من خلال الكاميرا الخفية، وبعد سقوط الفتاة في يد ذلك الذئب المخادع يعطيها نسخة من الشريط ويهددها إذا لم تستجب له في أن تنضم معه في شبكة الدعارة لكسب المال من ورائها وإلا فضحها ونشر الشريط وسلّم نسخة لأهلها، وعندها تستجيب لطلبه وتبدأ رحلتها السوداء في حياتها وتنقلب حياتها رأساً على عقب، وهكذا كما قال علماؤنا: (السيئة تولّد السيئة، كما أن الحسنة تولد الحسنة).

إن هذه الأحداث التي ذكرتها بدءاً من البنت الصغيرة ومروراً بالواقع الجنسي الذي عرضته وختاماً بخداع الفتيات المسلمات تدفعنا لإثارة النظر في أسلوب تربيتنا لأبنائنا، وأن نستمر نحن الآباء والأمهات والمربون في تطوير أنفسنا وتنميتها تربوياً، حتى نحسن مواجهة الواقع كما نجح صاحبي في تعامله مع ابنته الصغيرة ووجهها توجيهاً حسناً ليحميها من الأفكار الفاسدة والعلاقات المشبوهة.

.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply