بسم الله الرحمن الرحيم
نعم... إن الكثير من الأخوات سيدخلن هذا الموضوع لينظرن كيف سيكون هناك حوار هادئ.... وبماذا ينفع الهدوء.... مع رجل خان زوجته في أشرف شيء يملكه الإنسان ألا وهو العرض والشرف... !!
إننا أخواتي حين نحاول أن نحل أي مشكلة لابد أن نسأل أنفسنا سؤالين هامين... هما
الأول: لماذا وقعت المشكلة... ؟؟
الثاني: كيف نبدأ الحل؟؟ وهذا يستلزم معرفة الأطراف التي بيدها الحل، وقد تكون هي التي تسببت بالمشكلة شعرت أو لم تشعر...
أختي العزيزة...
سأوجه لك هذا الخطاب لأنني أريد أن أوصله لك أنت.... قبل أن يصل إلى زوجك،، فأرجوك أرعيني سمعك.
وقبل أن أبدأ سأطلب منكِ طلباً وهو سهل عليك جداً وذا تأثير قوي في حل هذه المشكلة.... أريدك أن تكوني صريحة جداً مع نفسك... وليس معي في ردك على الموضوع.... !! فانتبهي.
وأيضاً أنتظر منك الصبر حتى تقرأي كلامي وتعيديه وتفهميه ولا تردي بسرعة.... !!!
أيتها الزوجة الكريمة....
تعالي لنتلمّس الجرح الذي أصاب هذه الأسرة ألا وهو جرح الخيانة... ويا له من جرح غائر وبالتأكيد هو مؤلم وتكرهه النفس، (وتأكدي أنني لم ولن أنسى الجرح الذي هو غائر أيضاً في نفسك حفظك الله)
أختي الكريمة...
لتسألي نفسك هذه الأسئلة المحددة والجريئة وقد إتفقنا على الصراحة المتناهية -
لماذا زوجي خانني.. ؟؟
لماذا بحث عن غيري.. ؟؟
أليست المرأة التي خانني زوجي معها مثلي في الخلقة.. ؟؟
ألست أنا شريكة عمره، ومسراته وأحزانه.. ؟؟
ألست أملك ما تملك تلك التي خانني معها.. ؟؟
أليست علاقته بتلك المرأة محرمة شرعاً وعقلاً.. ؟؟
أليست علاقتي معه حلال وراحة وانسجام.. ومعها قد يكون لهوى أو مال ؟؟
إن إجابات هذه الأسئلة معروفة لديك أنت حسب علمك وتفكيرك كأنثى....
لكن ألم تسألي نفسك......
وهل إجابات هذه الأسئلة بالنسبة لزوجي هي نفس الإجابات التي أعرف... !!!!!
أختي الكريمة....
من وجهة نظري أن المسبب لهذه المشكلة هو أحد ثلاثة أطراف أو بعضها... أو كلها
الأول: الزوج
الثاني: الزوجة التي هي أنت -... !!!
الثالث: البيئة الخارجية كتلك الخائنة والأصدقاء والإعلام والفتن و........
نعم إن الزوج له يد كبيرة في تلك الجريمة.... ولا ننكر ذلك وخاصة إذا اجتمع معها ضعف إيمان وتعرّضٌ للفتن وإتباع للهوى و...
وكذلك البيئة الخارجية تؤثر فالأقمار تبث السموم والعاهرات من البنات تساعد على الجريمة وكذلك بعض الأصدقاء و...
والذي سأقف عنده كثيراً هو السبب الثاني وهو أنت وقد اتفقت معك على الصبر لأننا نبحث عن الخير..
وأعيد وأكرر ليس قصدي أنك أنت المجرمة... ولكن سنبدأ الحل بالتدرج.....
**** أرجوووك ابتعدي عن أسلوب... ترى كل ما قلت ينطبق على الرجل من الجهل وطول العين ووو .....، لأننا في هذا المقال نبحث عن التدرج في الحل وبأسلوب عقلي بعيد عن العاطفة، وأظنك لن تردي علي هنا وتقولي (طيب ما دامه يخوّني ليش أنا ما أخونه حتى يعرف كبر الجريمة اللي سوّاها.... !!!!! ) أليس كذلك ؟؟
تعالي أختي إلى حياتك في بيت أهلك وقبل أن تتزوجي وعندما قرب موعد زفافك على هذا الزوج... واسألي نفسك....
ما هي الحصيلة العلمية أو التطبيقية التي اكتسبتيها قبل الزواج عن العلاقات الأسرية؟؟ حتى لو كنت معلّمة.. !!!
وهل كنت تحرصين على الفائدة في مثل هذه المواضيع في المنتديات المتخصصة وغيرها؟؟
وهل كنت تفهمين الفهم الكامل الذي يريده الله من النساء، عن الزوج الذي ستدخلين عليه... !؟!؟!؟!؟
هل كنت تعرفين كيف يفكّر الزوج؟
وكيف تراعين نفسيته؟
وكيف تربين فيه ما تريدين.. ؟؟
وكيف تشبعين عاطفته.. ؟؟
وكيف تحفظين نفسك ومالك وخاصة أمرك؟؟
وكيف تشبعينه جنسياً.. ؟؟
وكيف تحفظين حقوقه أن لا تختلط بحقوقك.. ؟؟
وكيف تتعاملين معه بحكمة وذكاء في حالة غضبه أو فرحه.. ؟؟
وكيف تكونين له سكناً... ؟؟
وكيف تمنحينه الراحة النفسية والجسدية... ؟؟
بل هل كنت تعرفين لماذا الأحاديث تتكرر في طاعة الزوج وأنه النار أو الجنة.. ؟؟
وهل كنت تعرفين لماذا النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - كاد أن يأمر الزوجة أن تسجد له... ؟؟
وهل تعرفين كيف تحلين مشاكلك معه أو مع أولادك أو مع متغيرات العصر... ؟؟
إن إجابات هذه الأسئلة الكثيرة لم تعلم بها المرأة ولم تدركها إلا بعد سنين من عمرها... (ولعل المتقدمات في الزواج يعلمن أن أكثر خبرتهن في الحياة الزوجية قامت من أخطاء وليست بسبب علم قبل الزواج) وصدق من قال (الخبرة هي المشط الذي تعطيك إياه الحياة بعد أن فقدت شعرك)
وأنا أقولها بصراحة وبكل أسى إن كثيراً من الأزواج والزوجات لا يعرفون الحياة الزوجية إلا قبل الزواج بأيام.... ولا أدري متى سيفهمونها... ؟؟
بل ولا يفهمون الجنس وكيف يتم بصورة صحيحة إن كانت المعلومات التي وصلتهم على الطاير صحيحة - إلا قبل الزواج بليلة... !!! أليس كذلك... !!!
لا أحد ينكر إن أهلنا لم يعلّمونا (حياءً منهم وجهلاً)، ولم تعلّمنا المناهج المدرسية... ولم يعلّمنا الإعلام الضائع.
فمن أين ستستقر البيوت وتكون لباناً صالحة للأمة وهي لم تتعلّم... !!!!
إن الذي أريد أن أصل إليه أختي الكريمة أنك أنت أساس في البيت، وأنك القادرة على صناعة حياة سعيدة أو تعيسة مادمت (متعلمة ومؤدبة وممارسة) ليس مقصودي بالتعليم هي الشهادة وفقط....
ولا تنسي أختي أن أكبر مشكلة تواجه الأمة الإسلامية هي قلة الوعي (الجهل) كما ذكره غير واحد من المفكرين...
أختي الكريمة.....
إن الزوج حينما وقع في الخيانة أو بدأ بمقدماتها كمكالمة أو ما سنجر أو رسائل أو.... فهو أحياناً يبحث عن شيء فقده في قرّة عينه وحبيبته ونبض فؤاده التي هي أنت -... ولو وجده لما تعدّاك إلى غيرك... !!!
تأملي أختي إلى أن المرأة الأخرى تلقي بحبائل فتنتها لأنها امرأة (والمرأة فتنة كما ورد في الحديث) وأنت كذلك امرأة - ولكنك لم تلقي بحبائل فتنتك بل طويتيها تحت مسميات كثيرة - الأشغال، الهموم المادية، مشاكل الأولاد، طول أيام الفترة الزوجية، عدم اهتمام الزوج، الجهل، الركض خلف الترفيه على حساب الجد والعلم، شكل الرجال كله واحد عنده، التركيبة الفكرية التي دخلتي بها عليه بأن الوظيفة وتأمين العمر أهم من الزوج نفسه........
إن هذا الشيء موجود فعلاً في كل امرأة لأن الله خلق الزوجة كل زوجة - للزوج كل زوج - سكناً واطمئنان وراحة وسعادة -.... ولكنّها لم تعرف كيف تستعمله بالطريقة الصحيحة التي تجمع بها شتات قلبه وشعث نفسه وتشبعه منها.... ولأنها لم تعرف أن هذه الغرائز لابد أن تشبع أقصد العاطفة والجنس فبدأ يبحث عن إشباعها في مكان آخر قد يستفيد منه في أشياء أخرى كالمال أو تبادل نفس الشعور حين تكون المرأة الأخرى تشكو من فقد عاطفتها..
بل لقد حكى بعض الشباب العاقلين الذين تزوجوا حديثاً أنهم ما وقعوا في فتنة الجنس الحرام إلا بعد الزواج.. والسبب أنه وجد الجنس الحلال ولكن معه الجهل وعدم التفاعل ونقص العاطفة الجنسية..... فالمتزوج عرف من تكون المرأة بعد زواجه... وأما قبل الزواج فكان لا يعرف إلا أموراً عامة.... !!! (وهذا ليس مبرر له، ولكن كان سبباً)
وبعد أن يفقد العاطفة من زوجته.... فإن كان تقياً ويخاف الله تقلّب بين همّه وشهوته فهو بين نار المغريات والحرام.... وبين الصبر والمصابرة التي لا يدري هل يصمد معها أم تخور قواه ولو بالاستمتاع السطحي كالمكالمة والماسنجر.... وإن كان مضيعاً لأمر الله انخرط في السيل الجارف وما أقرب الوسائل التي تساعده على الخيانة... !!!
أختي الكريمة.....
يا ليت النساء يفهمن بأنهنّ أساس الراحة النفسية في البيوت.فالله خلق الزوجة سكن للزوج كما قال-تعالى-: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون.. )
والأم التي هي منبع الحنان لزوجها وأولادها هي القادرة على أن تجعل البيت جنّة أو نار... وعندما لا تفهم الزوجة مثل هذه الأمور... يهرب الزوج من البيت.. وقد يخطأ في حق نفسه وحق أهله؟؟
وتعالي أنظري للمنتدى أو لشكاوى الأخوات، و في المواقع الاستشارية، فكثير من المشاكل تطرحها أخوات متزوجات وقد يكون عندها أولاد، يسألن عن أشياء المفترض أن تكون قد عرفتها قبل الزواج بسنوات طويلة...
لقد هرب أبناء من البيوت إلى الاستراحات ووجدوا فيها الراحة النفسية الجزئية الوهمية وبحكم أنني مرشد طلابي في مدرسة ثانوية سألتهم لماذا.. ؟؟
فأكثرهم قالوا أهلنا لا يوفرون لنا الراحة النفسية... وأهلنا اعتبرونا آلات لإنهاء أعمالهم بعيداً عن التعامل الراقي والطيب والاحتواء والاحترام ونحن نريد من يفهمنا ومن يحبنا ويحترمنا و.... و.....
المهم أن الذي جعلهم يهربون من البيت... هو أن البيت لا يوجد فيه راحة نفسية وعاطفة جيّاشة واطمئنان.....
ولو كان البيت ناجحاً في تحقيق الراحة لجعل الزوج والابن يهربون من المجتمع ومشاكله ومصائبه إلى البيت وطمأنينته وسكنه وسعادتهم فيه ويمكثون فيه مع أهلهم ...
وتجعل الزوج الانطوائي يهرب من النت أو الكنود أو الماسنجر إلى أهله لأنه وجد معهم الراحة والسعادة...
وأخيراً.... -
أعلم علم اليقين أن الزوج هو ولي الأمر وهو المفترض أن يكون المدير الناجح في البيت، ولكنني أردت أن أنبه إلى أن الزوج إذا أهمل وقد أثم على إهماله وتضييعه -... فليس الحل ونحن هنا نبحث عن حل - في أن تقول الزوجة سأعاقبه وأهمل مثله وأخونه في عرضه... !!!
- يجب على الزوجين التعلّم والسعي للتربية الصحيحة بالقراءة والدورات والبرامج ودخول المواقع الاستشارية أو العلمية الموثوقة.... فهو المخرج.
- إذا قمت أختي الكريمة بواجبك الذي أمرك به الله - تعالى - فقد قمت بالأمر الذي هو من الله فهنيئاً لك طاعة الله.. وتكونين قد أطعت ربك وبرأتي ذمتك في هذا الزوج.
- تأكدي أن الله - جل وعلا - جعل القوامة للزوج، ولكن إذا كان خواناً أثيماً سكيرا... فنبحث له عن حل ولكن لا نسقط حقه... فالله أعلم مني ومنك بأنه سيكون رجال هم على شاكلة هذا الخائن.
- أرجوك أفهمي أن الزوج حينما خانك لا يعني أن تتنازلي عن واجباتك أو تنقصيها لأن الله سيسألك عنها، وكذلك أن في إقامتها سبب قوي لاستفاقة الزوج من سباته..
- الأولاد هم ثمرة القلوب... فلماذا يضيعون بسبب جرم أبيهم.... فلأن هرب الزوج من البيت لخطأ هو يرتكبه، فأرجوا أن تجعلي البيت ملاذاً آمناً لأولادك.. !!!!
- تأكدي أختي أن الإيمان والعلم هما الكفيلان بأن تجعل البيوت آمنة مطمئنة فاحرصي على الزوج الذي يتصف بالدين والخلق الحسن ولن تعرفي معه هذه المواضيع السيئة أبداً..
أمور مهمّة يجب أن لا نغفل عنها.......
# أنت امرأة وأنت كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - أنك فتنة... فلماذا لا تكوني أيضاً فتنة على زوجك.. ؟؟
# تأكدي أن الله أعطى المرأة قوة وقدرة لم يعطها للرجل... فهي تستطيع أن تربي أولادها تربية صحيحة وقوية ولو دون أن يكون الأب موجود وشواهد التاريخ لبعض العلماء كثيرة، بل أن الرجل جداً ضعيف حيث أنه لا يمكن أن يصبر عن المرأة أبداً من كل النواحي النفسية والاجتماعية والبيتية والجنسية و... ولا ليلة واحدة، ولذلك أحل له أن يتزوج بعد طلاق زوجته الأولى أو موتها مباشرة... على عكس المرأة... و والله إنها نقطة ضعف فيه ولا يستطيع أن ينكرها أبداً..
# إن الزوجين حينما نقص العلم والتربية الصحيحة من والديهما كما قلنا بسبب الجهل أو الحياء، أو بسبب تغيّر الزمان لما كانا عليه وعدم فهمهما للجديد وجب عليهما أن يفنيا أعمارهما في العلم وفهم مراد الله، ومراجعة السيرة كثيراً وقراءة الكتب المتخصصة وحضور الدورات حتى يفهمون كيف يتعاملون مع بعضهما البعض أو مع أولادهما، وبعد هذا سيخرج من بيتهم جيل مؤمن متعلّم وفاهم ومتفتّح (والهداية بيد الله).... فهنيئاً للبيوت التي سيفتحونها وللذرية التي ستمسك زمام الأمور من بعدهم...
أعلم علم اليقين الجازم أن الخيانة أمرها عظيم وخطرها جسيم وللرجل فيها يد عظمى... فأعانكن الله على إتمام ما طلبه الله منكنّ وبعدها لا بد من البحث عن حل.. )
خير ما تقابل به هذه المرأة الصامدة أمام هذا الزوج الخائن هو الصبر والمصابرة... فالله ابتلاها ليعرف مقدار إيمانها وهو أعلم بها،، وقد يكون ابتلاءها بهذا الزوج ما هو إلا تمحيصاً لذنوبها... فكم من زوجة عفيفة تقيّة تسعى جهدها لإرضاء زوجها وتقوم بحقه جهدها كما يفهم ويريد هو لا هي - ولكن عينه هداه الله زائغة وتمكّن الشيطان منه فعليها بالصبر وعدم تضيع الأجر..
ولا بد لها من حل ومراجعة نفسها...
وإلا بحثت عن حل عند غيرها من الأمناء...
ولتكثر من الدعاء فلقد كان أتقى الخلق يدعو ربه ويقول: (اللهم إني أعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن)....
فإن أعيت كل أقول كل الحيل.. وطرقت كل الطرق.... فالطلاق... فآخر العلاج الكي...
وكلمات من القلب لتلك التي لم يبتليها الله بهذه المصيبة... وهذه الفتنة وهذه البلية... اسألي الله ليلاً ونهارا بالثبات لك ولزوجك.... فوالله إننا - نحن الرجال نلاقي فتناً ونعض بنواجذنا على الصبر ونسأل الله الثبات
واحرصي على زوجك ولو كان من أهل الخير - وأعلمي وأفهمي أنك يجب أن تفهمي ما يريد هو كما يفهم هو.... لا كما تفهمين أنت... وأعانك الله...
أسأل الله أن يرزقنا العلم والفهم وأن يعيذنا وأزواجنا وذرياتنا من كل فتنة...
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد