بعد المكالمة أصبحت حامل


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أنا لست ممن يكتب قصص الخيال، ولا أسير على خطى الكاتبة البوليسية (أجاثا كرستي)، ولست بصدد إنشاء مقالة بيانية بلاغية، ليتمتع القارئ الكريم بعبارتها..

 

 بل أريد أن أحملك هم ومسؤولية الإصلاح في زمن كثر المفسدون فيه، ولكي تخرج من برجك العاجي، لتنظر لواقعك بوضوح، وتترك التنظير لكي تنـزل ميدان العمل.

 

 فالأمة تحتاجك أين ما كنت وأين كنت في صراعها الحالي، وسأبدأ معك ببداية محزنة مؤلمة تقطر دماً ودموعاً..

 

فإليك هذه القصة الواقعية، التي حدثت في هذه الأيام، وتحدث وتتكرر في مجتمعنا ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.

بدأت أحداث هذه القصة، بأن تعرفت هذه الفتاة المسكينة على شاب، عن طريق إحدى الساقطات من مدرستها الثانوية، وبدأ هذا الشاب الذي تربى في مدارس الأفلام الإباحية والعهر والتي تبدأ بإعطائك الدروس الخصوصية إذا أردت أن تكون مع الساقطين وتنظم لطابور الانحراف بمجرد أن تدخل هذه المواد الإباحية في بيتك أو جوالك..

 

 والتي صارت مبذولة ومتوفرة في كل مكان، بدأ مع هذه الضحية بالكلمات والعبرات الرقيقة، التي تخفي ورآها الفك المفترس، الذي يريد افتراس هذه الفتاة المسكينة، وكأننا نشاهد قصة ليلى الحمراء والذئب على واقع الناس، فانخدعت بهذه الشبكة التي نسجها حول عفتها، ليسلب أغلى ما تملكه امرأة على وجه الأرض، ألا وهو عفتها وطهرها، فخرجت معه في المرة الأول والثانية ثم الثالثة..

 

 وهنا وقعت الفريسة في مصيدتها، وعين الله تنظر وهذا الشاب فرح ومسرور، بما يسخط الله ويغضبه، وكان حقاً عليه أن يعظم حدود الله، أو حتى على الأقل يندم ويتوب من هذا الجرم، الذي بسببه منعنا من قطر السماء، ومحقة البركة..

 ولكن كيف يتذكر هذه المعاني، من فتح قلبه وسمعه وبصره لأنجاس وأرجاس الأفلام الإباحية، وأخذ يتابع المومسين والمومسات فيها، لقد امتلأ قلبه حباً للدعارة، وبدأ ينظر لأعراض المسلمين بعين الشهوة ويتمنى أن لو مارس مع كل امرأة الزنا، فلا إيمان يردعه، ولا مبدأ يوقفه، بل هو كلب شهوةٍ, يلهث ورائها، إن تحمل عليه أو تتركه، وأينما توجهه لا يأتي بخير..

 

 ثم لم تنتهي قصتنا عند هذا، بل لم يزل يستدرجها حتى حملت منه سفاحاً، ثم رماها كما يرمي أحدنا منديل الورق بعد استعماله..

 

 لتواجه الرياح العاتية بمفردها، وهي الآن تئـن مما اقترفته، وتواري الفضيحة التي تحملها أين ما ذهبت، وأنا لا أقص هذه القصة لكي تحزن، أو تحوقل..

 

 بل لكي تعمل لهذا الدين، ولتنقذ ما استطعت من الهلاك والغرق، بالدعوة إلى الله، والدعاء لهذه الأمة بأن يعصمها ممن يريد المكر بها وبشبابها، وأيضاً أكتب هذه القصة لنعرف أسباب هذه الظاهرة، التي تهدد المجتمع ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة لها، وأخيراً أسأل الولي الكريم أن يجعلنا مفاتيح للخير، مغاليق للشر، وأن يحمي أعراض المسلمين. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وأصحابه.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply