آهات زعموها حبا ...!!!


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تعلق بها ولا يستطيع تركها

آهات وأنات يشتكي منها كثير من الشباب والفتيات أصبحت كل حياتهم وجل اهتمامتهم فهي جنتهم ونارهم وسول لهم الشيطان أعمالهم.....

هذا التصور وهذا التعلق بين الشباب والفتيات نتج عن التأخر في الزواج, وتأجيج الغرائز والشهوات مع الفراغ الديني والأنانية المطلقة, فهذا التعلق ليس له حدود ولا كيان, هكذا نشروه عبر قنواتهم من خلال الأفلام والمسلسلات وغيرهما ... وأثر في شرائح عديدة من مجتمعاتنا المسلمة ودنس أفكارهم وفطرتهم وانتشر بينهم زعموه حبا وهو شقاء, ومعظم الزيجات التي تتم بذلك مآلها الفشل والحسرة إن تم زواج أصلا, وإلا فعلاقات محرمة والحسرة في ذلك ليست على الأفراد فقط بل على الأسر والمجتمعاتº لأن مبناها على شهوة فإن نالها الشاب أو الفتاة رجع له أو لها فراغه أو فراغها الديني والعاطفي وبحث عن غيرها وبحثت هي عن غيره.... ويستمر الشقاء تحت دعوى التعلق والحب لأن شهوتهم ليس لها حدود وأنانيتهما مطلقة, فلم يحب أحد منهما الآخر ولا تعلق به بل أحب كل منهما نفسه التي سولت لهما هذا التعلق, فإن من أحب إنسان وتعلق به أحب له الخير وأحب له السعادة, حتى ولو كانت مع غيره فضلا عن أن يكون سبب أذيته وتعاسته وشقائه

والعلاج باختصار هو ملئ هذا الفراغ الديني الذي عند الشباب وتنشأتهم على الشريعة الغراء الواضحة البيضاء, وهذا هو واجب أولياء الأمور أن يحيطوا هؤلاء الشباب والفتيات من ورائهم, فإن كان هذا التعلق الذي حدث ويحدث من الشاب أو الفتاه خارج عن الشريعة الإسلامية داخل فيما حرمه ربنا, وكان ثالث هذه العلاقة الشيطان فيكون لسان حال هذا الشاب أو الفتاة: أما الحرام فالممات دونه، ويكون قدوته في ذلك يوسف - عليه السلام -: معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي... فلا أفسد هذا الخلق الذي رباني ربي عليه والفتاة في ذلك كالشاب مأمورة ألا تفسد هذا الخلق الذي رباها خالقها عليه ولينته كل منهما عن التفكير في ذلك وينتصرا على تزيين الشيطان لهما وعلى نفسهما الأمارة بالسوء وليلتزم كل منهما بالدعاء (اللهم اغفر ذنبي وطهر قلبي وحصن فرجي), وهذا هو الذي دعا به رسول - صلى الله عليه وسلم - للرجل الذي أراد أن يرخص له في الزنا, فعن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: أن فتى شابا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله ائذن لي بالزنا فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا: مه مه فقال: أدنه فدنا منه قريبا قال: فجلس قال: أتحبه لأمك قال: لا والله جعلني الله فداءك قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم قال: أفتحبه لابنتك قال: لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك قال: ولا الناس يحبونه لبناتهم قال: أفتحبه لأختك قال: لا والله جعلني الله فداءك قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم قال: أفتحبه لعمتك قال: لا والله جعلني الله فداءك قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم قال: أفتحبه لخالتك قال: لا والله جعلني الله فداءك قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم قال: فوضع يده عليه وقال: اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء.

أما إن كان هذا التعلق في إطار الشريعة الغراء فيلتزم الشاب أو الفتاة بالزواج بقواعده وضوابطه التي تؤسس بها الأسر المسلمة,  فقد أثر عن بعض السلف قوله: لم أر للمتحابين إلا الزواج، فإن كان كل منهما يرى أنه كفئ للآخر من حيث الدين أولا فاظفر بذات الدين تربت يداك.... إن جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه, ثم الحسب أو النسب, ثم المال, ثم الجمال وإن كان أحدهما مضيع لدينه فلينصرف الآخر عنه ولينته عن هذا التعلق وسيعوضه الله خيرا منه, إن بنى حياته على هذه الأسس التي قررتها الشريعة.

وأوصي كل من أصيب بهذا الداء ومن لم يصب به للوقاية منه بقراءة كتاب الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي وتارة يسمى بالداء والدواء لابن القيم - رحمه الله -

 

وختاما حب الدين والتعلق بالله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - فوق كل تعلق, وأعلى من كل شيء, وأغلى من كل كيان, فيكون الله ورسول أحب إليك مما سواهما قال - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وأهله وماله والناس أجمعين" رواه البخاري ومسلم

قال الحافظ ابن رجب - رحمه الله -: فمن أحب الله ورسوله محبة صادقة من قلبه أوجب له ذلك أن يحب بقلبه ما يحبه الله ورسوله ويكره ما يكرهه الله ورسوله, ويرضي ما يرضي الله ورسوله, ويسخط ما يسخط الله ورسوله, وأن يعمل بجوارحه بمقتضى هذا الحب والبغض, فإن عمل بجوارحه شيئا يخالف ذلك ارتكب بعض ما يكرهه الله ورسوله أو ترك بعض ما يحبه الله ورسوله مع وجوبه والقدرة عليه دل ذلك على نقص محبته الواجبة, فعليه أن يتوب من ذلك ويرجع إلى تكميل المحبة الواجبة.

اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربنا إلى حبك.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply