بسم الله الرحمن الرحيم
قد يكون الزوج وفياً للغاية، لا تخطر الخيانة له على بال فيبتلي بزوجة تخونه إما بطريقة المعاكسة عبر الهاتف، أو بممارسة الفاحشة ومقدماتها ـ عياذاً بالله ـ!
فكيف يتصرف الزوج حينئذ؟!
لا بد أن نفرق بين كون الزوجة تخون زوجها بالمعاكسة فحسب دون أن تجازف بخطوة أعظم منها كالخروج مع "معاكسها" أو فعل الفاحشة عياذاً بالله!
ففي الحالة الأولى:
على الزوج أن يتحلى بالحكمة، وضبط النفس، وأن يتريث قبل اتخاذ أي إجراء تجاه المشكلة، فربما كانت مكالمة زوجته لرجل أجنبي نزوة طائشة، يكفي في حلها موعظة وتذكير ونصح وإرشاد يعقبه ندم الزوجة واعتذارها وتعهدها بعدم التكرار!!
وإما إذا ثبت أن الزوجة تمارس المعاكسة منذ أمد بعيد وأنها قد اعتادتها وأصبحت جزءً من حياتها، فحينئذ يحسن للزوج أن يتعامل مع القضية بجدية أكبر وحكمة أكثر.
وأن يبحث عن الأسباب التي دفعت زوجته للمعاكسة فربما كان الفراغ الهائل الذي تعاني منه أحد الأسباب الرئيسة في حدوث المشكلة.
وهنا يلزمه حفظاً لعرضه وعرض زوجته، وصوناً لشرفه من العار أن يواجه زوجته بصراحة ودون انفعال بأنه على علم بمعاكستها، وإرفاق ما يثبت صحة دعواه.
فإن وجدها نادمة محرجة، شاعرة بألم افتضاحها عند زوجها فيحسن إعطائها فرصة لتصحيح المسار، وغسل العار، ولإثبات صدق نواياها، فعليها أن ترضى بتغيير رقم جوالها، كما على الزوج أن يبادر في تغيير أرقام هواتف البيت الثابتة، تخلصاً من أولئك المعاكسين الأنذال.
ولضمان حياة هانئة، وصفحة جديدة فعلى الزوجين نسيان الماضي، لكن الحذر يظل أمراً مطلوباً على الدوام، فيبقى الزوج متيقظاً لتصرفات زوجته لضمان عدم تورطها في المعاكسة مرة أخرى، على ألا يبالغ في تصرفاته، أو يشعر زوجته بعدم ثقته، فإن حدوث شيء من ذلك كفيل بدفعها إلى الخيانة انتقاماً من حيث لا يشعر!!
وعوداً على بدء فإني أرى للزوج أن يجتهد في تغيير نمط حياته، وتلبية حاجات زوجته العاطفية والنفسية والجنسية، بحيث يجعلها غنية عن الافتقار إلى غيره!
وعليه أن يعتني بنفسه وملابسه وأناقته ورائحته، فربما كان النقص في شيء من ذلك مزهداً للزوجة في شخصه وبحثها عن غيره!!
وفي هذا الصدد نذكر قول الله - تعالى -: ((وَلَهُنَّ مِثلُ الَّذِي عَلَيهِنَّ بِالمَعرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ)) (البقرة: 228).
وهي آية صريحة تبين أن الزوجة لها حق مثل الذي عليها لزوجها، فهي تحب زوجها وسيماً أنيقاً لبقاً، فليجتهد في إشباع رغبتها لذلك ما استطاع!
الخيانة الكبرى:
وفي حالة اكتشاف الزوج بالأدلة القاطعة، والبراهين الأكيدة خيانة زوجته وتورطها في معاشرة رجل أجنبي أو الخروج معه، فإن الحالة هنا يجب أن تأخذ طابع الحزم لما يترتب على التساهل من اختلاط الأنساب، وتدنيس الشرف وامتهان الكرامة!
فينبغي أن يمتنع من معاشرتها جنسياً حتى يستبرئ رحمها، ثم بعد ذلك مواجهتها بالمشكلة بوضوح، وهنا للزوج أحد تصرفين:
أولهما: الصبر على هول المصيبة، ومحاولة الستر على زوجته، وإعطائها فرصة الرجوع إلى رشدها متى لمس منها الندم ولوعة الفضيحة!.
فإن التوبة باب مفتوح لكل مذنب مهما بلغ ذنبه وعظم جرمه، وهذا يتوقف على الاستعداد النفسي والعصبي لدى الزوج بقبول الكارثة، واحتواء المصيبة!
ثانيهما: الفراق بالمعروف مع الستر التام على الزوجة، شريطة تعهدها بالإقلاع عن الذنب والالتزام بحسن السيرة مستقبلاً، وهذا الحل أجدني مضطراً لسوقه، لأن كثيراً من الأزواج لا تتحمل أعصابهم خيانة زوجاتهم لهم بالفاحشة، وهم غير ملومين بحكم الأثر النفسي، والبعد الأخلاقي للفاحشة على بيوت الشرفاء!!
وإلى هنا تم المقصود بحمد الله وفضله وصلى الله على محمد وآله وصحبه.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد
التعليقات ( 1 )
السلام عليكم
15:52:21 2020-10-01