مخالفات شرعية يقع فيها رواد الإنترنت


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، محمد وعلى آله وصحابته أجمعين:

أولاً: يجب على المسلم أن يسعى إلى ذكر الله - تعالى - إذا نودي للصلاة، فلا يشغله شيء عنها، قال الحق – سبحانه -: {في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار}[سورة النور آية 36،37 ].

ثانياً: الإنترنت وسيلة اتصال تشتمل على الخير فتكون نعمة، وتشتمل على الشر فتكون نقمة، ويجب على المسلم أن يستعملها في الخير لينتفع بها في دينه ودنياه، ويتجنب ما فيها من الشر والفساد حتى لا تكون نقمة تهلك دينه ودنياه.

ثالثاً: من أهم الأمور لمرتادي الإنترنت أن يحمي نفسه عن وقوع عينه على الحرام، فالنظرة المحرمة سهم من سهام إبليس، يفسد بها قلب المسلم بلذة عاجلة، تعقب ندامة وحسرة آجلة، والنظر إلى ما حرم الله - تعالى - يورث ظلمة في القلب، ووحشة في الصدر، وخمولاً وكسلاً عن طاعة الله - تعالى-، وحرماناً من حلاوة الإيمان، ويزين به الشيطان الوقوع في الفاحشة، حتى إذا وقعت استحوذ الشيطان على القلب فلعب به كما يلعب الصبي بالكرة، فأورده المهالك.

رابعاً: لا تجعل الإنترنت يشغلك ويضيع وقتك فيما لانفع فيه، فتتجول بين المواقع والمنتديات الساعات الطوال هدراً لساعات عمرك، على حساب واجباتك، وحقوق الناس عليك مـــن أهل، ووالدين، وولد، وأرحام، أو وظيفــة تكسب فيها قوتك وقوت من تعول.

خامساً: احرص على ارتياد المواقع الإسلامية على منهج السلف، والمنتديات المفيدة التي تضيف إلى علمك علماً نافعاً، وتوسع مداركك وآفاق معارفك، وتجنب المواقع الفاسدة المفسدة للعقيدة أو الأخلاق، والمنتديات الداعية إلى الفتنة، أو الجدل والقيل والقال حتى لو كان ذلك في أمر الدين، فالجدل إلا بالتي هي أحسن لا خير فيــه، ولا تدخل في حوار مع أعداء الإسلام إلا بعلم وحلم إن كنت أهلاً لذلك، وإلا فدع غيرك من العلماء يكفيك هذا الشأن.

 

مخالفات شرعية يقع فيها رواد الإنترنت:

هذه بعض المخالفات الشرعية التي يقع فيها بعض من يسيء استخدام الإنترنت، وضعتها هنا ولا أزعم استقصاء كل المنكرات، ولكن حسبي أن أنبّه على أخطرها.. والله المستعان.

أوّلاً: مخالفات تتعلق بزيارة المواقع المحرمة ومنها:

1 ـ مواقع الكفر والإلحاد على اختلاف أشكالِه وصورِه دون وجود علم شرعي للزائر يقيه من الشبهات.

2 ـ مواقع أهل البدع: كالرافضة والصوفية والأشاعرة والإباضية وغيرهم دون وجود علم شرعي للزائر يقيه من الشبهات.

3 ـ مواقع أهل الاتّجاهات المخالفة للإسلام: كالعلمانية، والحداثة، والقومية ونحوها.

4 ـ مواقع السحر والكهانة والتنجيم والحظ وما إليها.

5 ـ مواقع الأفلام والصور الإباحية.

6 ـ مواقع الأغاني والموسيقى.

7 ـ مواقع الأفلام والفيديو المحرمة مثل: المسرحيات والتمثيليات وعروض الأزياء والرقص.

8 ـ مواقع تعليم الانتحار السرقة والتجسس.

9 ـ مواقع الربا والقمار والمعاملات المحرمة.

10 ـ مواقع التعارف والصداقة بين الجنسين.

 

ثانياً: مخالفات تتعلق بمواقع المحادثات والشات ومنها:  

1 ـ التحدث مع الجنس الآخر غير المَحرَم بلا غرض شرعي.

2 ـ التحدث في قضايا الغزل والحب.

3 ـ التحدث في موضوعات الجنس والعلاقات المحرمة.

4 ـ إضاعة الأوقات حتى ولو كان الكلام في أصله مباحاً.

5 ـ ما يحصل في بعض مواقع المحادثات من إمكانيّة مشاهدة صورة الرجل للمرأة والعكس.

 

ثالثاً: مخالفات تتعلّق بساحات الحوار والمنتديات ومنها:

1 ـ كتابة الأخبار المكذوبة ونشر الشائعات المفتعلةº خاصّةً وأنّها مبنيّة في الغالب على المجاهيل.

2 ـ إيذاء المسلمين والتشهير بالمستورين منهم.

3 ـ الطعن في المسلمين بغير حقٍ,.

4 ـ تنقّص علماء الأمّة وحرّاس الشريعة ونشر زلاّتهم ومثالبهم.

5 ـ تبادل الاتّهامات الجائرة، وإلقاء الكلام على عواهنه بلا بَيّنة.

6 ـ كشف الأسرار المتعلقة بمصالح المسلمين.

7 ـ القول على الله بغير علم، والتحدث في المسائل الشرعية والفتوى من غير المختصّين.

8 ـ إضاعة الأوقات في المهاترات الفارغة.

 

رابعاً: مخالفات تتعلّق بالبريد الالكتروني والرسائل ومنها:

1 ـ تبادل الصور وعناوين المواقع الإباحية.

2 ـ تبادل رسائل الغرام والغزل بين الجنسين.

3 ـ إرسال بطاقات التهاني بأعياد الميلاد وغيرها من المناسبات المحرّمة.

4 ـ اختراق صناديق الآخرين بغير عذرٍ, شرعيِ ظاهر.

 

خامساً: مخالفات تتعلّق بالتعامل الالكتروني مع الآخرين ومنها:

1 ـ تدمير المواقع بغير حقٍ, شرعيِّ بيّن.

2 ـ اختراق أجهزة الآخرين وسرقة مقتنياتهم وملفّاتهم.

3 ـ تبادل المعاملات المخالفة للقواعد الشرعية مثل: المبايعات والمساهمات الباطلة.

4 ـ الزواج الإلكتروني الذي يفتقد الوليّ والشاهدين.

 

ضوابط التواصل بين الجنسين عبر الإنترنت يحضرني منها ما يلي:

أ – عدم استخدام الصورة بأي حال:

أولاً: لأن هذا ليس له حاجة مطلقاً، فالكتابة تغني وتكفي.

ثانياً: لأن هذا مدخل عظيم من مداخل الشيطان في تزيين الباطل، وتهوينه على النفس.

وقد يستغرب بعض الأخوة.. ويتساءل:

وهل هذه الفكرة واردة أصلاً؟

والجواب: يجيد بالمرأة ألا تكون الفكرة واردة، لكن الذي يعرف طرق الغواية، ويعرف مداخل الشيطان على النفس الإنسانية لا يستغرب شيئاً، بل وأكثر من ذلك أن النفس المريضة أحياناً تلبس الخطأ المحض الصريح لبوس الخير والقصد الحسن.. نحن نخدع أنفسنا كثيراً.

ب – الاكتفاء بالخط والكتابة دون محادثة شفوية، وإذا احتيج إلى المحادثة فيراعى فيها الأمر الرباني: (( فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً )) وإذا كان هذا لأزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - فكيف بغيرهن من النساء؟ وإذا كان هذا في عهد النبوة فكيف بعصور الشهوة والفتنة؟.

ج – الجدية في التناول، وعدم الاسترسال في أحاديث لا طائل من ورائها، وكذلك بالصدق، فالكثيرون يتسلون بمجرد الحديث مع الجنس الآخر، بغض النظر عن موضوع الحديث، يهم الرجل أن يسمع صوت أنثى خاصة إذا كان جميلاً رقيقاً، ويهم الأنثى مثل ذلك فالنساء شقائق الرجال، ويهم كلاً منهم أن يحادث الآخر ولو كتابياً، فليكن الطرح جاداً وللضرورة، كسؤال لشيخ في مسألة هامة، أو الاستفسار عن حكم شرعي (فقط)، وبعيداً عن الهزل والتميع.

د – الحذر واليقظة وعدم الاستغفال، فالذين تواجهينهم في الإنترنت أشباح في الغالب، فالرجل يدخل باسم فتاة، والفتاة تقدم نفسها على أنها ولد، ثم: ما المذهب؟ ما المشرب؟ ما البلد؟ ما النية؟ ما الثقافة؟ ما العمل.. الخ كل ذلك غير معروف، وأنبه الأخوات الكريمات خاصة إلى خطورة الموقف، وعن تجربة - فإن المرأة سرعان ما تصدّق، وتنخدع بزخرف القول، وربما أوقعها الصياد في شباكه، فهو مرة ناصح أمين، وهو مرة أخرى ضحيته تئن وتبحث عن منقذ، وهو ثالثة أعزب يبحث عن شريكة الحياة، وهو رابعة مريض يريد الشفاء... الخ.

هـ - وأنصح بعناية الأخوات العاملات في مجال الإنترنت في التواصل بينهن بحيث يحققن قدراً من التعاون في هذا الميدان الخطير، ويتبادلن الخبرات، ويتعاون في المشاركة، والمرء ضعيف بنفسه قوي بإخوانه، والله - تعالى- يقول: (( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر )).

و – كما أنصح الأخوات أن يجعلن جلّ همهن العناية بدعوة النساء ونصحهن، وتقديم الخدمات لهن من خلال لهذا الحقل، والسعي في إصلاحهن، وليكن ذلك بطريقة لطيفة غير مباشرة، فالتوجيه المباشر قد يستثير عوامل الرفض والتحدي في بعض الحالاتº لأن الناصح يبدو كما لو كان في مقام أعلى وأعلم، والمنصوح في مقام أدنى وأدون، فليكن لنا من لطف القول، وحسن التأتي، وطول البال، والصبر الجميلº ما نذلل به عقبات النفوس الأبية، ونروض به الطبائع العصية، وللأخوات صالح الدعوات بالحفظ والعون والتوفيق.

هذه خواطر أسجلها وأرسلها إلى كل مسلمة غامرت بدخول هذا البحر المتلاطم من الفتن:

1- عليكِ بمراقبة الله - تعالى- الذي لا تخفى عليه خافية.

وإذا خلوت بريبة في ظلــــــــمة        والنفس داعية إلى العصيان

فاستحيِّ من نظر الإله وقل لها        إن الذي خـلق الظلام يراني

2- وجود قريب ناصح مشفق يذكر بالله - تعالى- عند فتح الانترنت ( إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية ).

3- تعديل جهاز الحاسوب بحيث لا يظهر الصور قال - تعالى-: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم}{وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن}، وفي الحديث النظرة سهم مسموم من سهام إبليس ).

4- وضع برامج حماية ضد اختراق جهاز الحاسوب، مع عدم وضع أسماء أو صور أو أرقام هاتف بداخله، من باب الحذر والاحتياط.

5- تحديد الهدف من الدخول للانترنت - في كل مرة -.

6- إن كان هناك بريد فالأفضل إخفاءه وعدم إبرازه، وكذلك عدم الرد على الرسائل الغير معروف مصدرها معرفة تامة، وكذلك عدم مراسلة الرجال قدر الإمكان، وأيضاً الحرص على عدم وضع الأسماء الصريحة، أو أرقام الهواتف، أو عناوين السكن، أو المدرسة في البريد.

7 - الأفضل والأحوط عدم وجود برنامج محادثة كالماسنجر مثلاً أو غيره، فضرره أكبر من نفعه للفتاة إلا لمن تستخدمه استخداماً صحيحاً، وتراقب الله في استخدامه.

8 - عدم دخول غرف المحادثة النصية أو الصوتية، لما فيها من فتن وشرور وفساد.

9 - إن كان المراد كتابة مواضيع فالأفضل أن تكتب المرأة موضوعاتها دون مزاح، أو خضوع بالقول، أو ما يشعر بالدلال والدلع، وكذلك تفعل في ردودها، مع اختيارها للمنتديات التي تغلب عليها سلامة أهلها وكتابها من التحرش بالفتيات كتابة.

10 - على الفتاة أن تضع تقوى الله - تعالى- نصب عينيها، وأن تعلم أنها ضعيفة، وأنها صيد مرغوب مطلوب لضعاف النفوس، بل وربما زينها الشيطان لبعض من كان من أهل الصلاح، والنبي - عليه الصلاة والسلام - يقول: (( فاتقوا الدنيا واتقوا النساء ))، فلتحذر الفتاة من الانزلاق والسقوط.

11 - على الفتاة أن تنتبه جيداً إلى أن الشيطان قد يأتي من باب من أبواب الخير ليصيب هدفه، فلتنتبه لذلك، ولتقطع الطريق إذا تبين لها بداية الزلل والخلل، ولتدرك أن هناك خطوات تتلوها خطوات يستخدمها إبليس لإسقاط بني البشر الذين ليسوا من طلاب الانحراف، والله - تعالى- يقول: {يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر..}، وكل معصية تعتبر خطوة من خطوات الشيطان، وكل معصية تقول: أختي، أي تطلب معصية أخرى.

12 - على الفتاة ألا تغتر بمن يكتب تحت أسماء نسائية، فهناك رجال يكتبون بأسماء نسائية، ويحاولون الدخول مع الفتيات وإقامة العلاقات، فلتحذر الفتاة أشد الحذر، ولتحتط لنفسها، فإن ذئاب البشر لا ترحم، بل تمزق وتأكل وتعبث، كفى الله المسلمين والمسلمات كل شر وشرير، وكل بلاء وفتنة!!.

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه. 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply