طالبات المدارس في خطر!


بسم الله الرحمن الرحيم

 

* العلاقات الغرامية تهدد العملية التعليمية بالمدارس المشتركة.

* مطلوب إلغاء الفترة المسائية، ومنع الاختلاط بالإعدادي والثانوي.

بالرغم من المطالب التي لا تنتهي لجمعيات حقوق المرأة, إلا أن المشكلات التي تتعرض لها بنات المدارس لا تشغل حيزاً من استراتيجية هذه الجمعيات, وقد أدي تفاقم ظاهرة المدارس المشتركة، ومدارس الفترات بالنسبة للطالباتº لحدوث مشكلات أخلاقية وتربوية لفتيات المدارس, وذلك بسبب عجز وزارة التربية والتعليم عن إلغاء الفترة المسائية بمدارس البنات, فضلاً عن غياب دور الشرطة في حماية الطالبات والطلاب من الوقوع في براثن العلاقات المحرمة «منارات العلم» حاولت رصد هذه المشكلات.

في البداية التقينا بطالبات المدارس الإعدادية والثانوية حول أهم المشكلات والمواقف التي تواجههن:

تقول شيماء أحمد «طالبة بمدرسة المعاملات التجارية المشتركة»: الواقع في المدارس - وخصوصاً المشتركة - يوحي وكأننا لسنا طلبة علم، فالمستوي الأخلاقي للطلبة والطالبات محزن، فيكفي أن تزور أي مدرسة لتري العجب، فالطلبة والطالبات يتعاملون بأساليب مبتذلة تفتقد الأدب، فمثلاً المزاح والهزار يصل إلي استخدام اليد والقدم، ولا مانع أن تضرب طالبة زميلها أو يضربها أو يشد شعرها.

وتضيف نورا محمد أن العلاقات العاطفية والثنائيات في المدارس المشتركة والمتجاورة هي أكثر الظواهر وضوحاً، فمثلاً في فترة الفسحة في المدرسة تنتشر الثنائيات في كل مكان.

وتقول إنجي كمال «طالبة بالثانوي الصناعي»: بالنسبة لي أدرك الواقع وتعاملات الطلبة بشكل ملحوظ لأن مدرستي مشتركة وتقع في منطقة تجمع مدارس بنين وبنات، ونري ونسمع كل يوم عشرات المشكلات خاصة في مدارس الثانوي الزراعي والتجاريº لأن النجاح هو آخر أهداف الطلبة والطالبات في هذه المدارس، بل إن الطالبات يذهبن للمدرسة لقضاء وقت، وللتسلية والهروب من ضغط البيت عليهن، والمدرسة فرصة لهن لقراءة روايات عاطفية وتبادلها حتى في أوقات الحصص، وكتابة الخطابات الغرامية وتبادلها مع زملائهن في الفصل، أو تبادل الإشارات والمواعيد الغرامية عبر النوافذ، وأحياناً نجلس في الفصل فنجد الرسائل تسقط علينا من مدارس البنين المقابلة لنا.

في حين تقول شيماء صلاح الدين «طالبة بمدرسة العطار الثانوية»: رغم أن مدرستنا ليست مختلطة إلا أننا نعاني معاكسات الشبابº لأن موعد الخروج من المدارس واحد، وتزدحم الطرق بالطلبة والطالبات، وفي الحقيقة أن البنات بسلوكياتهن الخاطئة، وملابسهن المثيرة، وأصواتهن العالية يدفعن الشباب لمضايقتهن، أما الفتاة الملتزمة فهي محل احترام الجميع, يحفظها الله من كل سوء.

 

مشاجرات:

والطالبات في المدارس الإعدادية والثانوية أحياناً يكن ضحايا لبلطجة الطلبة وللمشاجرات التي تحدث في المدارس وخارجها، ففي إحدى المدارس الإعدادية المهنية تعرضت البنات للضرب، وأصيبت إحداهن بكسر في الذراع إثر وقوع شجار بين تلميذين بالمدرسة أدى إلى مشاجرة كبيرة اشترك فيها طلبة وطالبات المدرسة هذا ما يرويه محمد هلال «طالب بالمدرسة».

وفي تجمع مدارس بالجيزة قام طلبة إحدى المدارس بالهجوم والاعتداء بالضرب على طالبات مدرسة البنات المجاورة لهم.

وعن رأي أولياء الأمور في هذه المشكلات التي يتعرض لها البنات في المدارس تقول السيدة زهرة إسماعيل والدة لطالبة بالثانوي التجاري: لقد فشلت سياسة اختلاط المدارس في المرحلة الإعدادية والثانوية، فهذه السن حساسة، وهي سن مراهقة، وكل الآباء يشتكون مر الشكوى من المشكلات التي تحدث بين البنين والبنات، وبالنسبة لي كأم لا أشعر بمشكلةº لأنني صديقه لابنتي، ولا تخفي عني شيئاً.

بينما يطالب مؤنس كمال «موظف بالتأمينات» وزارة التعليم بإلغاء الفترات المسائية في المدارس التي تنتهي بين الساعة الخامسة والسادسة مما يضطر البنات للعودة ليبوتهن متأخرات، ومع ظروف المواصلات الصعبة تزداد المعاناة.

 

المعاكسات:

وتعليقاً على المشكلات التي تعانيها البنات بسبب المدارس المشتركة، وقرب المسافة بين مدارس البنين والبناتº يؤكد د. عبد الغني عبود - الأستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس -: أن الواقع المؤسف الذي نراه ونسمع عنه من انتشار سلوكيات خاطئة بين التلاميذ في المدارس الإعدادية والثانوية بداية من المعاكسات، والعلاقات العاطفية، وانتهاء بالزواج العرفي وغيرها من الأمور ترجع بشكل أساسي إلى انتشار المدارس المشتركة، وقرب المسافات بين مدارس البنين والبنات في هذه السن الحرجة وهي فترة المراهقة، ويقول: أرى أن اشتراك المدارس قبل سن المراهقة في رياض الأطفال والابتدائي ممكن بل إنه مطلوب ليتعرف الأطفال من كل جنس على الآخر, في حين أنني أرفض فكرة اشتراك المدارس في المرحلتين الإعدادية والثانوية وهي بداية مرحلة المراهقة فهي أمر غاية في الخطورة, خاصة في ظل غياب الرقابة والتربية في البيوت والمدارس، وانشغال المسئولين عن التربية بالبحث عن لقمة العيش، ففي هذه المرحلة التي يحدث فيها البلوغ الجنسي، ويسبق النمو الجسمي النمو العقلي، تتركز أفكار الشباب والفتيات في هذه السن حول الجسد، والاحتياجات والتغيرات التي تطرأ بحكم هذه المرحلة، والتي يزداد فيها الميل الطبيعي بين الجنسين»، ولذلك أرى أن الاختلاط في المدارس في هذه السن أضراره أكثر من منافعه, والواقع وصرخات أولياء الأمور تؤكد هذا، وكذلك أطالب بأن تكون فترات الدراسة بالنسبة لمدارس البنات كلها فترات صباحية حتى لا تعود البنات لبيوتهن في أوقات متأخرة خصوصاً مع ازدحام المواصلات وصعوبتها، خاصة في أيام الشتاء مما يعرضهن للمعاكسات، والمضايقات من الشباب.

 

التربية:

بينما يري د. محمد يوسف أبو زيد - أستاذ الأمراض النفسية والعصبية بكلية الطب بجامعة عين شمس - أن البنات هن السبب عادة في أغلب المشكلات التي يعانين منها كالمعاكسات أو المشاجرات أو غيرها بما يصدر منهن من سلوكيات سواء في الملبس، أو طريقة المشي وارتفاع الصوت، أو سعي بعض البنات إلي إقامة علاقات عاطفية مع البنين, وفي النهاية تؤدي هذه السلوكيات الخاطئة، ومبالغة البنات في السفور، وارتداء الملابس المثيرةº يؤدي ذلك كله إلى مشكلات كبيرة تصل إلى حد الجرائم، والسبب من وجهة نظري يرجع إلى طبيعة المرحلة العمرية التي تعيشها البنات وهي مرحلة المراهقة، حيث تشعر البنت بأنها أصبحت امرأة، وظهرت عليها ملامح الأنوثة والجمال، وكذلك رغبتهن في إشباع الحاجات العاطفية في هذه السن المبكرة، ويزيد من هذه الرغبات لديهن ما يشاهدنه في وسائل الإعلام، وما ينشر في روايات الجيب، والتي تتداولها البنات في المدارس بكثرة، والعامل الرئيسي والأساسي وهو غياب التربية والحوار داخل البيت، وازدياد حالات التفكك الأسري، وانشغال الوالدين عن أبنائهم.

ويقول: أعتقد أن الفتاة التي تنشأ في أسرة تتمتع فيها بالرعاية والحنان، ووجود قناة للحوار وتبادل الرأي بعيداً عن الكبت والتشديد والقهر، مع الاهتمام والتركيز علي التنشئة والتربية الإسلامية والأخلاقية في ظل أسرة تتفهم طبيعة هذه المرحلة الحساسة من عمر الفتاة، والتي تتسم فيها الفتاة بالحساسية المفرطة، إذا توافر للفتاة هذا الاستقرار الأسري فإنها ستتمتع باستقرار نفسي ينعكس عليها في صورة سلوكيات صحيحة، وتفوق دراسي وأخلاقي.

 

الصداقة:

في حين تؤكد د. نادية رضوان أن الأبناء في سن المراهقة يعانون حالة من الارتباك وعدم القدرة على التعامل مع الجنس الآخر بشكل سليمº لأنهم يعيشون متناقضات عديدة بين ما يأمرهم به المجتمع، فمثلاً البنت تعاقبها أسرتها إذا لعبت مع ولد في الصغر في حين أنها في المدرسة المختلطة لابد أن تتعامل معه كزميل، وفي هذه الحالة تشعر بارتباك وعدم القدرة علي التعامل السليم, واستخدام العقاب كأسلوب في التربية أسلوب خاطئ بل علي الآباء أن يفتحوا قلوبهم لبناتهم، وتعميق الصداقة معهن، وتزويدهم بالمعلومات الصحيحة في كل الأمور، حتى لا يضطررن إلى الاستعانة بالصديقات اللاتي يزودنهن بمعلومات خاطئة. 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply