صرخة مدوية من تونس


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

وصلتنا هذه الصرخة المؤلمة من تونس، في رسالة من إحدى الطالبات المحجبات، ننشرها كما هي ويبقى الرد على ما جاء فيها عند السلطات التونسية..

"إني والله وأخواتي في تونس في بلاء عظيم.. ونسأل الله الصبر والثبات...

نحن نُمنع من الدخول إلى الكليات.. ما إن تضع أخت محجبة قدمها على عتبة الباب.. حتى يهبوا نحوها ويصرخوا في وجهها: انزعي الحجاب أو لا تدخلي! أو يقولون، لعنهم الله: أريني شعرك ورقبتك وادخلي!

في الحقيقة قد يتيسر لنا أحياناً أن نتسلل.. ولكن إذا "ضُبطت" إحدانا داخل الكلية مرتدية الحجاب، فإنهم يجبرونها على توقيع التزام.. فإذا أعادت الكرة.. طُردت من الجامعة! هذا حالنا..

أما في المدارس والمعاهد.. فلا مجال للتسلل أو حتى المحاولة.. والكثير من الأخوات تركن الدراسة ووقعن في مشاكل مع عائلاتهن.

الآن.. وبعد ما قالته الجزيرة.. وبعد ما نقلته من حقائق عن تونس.. أصبحوا يلاحقوننا حتى في المساجد.. في رمضان.. كان عدد النساء في المسجد كبيراً.. فجاء أعوان الشرطة وانتصبوا أمام المسجد.. وانطلقوا في القبض على المحجبات.. حتى صار المسجد لا يوجد فيه سوى صف أو صفين!

لا أدري..

ماذا أقول لكم صدقاً.. إني كرهت الخروج من البيت!

لقد سمحوا لنا مؤخراً بارتداء "المحرمة التونسية"..

ولكن وجودها كعدمها.. فهي تغطي الرأس ثم تربط على العنق بحيث لا تغطي الصدر والكتفين.. وصار هذا للأسف محتماً علينا ارتداؤه أينما ذهبنا.. فأعوان الشرطة ربما أكثر من المواطنين هنا.. وهم منتشرون في كل مكان.. يتقاضون الأجور فقط للإمساك بالمحجبات!

حتى الرجال لم يسلموا.. فالقميص ممنوع، واللحية ممنوعة!

وإذا لاحظوا أن أحدهم مواظب على الصلاة في المسجد، وخاصة صلاة الصبح.. دعوه للتحقيق.. ويصبح مراقَباً!

لا للحجاب.. لا للعباءة.. لا للون الأسود.. لا للقميص.. لا للحية.. لا للإسلام!

وطبعاً إذا مُنع كل هذا.. فيمنع أيضاً أي تجمع أو حلقات لتحفيظ أو تدارس القرآن أو العلم الشرعي!

يُحكى لنا في بلادنا أن ثلاثة إخوة.. كانوا يتدارسون كتاب "رياض الصالحين".. فألقي القبض عليهم.. وحكم عليهم بالسجن ثلاثة أشهر!

هل تريدون المزيد؟

هذا ما نعانيه كل يوم.. ربما الحياة قبل أن تتكلم الجزيرة.. كانت أفضل.. فعلى الأقل كنا خارج المؤسسات التعليمية نلبس الحجاب (طبعاً مع لباس ملون.. فالأسود يجلب لهم الحساسية)! لكن الآن الأمر أصبح أكثر من فظيع!

نسألكم الدعاء..

لم نسمع عن أي تحرك أو مبادرة من أي دولة عربية مسلمة، ولا حتى كلمة ينددون بها هذا الموقف. ألا يهمهم أمرنا؟ أم أن المصالح الاقتصادية ألجمتهم؟ إنا لله وإنا إليه راجعون..

نريد صمودًا على الساحة العربية والإسلامية..فهذه قضية الأمة وليست قضية تونس فقط..نحن نحتاج إلى يد تمتد إلينا بالمساعدة.. فلو تُركنا لحالنا.. فلن تقوم لنا قائمة.. ولن يدافع عنا أحد.. فنحن مكبلون بقيود من حديد..

نريد صرخة تعيد إلينا حريتنا التي لم نعرفها قط.. نُريد مُساندة.. أين علماء المسلمين من هذا الواقع المدمي"؟

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply