كل يوم مجزرة !!


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الخبر

قامت الطائرات الإسرائيلية بقصف مركز لتعبئة المواد الغذائية على الحدود السورية اللبنانية في بلدة القاع بالبقاع الغربي في لبنان مما أدى إلى مصرع 33 شخصاً معظمهم من العمال السوريين الفقراء وجرح العشرات.

 

التعليق

لا يمكن بالطبع أن نفسر قيام الطيران الإسرائيلي بضرب مركز لتعبئة المواد الغذائية في بلدة القاع بالبقاع الغربي في لبنان على الحدود السورية اللبنانية إلا بأنه مذبحة تنم عن أننا أمام ذئب جائع لا يرتوي إلا بالدماء.

 

فمن البديهي أن عمليات الرصد الأمريكي والإسرائيلي عالية المستوى، ومن ثم فهي تستطيع أن تفرق بسهولة بين ما هو مدني وما هو عسكري أو حتى له صلة بالمجهود العسكري من أي نوع، وهذا المركز لتعبئة الخضروات موجود منذ خمس سنوات على الأقل ولم ينشأ بعد بدء العدوان الإسرائيلي مثلاً على لبنان حتى نشك في صلته بالدعم السوري للمقاومة اللبنانية وقد أظهرت صور الحادث انقطاع صلته بأي شيء عسكري فالضحايا عمال فقراء والمواد المتبعثرة على الأرض جراء الضرب كلها خضروات وفواكه!.

 

المجازر الصهيونية لم تنقطع منذ بداية ظهور إسرائيل، بل قل لم تنقطع منذ صعود الحضارة الغربية، وتاريخنا القريب يمتلأ حتى آخره بالمذابح التي نفذها الأوروبيون الاستعماريون ثم الأمريكان في أفغانستان والعراق، وإسرائيل دائماً، وهذا يكشف أننا أمام حضارة غربية، العنف والمجازر جزء جوهري من تركيبتها.

 

على أنه من الضروري طبعاً الاهتمام الإعلامي بمثل هذه المجازر التي تحدث في لبنان مثل قانا والقاع وغيرها، ولكن في نفس الوقت يجب ألا ننسى أن هناك أيضاً عدوان إسرائيلي لا يزال مستمراً في غزة، وأن إسرائيل تنفذ مجازر بشعة كل يوم أيضاً في غزة، بل ربما تزامنت المجازر في لبنان مع مجزرة أخرى في لبنان، أو قل إن إسرائيل تنفذ مجزرة في فلسطين في يوم وفي اليوم التالي في لبنان وهكذا، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن اليوم السابق على مجزرة القاع، نفذت القوات الصهيونية مجزرة في رفح راح ضحيتها 37 فلسطينياً بين قتيل وجريح عن طريق القصف الجوي على البيوت الآمنة في رفح. والمحصلة أن إسرائيل لا تستطيع أن تعيش يوماً بدون تنفيذ مجزرة.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply