بسم الله الرحمن الرحيم
في عراق ديمقراطي جديد يمسي على القتل ويصبح على الانفجارات هناك مأساة حقيقة لآلاف الأطفال الأيتام الذين يفقدون المعيل بين ليلة وضحاها، وتبدأ الكارثة الحقيقة لهؤلاء الأطفال ومن يوفر لهم مستلزمات العيش وأبسط أمور الحياة خاصة أن الدولة ومؤسساتها لا تكفل إعالة هؤلاء الأيتام أو توفير راتب شهري بسيط لهم.
وتزداد الكارثة إذا كانت الأم تعمل خاصة أن آخر إحصاءات الأمم المتحدة للأمور الإنسانية تقول إن فقط 11%من النساء الأرامل في العراق هن فقط من يعملن والبقية الباقية من النساء الأرامل لا يعملن عند ذاك يجد المجتمع العراقي نفسه أمام مأزق حقيقي بالنسبة لهؤلاء الأيتام والأرامل خاصة إذا عرفنا أن معدل ما يقتل من العراقيين على أقل تقدير هو مئة شخص يومياً فكم يترك وراءه من أطفال؟ وكيف يمكن إيجاد الحل المناسب لإعالة هؤلاء الأطفال الأيتام؟!!
فكان لازماً أن تقوم بعض المؤسسات الخاصة بتوفير بعض المستلزمات والرواتب البسيطة لهذه الشريحة حيث يتراوح الراتب الشهري حوالي 20-25دولار أمريكي تدفعه بعض تلك المؤسسات الخيرية إلى الطفل اليتيم علماً أن تلك المؤسسات الخيرية لا تتكفل إلا بطفل واحد من كل عائلة حتى لو كانت تلك العائلة فيها أكثر من طفل، وبالطبع إن هذا المبلغ لا يسد إلا شيئاً بسيطاً لا يسد رمق العيش مما يضطر هؤلاء الأطفال إلى ترك الدراسة ومحاولة الحصول على أي عمل بسيط يسد احتياج الأسرة وقسم كبير منهم يأخذ دوره إلى الشوارع والتسول أو الانحراف.
بعض تلك المؤسسات كان لها دور إنساني وخيريº كمنظمة الحياة فرع كندا، ومنظمة الحياة فرع الولايات المتحدة الأميركية، ومؤسسة الإغاثة الإنسانية، ومنظمة الإغاثة الإسلامية، ومؤسسة آل مكتوم، والهلال الأحمر السعودي، والهلال الإماراتي، والهلال الأحمر القطري، ومؤسسات كثيرة أخرى.
لكن لا يخفى أن هذه المؤسسات تمارس دورها بصعوبة بالغة وسط مجتمع انتشرت به المؤسسات التجسسية والتخريبية لدول لا تريد للواقع العراقي أن يستقر أو أنها تفعل ذلك بحكم توجهات طائفية وأجندات سياسية معينة، ما يهمنا في الأمر كيف يمكن للمجتمع الإنساني والإسلامي أن يأخذ دوره الفاعل في إنقاذ ما يمكن إنقاذه من واقع أليم يعيشه الطفل العراقي اليتيم، خاصة أن الكل يعرف أن من يكفل اليتيم يكون مع الحبيب المصطفى صلى الله علية وسلم.
هنا تحضرنا قصة لنبي الله يعقوب - عليه السلام - عندما فقد ابنه يوسف - عليه السلام - وفقد بصره، وفي يوم دخل يناجي الله - تعالى -يبكي فنزل عليه جبريل - عليه السلام - فقال له: يا يعقوب أتشكو الله؟! فقال: معاذ الله إنما أشكو بثي وحزني إلى الله - تعالى -، فقال له جبريل - عليه السلام -: أتعرف يا يعقوب لماذا فعل الله بك ذلك؟ فقال: لِمَ؟ فقال: لأنه في يومٍ, طرق بابَك مسكينٌ يتيم وكنت أنت وعائلتك تأكلون ولم تعطوا لهذا اليتيم شيئاً.
عند ذاك ما كان من نبي الله يعقوب إلا أن يأمر منادياً ينادي في المدينة من بات ليله وأصبح بلا فطور فليذهب إلى مائدة يعقوب، ومن كان صائما فليفطر على مائدة يعقوب فرد الله إلى يعقوب - عليه السلام - بصره، وقر عينه بيوسف - عليه السلام - (القصة من فقه السنة).
هنا لابد أن نتذكر أن على كل مسلم واجب حقيقي تجاه الأطفال الأيتام والأرامل في العراق لأن الكارثة التي حلت بالمجتمع العراقي كارثة حقيقة تنذر بانهيار المجتمع وأن هناك بعضاً من دول الجوارº كإيران تتكفل بقسم من هؤلاء الأطفال على اعتبارات طائفية، فأين وقفة آهل السنة والمسلمون الغيارى من البقية الباقية من الأطفال من المذهب الآخر والذين يمثلون الأغلبية من الأطفال الأيتام في العراق؟؟؟
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد