ضربني وبكى وسبقني واشتكى


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله إمام المتقين، وقدوة المؤمنين، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه المحسنين، وعلى التابعين، وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين..أما بعد:

 

فإن هذا المثل الشعبي المعروف، يتمثل اليوم على الواقع عبر وسائل الإعلام العراقية والإيرانية، وتم تطبيقه مائة بالمائة عبر المستأجرين والمستأجرين العراقيين والإيرانيين العملاء الخونة.

 

فقد قامت وسائل إعلامهم المغرضة الكاذبة، بتصوير بعض الأسر الشيعية وهي تعاني من ويلات حرب أهل السنة أو ما يسمونه بالمقاومة، وهي والله مقاومة باسلة، لا ينتقدها أي بشر على وجه الأرض، لأنها مقاومة ضد محتل إرهابي، مقاومة ضد غازٍ, معتدي.

فأظهرت وسائل الإعلام الصفوية الرافضية، مناظر ومشاهد لشيعة تابعة لتلك القنوات، وهم يحكون معاناتهم من تهجم المقاومة ضدهم، وأمرهم بترك منازلهم، وتهجيرهم لغير أرضهم، وإلا فإنهم سيُقتلون، وهو ما تفعله يد الإجرام الطائفي في العراق ضد أهل السنة، من إمهال لثلاثة أيام لكل من يخاف على نفسه، فلابد من ترك منزله والهروب إلى المجهول، وإلا فإنه سيتعرض الرجال للتعذيب والقهر، والنساء للاغتصاب، والأطفال كذلك، ثم قتل الجميع.

وأهل السنة المضطهدين المظلومين، لا يحتاجون لقناة مسلمة لتعرض ما يعانونه من ظلم وهضم لحقوقهم، وإخراجهم من ديارهم، بل عُرض ذلك عبر وسائل الإعلام العالمية المختلفة، مسلمة وكافرة، لتبين للناس حقيقة الوضع الصعب الذي تعانيه الأسر السنية في العراق وإيران وغيرهما من بلاد الشيعة، التي يحكمها حكام شيعة على اختلاف مللهم ومشاربهم، فأهل السنة بحق شعب يتعرض للإبادة الجماعية، تحت ظروف البرد القارص، والصحراء المقحلة، لا ماء ولا زاد، فنسأل الله أن يغيثهم، ويشفي مريضهم، ويطعم جائعهم، ويؤوي طريدهم، ويفك أسيرهم، ويرحم ميتهم، ويجمع كلمتهم على الحق والدين، وأن يعيدهم إلى وطنهم وأرضهم وأهليهم سالمين غانمين، وليس ذلك على الله بعزيز، فقد وعد - سبحانه - من تولاه بأن ينصره ويعزه، ويذل عدوه، ويسمع لهفته، ويجيب دعوته، عَن أَبِي هُرَيرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: " ثَلاَثَةٌ لاَ تُرَدٌّ دَعوَتُهُم: الصَّائِمُ حِينَ يُفطِرُ، وَالإمَامُ العَادِلُ، وَدَعوَةُ المَظلُومِ يَرفَعُهَا اللَّهُ فَوقَ الغَمَامِ، وَتُفتَحُ لَهَا أَبوَابُ السَّمَاءِ، وَيَقُولُ الرَّبٌّ: وَعِزَّتِي وَجَلاَلِي لأَنصُرَنَّكَ وَلَو بَعدَ حِينٍ, " [رواه أحمد في حديث، والترمذي وحسنه، واللفظ له، وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما إلا أنهم قالوا: حَتَّى يُفطِرَ. ورواه البزار مختصراً: " ثَلاَثٌ حَقُّ عَلَى اللَّهِ أَن لاَ يَرُدَّ لَهُم دَعوَةً: الصَّائِمُ حَتَّى يُفطِرَ، وَالمَظلُومُ حَتَّى يَنتَصِرَ، وَالمُسَافِرُ حَتَّى يَرجِـعَ ".

 

فأحببت أن أوضح لكل مسلم سني أن ما تعرضه قنوات الشيعة ما هو إلا ضرب من الكذب والتزوير، وقلب الحقائق، لتظهر للمشاهد نقيض ما يحصل من حقيقة واقعية، فليتنبه كل مسلم ومسلمة لذلك، حتى لا يعلوه الران والغبش، فيصبح أعشى أعمى. فالعراق اليوم تشهد أكبر عملية تهجير يشهدها التأريخ، إذ خرج من العراق ما يقارب خمسة ملايين مسلم سني من ديارهم بغير حق إلا أنهم آمنوا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - نبياً، أخرجوا من منازلهم، وهُجِّروا إلى غير ديارهم، ليحل محلهم الرافضة الصفويين، والشيعة الاثني عشرية الإيرانيين، دون أن يكون هناك ذنب اقترفوه أو فعل افتعلوه، إلا أنها الطائفية المقيتة، والحقد والغل المخزون في قلوب أعداء الله الرافضة.

 

لقد تعرض السنيون العراقيون، لألوان بشعة من التعذيب، وأشكال متعددة من القتل، لم يشهد لها التأريخ مثيلاً قديماً أو حديثاً، خرق للأجساد بالدريل، وحفر للرؤوس، ونشر للأبدان المناشير الكهربائية، وحرق بالنار وهم أحياء، عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ, - رضي الله عنهما -، أَنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ عَلَى حِمَارٍ, قَد وُسِمَ حُرِقَ فِي وَجهِهِ فَقَالَ: " لعَنَ اللَّه الَّذِي وَسَمَهُ " [رواه مسلم]. وفي رواية له: " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الضَّرِبِ فِي الوَجهِ، وَعَنِ الوَسمِ فِي الوَجهِ ".

 

التعذيب بالنار لا يكون إلا لله، لأنه رب النار، فرقوا بين الأسر وأبنائها، قتلوا الآباء، وسجنوا الأمهات، وأفزعوا الأبناء والبنات، فأين إسلام؟ وأين إيمانهم؟ ودونكم هذا الحديث الشريف الذي يحمل كل معاني الرحمة والعطف والرأفة، عَن أَبِي مَسعُودٍ, - رضي الله عنه - قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - في سَفَرٍ,، فَانطَلَقَ لِحَاجَتِهِ، فَرَأَينَا حُمَّرَةً طائر من الطيور مَعَهَا فَرخَانِ، فَأَخَذنَا فَرخَيهَا، فَجَاءَت الحُمَّرَةُ فَجَعَلَت تُفرِشُ، فَجَاءَ النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: " مَن فَجَعَ هذِهِ بِوَلدَيهَا؟ رُدٌّوا وَلَدَيهَا إلَيها "، وَرَأَى قَريَةَ نَملٍ, قَد حَرَقنَاهَا فَقَال: " مَن حَرَقَ هذِهِ "؟ قُلنَا: نَحنُ، قَالَ: " إنَّهُ لاَ يَنبَغِي أَن يُعَذِّبَ بِالنَّارِ إلاَّ رَبٌّ النَّارِ " [رواه أبو داود].

 

لقد فعل الرافضة الشيعة بأهل السنة ما لم يفعله فرعون ببني إسرائيل، بل ما لم يفعله شارون بفلسطين، لقد تفننوا في أنواع العذاب، وكل ذلك على مرأى ومسمع من العالم بأممه وهيئاته ورؤسائه ووزرائه ومسؤوليه، ولم ينبس أحد منهم ببنت شفة، لأن المحتل الأمريكي هو من يقوم بتوزيع الأدوار في العراق، وهو الغطاء الرسمي الذي يحتمي به الشيعة الرافضة، ولن ينسى العالم، ولن يغفل التأريخ تلكم الجرائم البشعة بحق القرآن، وبحق المسلمين البريئين في سجون العراق وأفغانستان وسجون كوبا جوانتنامو التي فعلها العدو الأمريكي، والتي لم تُرضي حتى الأمريكان أنفسهم، بل لم تُرضي دول العالم الكافر بأسره، لأنها أفعال مشينة لا تستند إلى دليل ولا برهان، بل تعدت جميع القوانين والأعراف الدولية، قال - تعالى -: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبٌّ كُلَّ خَوَّانٍ, كَفُورٍ, * أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُم ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصرِهِم لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيرِ حَقٍّ, إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبٌّنَا اللَّهُ وَلَولَا دَفعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعضَهُم بِبَعضٍ, لَّهُدِّمَت صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذكَرُ فِيهَا اسمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيُّ عَزِيزٌ} [الحج 38-40].

 

وعَن عَبدِ اللَّهِ بنِ عَمرٍ,و - رضي الله عنهما -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: " لَزَوَالُ الدٌّنيَا أَهوَنُ عِندَ اللَّهِ مِن قَتلِ رَجُلٍ, مُسلِمٍ, " [أخرجه الترمذي وغيره]. وعن البراء بن عازب - رضي الله عنه -، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حقٍّ, " [أخرجه ابن ماجة وغيره، وقال البوصيري في مصباح الزجاجة: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات].

فليتذكر أولئك الفجار والكفار أن ما فعلوه بأهل السنة في العراق اليوم سيكون شاهداً مدى الحياة على الخسة والدناءة، والظلم والتعدي والطغيان، والإسراف في القتل، وسيكون شاهداً مسطراً بدماء الأبرياء في عقول أبناء العراق الأبي الجريح، سيكون عالقاً في أذهان كل مسلم صادق مخلص لله، سيكتبه التأريخ بأشلاء الأبرياء، سيكون وصمة عار تحيط بعنق كل مسؤول عربي ومسلم لم يتحرك لنصرة إخوانه وأخواته المسلمات السجينات اللاتي يُمزق عفافهن تحت القمع والقهر الشيعي الصفوي، قال - تعالى -: {إِنَّمَا المُؤمِنُونَ إِخوَةٌ فَأَصلِحُوا بَينَ أَخَوَيكُم وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُم تُرحَمُونَ} [الحجرات10]. وعن أبـي هريرةَ - رضي الله عنه -، أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قالَ: " لا تَـحَاسَدُوا، ولا تَبَاغَضُوا، ولا تَنَاجَشُوا، ولا تَدَابَرُوا، ولا يَبِع بَعضُكُم على بـيعِ بعضٍ,، وكونُوا عبادَ الله إِخواناً، المسلمُ أخُو المسلمِ، لا يَظلمُهُ، ولا يَخذُلُهُ، ولا يَحقِرُهُ، التَّقوَى هَٰهُنَا يشيرُ إلـى صَدرِهِ ثلاثَ مراتٍ, بِحَسبِ امرىءٍ, من الشَّرِّ أَن يَحقِرَ أخاهُ المسلمَ، كُلٌّ المسلمِ على المسلمِ حرامٌ دَمُهُ، ومالُهُ، وعِرضُهُ " [رواه مسلـم].

 

فما قول حكام العرب والمسلمين الذين اختارتهم شعوبهم، أو لم تخترهم، ما قولهم حول هذه الأحداث الراهنة التي حطت رحالها بأرض المسلمين، ففي كل بقعة ورقعة نجد الأنين والصراخ والعويل، نسمع نداءات الاستجداء، وصرخات الثكالى، ومناظر الأشلاء، ومشاهد الدماء، التي تراق هنا وهناك في أراضي المسلمين فلسطين والعراق وأفغانستان والشيشان والصومال وكوسوفا والبوسنة والهرسك وغيرها كثير وكثير أين من بيده الحل والربط إذا وقف يوم القيامة أمام جبار السموات والأرض وهو خائن للأمة، بل ويداه ملطختان بدماء الأبرياء، إثر تعاون مع أعداء الله، لتحقيق مصلحة شخصية، ومطامع دنيوية، ومناصب كاذبة، قال - تعالى -: {إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُوا بِالحَياةِ الدٌّنيَا وَاطمَأَنٌّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُم عَن آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُولَـئِكَ مَأوَاهُمُ النٌّارُ بِمَا كَانُوا يَكسِبُونَ} [يونس 7-8].

 

 إن ما تفعله المليشيات العراقية الإيرانية الحاقدة بالعراقيين السنة، قد فاق كل تصور يمكن أن يتصوره عقل بشري، فأعمال الاغتيالات، والمداهمات، والخطف، والتهديد، والقتل البشع، واغتصاب العفيفات المسلمات، وقتل الأطفال، والتفنن بأنواع التعذيب والتعسف، إن تلكم الأعمال لا تمت لأدي دين بصلة، فلا يوجد دين أرضي أو سماوي يأمر أهله بقتل البشر ولو كانوا أعداء، بيد أن الشيعة يدَّعون الإسلام، ويوهمون الناس بأنهم مسلمين، فأين إسلامهم إن كانوا صادقين عن تلكم الآيات والأحاديث التي مرت بنا قبل قليل، بل أين هم عن قول الحق- تبارك وتعالى -: {لاَ إِكرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرٌّشدُ مِنَ الغَيِّ فَمَن يَكفُر بِالطَّاغُوتِ وَيُؤمِن بِاللّهِ فَقَدِ استَمسَكَ بِالعُروَةِ الوُثقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة256]. أعندهم من لم يكن شيعياً فلابد من قتله، أين الإنصاف؟ أين العدل؟ إن الدول الكافرة لا تمنع المسلم من أن يتمتع بدينه دون أدنى قيود، بل وتسمح له بالدعوة إلى دينه، دونما أية ضوابط، فكيف بمسلم في بلد مسلم، ويُقتل من قبل من يقول أنه مسلم، لهو والله الكذب والدجل والتقية الزائفة التي يدعيها أولئك القتلة الحاقدين الحاسدين التي امتلأت قلوباً كيداً وغيظاً أسوداً على أهل السنة، ففي عقيدتهم الضالة الفاسدة أن قتل السني فيه أجر عظيم من الله، وأي عقل يوافق هذه الآراء والأقوال الشاذة التي تخرج عن نطاق الإنسانية والبشرية،

إنه حتى في حياة الغاب لا يمكن أن تتمثل هذه المعادلة المغلوطة أبداً، فسبحان الله كيف روجوا لأنفسهم هذه الفتاوى والدعاوى الزائفة؟ إن القتل على الهوية، وبدعوى الطائفية، هو ديدن الرافضة الصفوية في العراق وإيران لأهل السنة المستضعفين المضطهدين هناك، لقد عاثت قوى الشر والغدر في العراق فساداً، بل أسرفت في الطغيان، وكل من له صلة بالحكومة الطائفية العراقية الإيرانية، أو المحتل الأمريكي فهو يمارس أبشع أنواع التعذيب وأقساه على الإطلاق، تحت مظلة الحكومة والاحتلال، فرق الموت التابعة للمجرم عبد العزيز الحكيم فيلق بدر، جيش المهدي التابع للإرهابي الصفوي مقتدى الصدر قوات الشرطة، ومغاوير الشرطة، الجيش العراقي، الأكراد، قوات التحالف، وغيرها كثير، كلها تعمل لنتيجة واحدة، وهي إخراج أهل السنة من العراق، وتهجيرهم إلى خارج البلاد، ليكون العراق جمهورية إيرانية أخرى، تحكم بغير شريعة الله، بل تحكم بأشد وأعظم من حياة الغابة الحيوانية، التي يأكل القوي فيها الضعيف.

 

لكم الله يا أهل السنة في العراق، لكم الله يا أهل فلسطين، لكم الله يا أهل أفغانستان، لكم الله يا أهل الصومال والسودان، لكم الله أيها المسلمون في كل مكان، قال - تعالى -: {فَليُقَاتِل فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشرُونَ الحَيَاةَ الدٌّنيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِل فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقتَل أَو يَغلِب فَسَوفَ نُؤتِيهِ أَجراً عَظِيماً * وَمَا لَكُم لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالمُستَضعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالوِلدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخرِجنَا مِن هَـذِهِ القَريَةِ الظَّالِمِ أَهلُهَا وَاجعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً * الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَولِيَاء الشَّيطَانِ إِنَّ كَيدَ الشَّيطَانِ كَانَ ضَعِيفاً} [النساء 74-76]. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وإنا لله وإنا إليه راجعون، والله المستعان وعليه التكلان.

 

وثمة سؤال مهم وهو: " أين التحركات العربية للحد من المد الصفوي، والخطر الشيعي القادم؟ وقد نويت الإجابة على هذا التساؤل، إلا أنني قرأت مقالاً فيه سخرية بحكام العرب وشعوبها فرأيته حسناً، وقد كفاني المؤونة، حيث يقول قائله: " على إسرائيل أن تطمئن ولا تخاف من مفاعلات إيران النووية، فلن تكون إيران أغيَر من العرب على أرض العرب، ولن تكون أحرص على أرض الإسلام من سلالة المهاجرين والأنصار، وما دام العرب عجزوا عن فتح بيت المقدس، فإيران أذكى من أن تورّط نفسها في حرب لا ناقة لها فيها ولا جمل.

وبيت المقدس في التاريخ الإسلامي فُتِح مرتين على يد قائدين مسلمين عظيمين صالحين هما: عمر بن الخطاب وصلاح الدين الأيوبي تجمعهما التقوى والزهد والعدل والشجاعة، ولن يفتح بيت المقدس إلا قائد تقي زاهد عادل شجاع، ولا يفتحه قائد جاء على دبابة الاستعمار،

 فلا بد للفتح من نكاح لا سفاح، وفي الحديث الصحيح: " الولد للفراش وللعاهر الحجر "، وغالب الرؤساء تولّوا برتبة عريف، فكان أول مرسوم لهم أن ترقوا إلى رتبة فريق، اقتباساً من الآية {فريق في الجنة وفريق في السعير}،

 

أما الجيوش العربية فغالبها متهيئة للانقلابات في بلادها، فكل دولة عربية في الغالب تتربص بجارتها وتتوعّدها بالويل والثبور، وعظائم الأمور، وغالب الشوارع العامة في الدول العربية مرفوعة فيها أقواس النصر وصور القائد الرمز الملهم الضرورة، حتى أني دخلتُ بلداً عربيّاً، وإذا صورة الرئيس القائد على الجسور وعليه النياشين والنجوم، وعيناه كعيني الصقر، وهو يشير بيده للجماهير كأنه ليث كاسر وتحت قدميه عبارات سر بنا إلى الأمام، يا حبيب الملايين، ويا نصير المستضعفين، مع العلم أن ثلث الشعب من المشرَّدين، والثلث الآخر من المسجونين، والثلث الباقي يبيع الحلقوم والجوارب على طريق السالكين،

والعرب مشغولون بذكرى أعياد كبرى، مثل ثورة 7 تموز، يوم أكل الناس قشر الموز، وثورة 9 كانون يوم ذاق الشعب النون وما يعلمون، و5 آب يوم سفَّت الجماهير التراب، وهذه الثورة المجيدة تمّت بمؤامرة لاغتيال الرئيس السابق في آخر الليل، وبهذه الطريقة صار العرب نكرة في المحافل الدولية: ولا يجوز الابتداء بالنكرة ـ ومن أجاز ذاك فهو بقرة.

والعرب شجعان في الحروب الأهلية أو مع جيرانهم العرب، ففتح وحماس، في كرب وباس، كل يحطّم رأس أخيه بالفاس، وحزب الله وعدنا بنصر الله في القدس، فإذا القتال في بيروت تحت شعار {إذا جاء نصر الله والفتح}، والسودان يفور، من الخرطوم إلى دارفور، كأنه على دافور، وقادة الجهاد السبعة في أفغانستان تقاتلوا في ما بينهم، وكل منهم مجاهد شهيد، وخصمه منافق رعديد، والسلاح العربي غالبه (خردة) انتهت صلاحيتهº لأنه بيع في عهد برجنيف وبعضه من عهد ديغول، والجماهير تصفّق بمناسبة افتتاح مستوصف في قرية من القرى وفتح طريق مسفلت طوله 3 كم، وكثيرٌ من الشباب عاطل عن العمل بعدما أكمل دراسته إلى رابعة ابتدائي ليلي من محو الأمية، وأخذ كل شاب هراوة بيده، وهم يرقصون ويرددون (الحسود في عينه عود)، وما أدري من هو هذا الحسود الغبي الذي حسد العرب ولم يحسد أهل الاختراعات والاكتشافات، والذين احتلوا المريخ وعطارد بعدما احتلوا البحار والقفار، وأنزلوا حاملة الطائرات (إيزن هور) في مياه الخليج لتحمل مائة طائرة وكل مسمار من مساميرها كتمثال فخامة الرئيس، إذاً فعلى إسرائيل أن لا تخاف حتى يظهر مثل عمر وصلاح الدينº لأن الماركة مسجّلة والبضاعة لا بد أن تكون من شركة مكّة الربانيّة النبوية، عليها دمغة: {رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه}، تربّوا في {بيوت أذن الله أن تُرفع}، وهم من كتيبة {يحبهم ويحبونه}، والعلامة الفارقة {سيماهم في وجوههم}، والأمة التي رُزِقت عادل إمام، سترزق بإمام عادل " [د. عائض القرني].

 إلى هنا وانتهى كلامه وكلامي، ومقصده ومقصدي، والله من وراء القصد، إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وصلى الله وسلم على أعظم مجاهد، وأنبل مساعد، وأفضل قائد، محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه الذين حازوا أعظم المقامات والمقاعد.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply