هؤلاء الأطفال بأي ذنب قتلوا ؟


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

هؤلاء الأطفال الذين تطايرت أشلاؤهم يمنة ويسرة، وتلك الأبدان الضعيفة النحيلة من الرضع التي ردمت تحت الأنقاض من الحديد والحجارة، ما الذنب الذي ارتكبوه في حق الصهيونية؟ هل هم الذين تسببوا بالاعتداء عليهم؟ أم هم الذين وجهوا الصواريخ نحوهم؟

لماذا يلجأ اليهود دائماً إلى ارتكاب مجازرهم الدموية التي يشهد عليها التاريخ والعالم أجمع من استهدافهم للأبرياء؟ ولو تأملنا دوافع ذلك الهجوم لوجدنا أن قتلهم للأطفال والنساء والشيوخ العزل ما هو إلا نتيجة لذلك الحقد الدفين والمعتقد الذي يعتقده اليهود تجاه المسلمين، فمن اعتقادهم أنهم يقولون: إنه قد كتب عندهم في التوراة والذي يعتـقدون أنه الكتاب المقـــدس - زعموا - بل هو الكتاب الذي حرفوه وكتبوه بأيديهم، وقالوا: هو من عند الله، وما هو من عند الله، ولكنهم كذبوا على أنفسهم وصدقوا تلك الكذبة، فهم يقولون بأنهم شعب الله المختار، وأن هؤلاء الناس عبيد عندهم، وأن الرب قد أمرهم بقتل النساء والأطفال والشيوخ واقتلاع الأشجار وتدمير المنازل إن كانوا يريدون رضى الله، وإذا لم يفعلوا ذلك، فإن غضب الله - تعالى -وعذابه سوف يحل عليهم!!

 

سبحان الله إن هذا لبهتان عظيم، فأي دين هذا الذي يأمر بقتل الأبرياء وسفك الدماء من الأطفال وتمزيق أجسادهم إلى أشلاء وتحويلها إلى جثث هامدة؟ فأين الرأفة والرحمة؟ أين هي حقوق الإنسان الذي يدعيها هؤلاء، والتي يهتفون لأجلها ليلاً ونهاراً؟ وللأسف كم هم الذين خدعوا من الناس وصدقوهم وساروا خلفهم وعلى نهجهم مخلفين وراءهم عقيدتهم السمحة ودينهم القيم، بينما هم متمسكون بعقائدهم بالنواجذ مع أنها عقائد باطلة ومنحرفة، فقد اغتر الكثير من المسلمين بهم وبتلك الشعارات المزيفة التي يرددونها دائماً والأفعال التي يقومون بها بأنهم أهل رأفة ورحمة، فها هم يحتضنون الكلاب والقطط يقبلونها ويداوونها ويجعلونها تأكل معهم وعلى موائدهم ويصطحبونها معهم في رحلاتهم، وأعتقد أنهم يرون أن هذه الكلاب هي التي تستحق العيش والعناية، بينما المسلمون في جميع أنحاء العالم قد كتب عليهم الموت والذل والإهانة، فحسبنا الله ونعم الوكيل،

 

فإنه لا عجب لهؤلاء اليهود من أفعالهم تلك، فهم تجرؤوا على رب العزة- تبارك وتعالى -وتطاولوا عليه بألسنتهم، حيث قالوا: -وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا...- وقالوا: -إن الله فقير ونحن أغنياء- وقد قالوا لموسى - عليه السلام -: -اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون- فإذاً لا عجب من أفعالهم التي يقومون بها، فهم قتلة الأنبياء، فهل من الصعب عليهم أن يكونوا قتلة للأبرياء من الأطفال؟ ولكن يبقى علينا نحن كمسلمين أن نثق بوعد الله - تعالى -وأن نتمسك بديننا وعقيدتنا التي جاء بها خير البرية محمد - صلى الله عليه وسلم - الذي بعثه الله رحمة للعالمين والذي بين لهذه الأمة قيمها ومبادئها، فهذا النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - هو الذي كان يأمر أصحابه في الغزوات بأن لا يقتربوا من النساء والأطفال والشيوخ ولا يقتلعوا الأشجار، فإن هذا النبي - صلى الله عليه وسلم - الرؤوف الرحيم الذي علم بمرض جاره اليهودي فما لبث أن دخل عليه حاملاً بقلبه الرأفة والرحمة والخوف عليه من النار فوقف عنده وقال له: ياغلام قل لا إله إلا الله وكان الغلام ينظر إلى والده، فقال له: أطع أبا القاسم، فلما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عنده وهو بحمد الله مسلم، فقال: "الحمد لله الذي أخرجه بي من النار"، يا لها من رحمة وشفقة، ولو كان يعتقد ذلك الأب بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - على خطأ فما كان ليقول لولده ويأمره بأن يطيع أبا القاسم، ولكن اليهود هم أهل كبر وعناد وجحود، فقد جحدوا كتاب الله وأوامره وحاربوا رسله، فإذاً لا يبقى لنا إلا أن نتمسك بدين الله- تبارك وتعالى -وأن نبرأ من أعدائه الذين يظن الكثير من المسلمين بأنهم يحبونهم، ولكن الله - تعالى -لما قال في كتابه وقوله الحق: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين)،

فإن الله - تعالى -هو الذي خلقهم ويعلم ما في بواطنهم، وهذا هو ما تشهده ساحة المعركة اليوم من المساندة والمؤازرة بعضهم لبعض، فحسبنا الله ونعم الوكيل.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply