بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
المسرح العام الواقعي في عالمنا المعاصر مسرح «عبثي»، وتبدو العبثية فيه في جوانبه ومجالاته، وتطوراته وأحداثه، وأشخاصه وممثليه.. وفي كل ساعة يخرج علينا المخططون والمخرجون في هذا المسرح العابث بمسرحيات عابثة سخيفة في السياسة والإدارة، والاقتصاد والتجارة، والعلم والفن، في كل أقطار هذا المسرح العالمي.وأدخل هؤلاء المخرجون المسرحيون العبث واللهو والهزل إلى الدين نفسه، سواء كان دين حق أو دين باطل، وشارك رجال دين في «تمثيل» مسرحي سخيف هازل! وظهر هذا «العبث الديني» في كثير من المؤتمرات والندوات والمحاضرات واللقاءات الدينية التي تجري هنا وهناك، تارة باسم «حوار الأديان» وتارة باسم الحوار الإسلامي المسيحي، وتارة باسم الصلات المشتركة بين اليهود والنصارى والمسلمين -ولا أدري كيف ستكون تلك الصلاة المشتركة- وتارة باسم مكافحة الإرهاب، وتارة باسم الوسطية الإسلامية..
ومن أكثر المسرحيات الدينية عبثاً وسفاهة، ما جرى في ألمانيا في الأيام الماضية حيث تم الإعداد لمباراة رياضية دينية على أحد ملاعب مدينة برلين.
كانت المباراة بين أئمة مسلمين وقساوسة نصارى، وكان حكم المباراة حاخاماً يهودياً. ونظمت المباراة الكنيسة البروتستانتية في برلين، بهدف استمرار اللقاء والتعاون اليهودي المسيحي الإسلامي.
ورأينا لقطات مضحكة من هذه المباراة الدينية العابثة! حيث كان فريق الأئمة بالملابس الصفراء وكان كابتن الفريق الشيخ «طه مرسي» إمام مسجد النور في برلين، وكان فريق القساوسة بالملابس الزرقاء، وكان حكم المباراة الحاخام اليهودي «روتشيلد». وكان جمهور المتفرجين من الرجال والنساء يضحكون على المشايخ والرهبان وهم يركضون في الملعب خلف «الكورة» بطريقة مضحكة ساذجة والحاخام الحكم يحركهم بصفارته.
وقد انهزم الشيوخ أمام القساوسة حيث أدخل القساوسة في مرمى الشيوخ اثني عشر هدفاً مقابل هدف واحد نجح الشيوخ الرياضيون في تحقيقه!
وعلق كابتن فريق الشيوخ المهزومين على المباراة المضحكة بقوله: «ليست النتيجة مهمة، إنما المهم هو استمرار هذه اللقاءات بيننا وبين إخواننا القساوسة والحاخامات!!»
ولما رأيت بعض لقطات تلك المباراة الدينية على إحدى الفضائيات ضحكت عليها متألماً متحسراً، وشر البلية مايضحك... وتساءلت: لماذا كان حكم المباراة حاخاماً؟ ألا ترمز هذه المباراة الدينية على أحد ملاعب برلين إلى «المباراة العالمية اليومية المفتوحة» على المسرح العالمي اللاعب العابث، ؟ وألا يرمز الحكم اليهودي، إلى أن الشياطين اليهود هم الذين يعدون المسرحيات الخطيرة في مختلف بلدان العالم؟ وهم الذين يحركون «الدمى» من الممثلين الهواة - من السياسيين والاقتصاديين ووجهاء الطوائف لكن المردود يكون اشد وقعاً عندما يشارك شيوخ في هذا التمثيل العابث!!.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد