عطاف عليان ورضيعتها .. أسيرتان في سجون الصهاينة


بسم الله الرحمن الرحيم

 

عطاف عليان فلسطينية قضت حكماً جائراً بالسجن لمدة عشر سنوات في سجون الاحتلال الصهيوني خرجت بعدها تلبي نداء واجبها تجاه دينها ووطنها، من خلال العمل النسوي فعملت مديرة لمؤسسة النقاء النسائية الإسلامية بمدينة بيت لحم في الضفة الغربية.

ومع هذا لم تسلم أيضاً من ملاحقة الاحتلال، فاعتقلت مرة أخرى لمدة 6 شهور على خلفية نشاطها في الجهاد الإسلامي، ثم ما لبثت أن تخرج حتى اعتقلت مرة ثالثة لذات التهمة وقضت في الأسر أحد عشر شهراً وأخيراً أقدمت قوات الاحتلال الصهيوني على اعتقالها في الحادي والعشرين من ديسمبر 2005 بزعم أنها تنتمي لحركة الجهاد الإسلامي.

الأسيرة عليان منذ وطأت قدماها أعتاب زنازين الاحتلال حرمت من رؤية وليدتها التي لم تتجاوز الأربعة عشرة شهراً كوسيلة للضغط النفسي عليها، غير أن الرفض كان ثمنه باهظاً، وهو الحرمان من الزوج والطفلة الرضيعة، الأمر الذي جعلها وفقاً لمعطيات محامية نادي الأسير "حنان الخطيب" تقدم على خوض إضراباً مفتوحاً عن الطعام، خصوصاً بعدما حولتها المحكمة الصهيونية العليا إلى الاعتقال الإداري بعد شهرين من تاريخ اعتقالها.

يقول زوج الأسيرة وليد الهودلي إن زوجته خاضت إضراباً مفتوحاً عن الطعام بعد أن حولتها إدارة السجن للاعتقال الإداري منذ شهرين بتهمة أنها تدير جمعية محظورة، لافتاً أن الجمعية التي تديرها زوجته هي ذات نشاطات نسائية بحتة ولا علاقة لها بأي التنظيمات الفلسطينية ناهيك أنها لم تتلق أي إشعار بإغلاقها ليوم واحد على الأقل ليكون مبرراً لقوات الاحتلال اعتقال زوجته، مؤكداً على أن قاضي المحكمة ألمح أثناء محاكمة زوجته أن تهمتها ليست كافية لإصدار حكماً بحقها الأمر الذي دعاه إلى تحويلها للاعتقال الإداري لمدة ستة أشهر، ويضيف الهودلي على الرغم من أن زوجته أسرت لثلاث مرات في سجون الاحتلال إلا أن هذا الاعتقال هو الأشد ألماً بالنسبة لها فقد حرمت منذ اعتقالها من ضم رضيعتها التي لا يتجاوز عمرها الأربعة عشر شهراً إلى صدرها فقط يسمح لها بزيارتها مع عائلة أخرى غير عائلتها المحرومة من الزيارة وتراها من وراء الزجاج فقط.

إلى سجن الرملة

وكما أشارت المحامية وفقاً لشهادة الأسيرات في سجن تلموند الذي تقبع فيه الأسيرة عليان إلى أن إدارة السجن عمدت إلى نقل الأسيرة عليان إلى سجن "تفي ترتسا" النساء الرملة لخوضها الإضراب المفتوح عن الطعام، من جهته لفت محامي مركز رسالة الحقوق أحمد الخطيب إلى أنه قام بزيارة الأسيرة عطاف عليان بعد أسبوع من خوضها معركة الأمعاء الخاوية والإضراب المفتوح عن الطعام في محاولة منه لإقناعها بفك الإضراب إلا أنها رفضت ذلك إلا إذا قبلت إدارة السجن بشروطها التي هي حقوق لا تقبل التأويل تنطوي على احتضانها طفلتها الصغيرة التي لم تتجاوز العام ونصف، التي لا تستطيع أن تستعمل الهاتف المثبت على كرسي الزيارة لتتكلم مع والداتها، وأكدت الأسيرة عليان على رفضها لقرار المحكمة بتحويلها للاعتقال الإداري دون توجيه تهمة مقنعة لها تتم محاكمتها عليها، فيما ذهب المحامي أحمد الخطيب إلى التأكيد على قلقه الشديد على الحالة الصحية للأسيرة عليان وحمل مسئولية تدهور حالتها الصحية لإدارة السجن التي تنتهج ضدها ممارسات قاسية ومجحفة مطالباً الصليب الأحمر ومنظمة أطباء لحقوق الإنسان والمفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن تسارع في تنظيم زيارة عاجلة للأسيرة عليان في سجن الرملة للوقوف على حالتها الصحية عن كثب.

من جهته دعا المركز في بيان له كل المنظمات الدولية والإنسانية والهيئات العاملة في مجال حقوق الإنسان الضغط على الحكومة الصهيونية لوقف سياسة الاعتقال الإداري الذي تنتهجه ضد من لا تملك له تهمة مقنعة من المواطنين الفلسطينيين، ولفت البيان إلى ضرورة كسر حاجز الصمت الرهيب الذي يسيطر على العالم العربي والمجتمع الدولي إزاء قضية الأسرى والانتهاكات اللا إنسانية الممارسة بحقهم في سجون الاحتلال الصهيوني، كما شدد على مطالبة الدول العربية من خلال ممثليها في الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية وكل الدول الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة بتطبيق التزاماتها حيال قضية الأسرى الفلسطينيين، إضافة إلى تشكيل قوة ضغط على دولة الاحتلال الصهيوني وإلزامها بقرار أممي باحترام حقوق الإنسان التي تدعي أن تبجلها واحترام حقوق المواطنين الفلسطينيين.

 

اللقاء المنتظر

وأخيراً أوصلها إصرارها إلى اللقاء الذي انتظرته مطولاً في أن تحتضن رضيعتها بين ذراعيها حيث استطاعت الأسيرة عطاف عليان بعد أسبوعين ونصف من الإضراب عن الطعام أن تكسر إرادة المحتل الصهيوني وتضم طفلتها التي حرمت منها إلا من نظرة من خلف زجاج الزيارة.

من جهته يؤكد زوج الأسيرة وليد الهودلي أنه استطاع مؤخراً إدخال ابنته إلى سجن الرملة، حيث نقلت الأسيرة عطاف أثناء إضرابها عن الطعام، مشيراً إلى صعوبة الأمر فعلى الرغم من ابتهاجها وسعادتها بضم ابنتها إلا أنه لم ينف قلقه على مصير ابنته عائشة التي أضحت كأمها تماماً أسيرة تتوارى خلف القضبان الإسرائيلية.

وأضاف أن مشاعره أضحت متضاربة بين الحزن العميق على مصير زوجته والارتياح لتلبية رغبة أمها التي عانت الويلات وقاست آلاماً لا حدود لها في سبيل ضم رضيعتها عائشة.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply