بسم الله الرحمن الرحيم
انتشرت في الآونة الأخيرة فضائح "المعتقلات الجوّية" التي يتم خلالها اختطاف المعتقل أو سوقه إلى طائرة جوّية خاصّة بالمخابرات الأمريكية ليتم التحقيق معه في الجو دون حسيب أو رقيب ولا قوانين ولا أنظمة تنطبق على مثل هذه الحالات.
و على الرغم من أننا تحدّثنا مبكراً عن هذا الموضوع في تقرير خاص منذ حوالي 8 أشهر إلاّ أنّنا اكتشفنا الآن أنّ تقريرنا قد أغفل ذكر تقنيات جديدة تستخدمها المخابرات الأمريكية في تعذيب من تقوم باختطافهم وسجنهم بطريقة لا تليق بحيوان، فكيف بالإنسان؟!!
على العموم فسنعرض لكم من خلال هذا المقال بعض التكتيكات وفنون التعذيب المعتمدة ضدّ المسلمين من المتّهمين بالإرهاب عندهم، ومنها:
1- تقنية عزل الحواس: يقوم مبدأ هذه التقنية المستخدمة من قبل الأمريكيين والتي يظهر الإنسان فيها أقلّ درجة من الحيوان خاصّة عندما يكون في قفص صغير حيث كان الضحايا يرتدون الزي البرتقالي، على مبدأ عزل كل ما يمكّن الإنسان من الاتّصال بالعالم الخارجي خاصّة عبر حواسه السمعية والبصرية بالدرجة الأولى، فيتم عصب أعينهم, وسدّ آذانهم, وتقييد أيديهم وأرجلهم (الأيدي والأرجل بشكل دائم حتى يتم فقد الإحساس).
انتشرت في الآونة الأخيرة فضائح "المعتقلات الجوّية" التي يتم خلالها اختطاف المعتقل أو سوقه إلى طائرة جوّية خاصّة بالمخابرات الأمريكية ليتم التحقيق معه في الجو.
الهدف من هذه التقنية هو التسبب بهذيان للسجين وجعله يصاب الهلوسة نتيجة لعزله عن العالم الخارجي, ونتيجة لفقدان التوازن الذي توفّره الحواس، وعادة ما تكون 20 دقيقة كافية للوصول إلى الهلوسة ويمكن إذا كان الرجل قوياً أن يتحمّل 40 دقيقة يفقد بعدها تركيزه ووعيه، فما بالك بما يفعلونه بسجناء جوانتانامو الذين يطول بقاؤهم ساعات على هذه الحال؟ هل يمكنكم أن تتصوروا الوضع؟!!
2- تقنية التلاعب المناخي: تعتمد هذه التقنية على التغيير السريع والمفاجئ لدرجة الحرارة سواء للمحتجزين أو للمحيط الذي يحتجزون فيه مع ضرورة أن يكون السجين عارياً أو شبه عارٍ, من خلال قطعة قماش لا تساعده على التدفئة إذا برد ولا على التبريد إذا سخن. ونعطي مثالا على ذلك، كأن يكون جسد الإنسان ودمه ساخناً نتيجة الاحتكاك أو الضرب البطيء, أو نتيجة تشغيل التدفئة على درجات عالية, ثم يليه صبّ ماء مثلج على جسده من رأسه حتى قدميه وتكرارا هذه العملية من وإلى البارد والساخن والساخن والبارد.
الهدف من هذه التقنية التحقّق من انهيار السجين عصبياً وجعله يحس (إذا بقي لديه إحساس) بعدم استقرار في جسده, وفي البيئة التي يحتجز فيها حيث يصاب بارتجاج دائم وكبير ورشفة قوية, ويسهل بعد ذلك على المحققين إجباره على قول ما يريدون أو تحريف أقواله نتيجة ارتباكه.
3- تقنية تعديل النوم: تقوم هذه النظرية على مبدأ يقترب كثيرا من مبدأ عدم السماح للمحتجزين بالنوم، ولكنّه أسوأ منهº لأنّ الإنسان من الممكن له أن يصمد بدون نوم لأوقات طويلة وبعدها ممكن ينهار مرّة واحدة، ولكن تقنية تعديل النوم مزعجة جداًº لأنها تقوم على منعه من النوم ولكن بشكل تقطيع هذا النوم، ممّا يجعل السجين في حالة بين النوم والوعي، إلى أن لا يعرف هل هو في حالة النوم أم عدمها وهل التوقيت ليل أم نهار؟! خاصّة أنّ هذه التقنية تكون مصاحبة لتسليط أضواء شديدة الانبهار على مكان احتجاز السجين.
الهدف من هذه التقنية التسبب للسجين بإعياء شديد وحمّى وهلوسات خاصّة إذا كانت مصحوبة بتعذيب جسدي ونفسي مهما صغر.
و نستنتج من كل ذلك هو أنّ النظم الديمقراطية الغربية هي نظم ديكتاتورية و لكن حديثة، إذ أن الأنظمة المتخلّفة تقوم بالتعذيب و لكن بشكل عشوائي، فيما تقوم أمريكا بالتعذيب بناء على دراسات و أبحاث.
4- تقنية المشهد: غالبا ما تترافق هذه التقنية مع تقنية تعديل النوم التي تحدّثنا عنها أعلاه، وتقوم هذه التقنيّة على تبديل الزنازين والسجناء بشكل اعتباطي وفجائي وسريع.
الهدف من هذه التقنية كما من غيرها تحقيق الضياع التام والشامل للسجين بحيث يفقد إحساسه بالواقع خاصّة إذا لم يجد من يشد أزره ويتعاضد معه، ولذلك فإنّ هذه التقنية أيضاً تحرم السجين من تكوين علاقات مع السجين الذي يكون في الزنزانة بجانبه وتفقده حتى الاتصال بأقرب السجناء إليه، فما بالكم بشعوره تجاه العالم الخارجي؟ إنّه بكل بساطة سيدرك أنّه لا يعيش على كوكب الأرض، وأنّه على الأرجح غير موجود!!
5- تقنية تحطيم الاعتداد بالذات: تعد هذه التقنية من أهم وأخطر التقنيات المستخدمة، وهي تستعمل خصيصاً ضدّ المسلمين وللمفارقة فإنّ الجنرال "كاربنسكي" التي كانت كبش فداء لانتهاكات أبي غريب قد صرّحت لتلفزيون الجزيرة منذ يوم وفي برنامج لقاء خاص بأنّ هذه التقنية دخيلة على مهمة المحققين الأمريكيين والسجّانين، وذلك بكل بساطةº لأنّهم لا يأخذون دروساً في الثقافة عن العرب، وبالتالي لا يمكنهم أن يعرفوا ما الذي يهين العربي بالضبط حتى يستخدموه ضدّه, وهم لا يعرفون إلاّ أنّ القرآن مقدّس وما عدا ذلك لا يعرفون شيئا، ولذلك فإنّ هذه التقنية قد تكون دخلت عبر "الإسرائيليين"!! هذا الكلام الخطير، والذي يعد منطقياً إلى حدّ بعيد لا نشك بصحته أبداً وإلاّ فما تعليقكم على وجود استشارات أمريكية لـ"الإسرائيلين" والاستعانة بخبراتهم وعملهم فيما يسمى "مكافحة الإرهاب"؟! ووجود "إسرائيليين" في كافّة المعتقلات كما ثبت سواء في أبي غريب أو جوانتانامو!!
على العموم تقوم هذه التقنية على استخدام كل ما من شأنه أن يهين كرامة وشرف وعزّة نفس وثقة السجين أو المختطف بنفسه وتحطيم قدرته على الصمود واعتداده بنفسه, ويتم ذلك بصورة تدريجية لدرجة أنّه لا يعود لديه إلاّ خيارين إمّا الاستسلام الكلي وتنفيذ كل ما يؤمر به خوفاً من حصول مزيد, أو الانتحار إنقاذاً لنفسه ولشرفه ولعزّته ولكرامته، ويتم اللجوء إلى عدّة أدوات في هذه التقنية ضدّ المسلمين، منها:
أولا: تنجيس (نجاسة) السجين: يعرف هؤلاء أنّ الطهارة أمر مهم لدى المختطفين المسلمين لديهم، ولذلك فإنّ هذا الأمر يحتاج إلى إدخال النجاسة عليهم ولا شكّ أنّ أهون طريقة هي طريقة الكلب، والمشكلة أنّ الكلب متوحش أيضاً في هذه الحالة وهو ما يزيد المشكلة.
ثانيا: تعرية السجين كلّيا: لا شكّ أنّ المسلم يولي مسألة "العورة" أهمية كبيرة، وهي أمر خاص يتعلّق بنظرة الإنسان إلى نفسه أيضاً, وانتهاك هذه الخصوصية يعني إهانة للشرف وللكرامة وعار لا يمكن أن يمحيه أي شيء، ومن هذا المنطلق فإنّ الأمريكين يلجؤون إلى تقنية التعرية, وليس الهدف منها نزع الملابس بقدر ما الهدف منها نزع الشرف والكرامة والعزّة، فيمكن لو كان السجين غربياً لما اكترث كثيراً لهذه المسألة، ولكن لأنّها تعني شيئاً كثيراً للمسلم يتم اللجوء إليها.
ثالثا: الحلق الإجباري: والحلق الإجباري هنا بمعنى أنّ تتمّ حلاقة شعر السجين المختطف وذقنه ولحيته كعقاب له، خاصّة إذا رؤوا منه اهتماما بهذا الموضوع، وأنّه لا يقبل أن يحصل هذا له.
رابعا: تهديد السجين بانتهاك حرمته، وخاصّة تهديده بممارسة اللواط أو الاعتداء عليه جنسيا أو جعله يشاهد ذلك رغما عنه وبالقوة.
خامسا: ضرورة أن تكون تطبّق جميع الوسائل السابقة على السجين أمام غيره من المسجونين إذا أراد السجّان أن يزيد من إهانته وأن يكون هذا درساً لغيّره يرهبهم به.
6- تقنية "احتلال العنصر النسائي": وتسمى هذه التقنية باحتلال العنصر النسائيº لأنّها تعني تسلم المهام للنساء في غرف التحقيق على أن تقوم بأعمال قذرة ضدّ السجناء المسلمين من جعلهم يتعرّون أمامهم بالقوّة, أو تقوم النساء بالتعري أمامهم, أو يتم عرض صور خلاعية وصور لنساء عاريات على السجين، وقد وصل الأمر إلى استخدام دم الحيض في تبليل السجناء!!
و نستنتج من كل ذلك هو أنّ النظم الديمقراطية الغربية هي نظم ديكتاتورية ولكن حديثة، إذ أنّ الأنظمة المتخلّفة تقوم بالتعذيب ولكن بشكل عشوائي، فيما تقوم هذه الدول الديمقراطية وعلى رأسها أمريكا بالتعذيب بناءً على دراسات وأبحاث ومدى تأثير التعذيب على السجين واستخدام علم النفس للتلاعب بالسجين وإنسانيّته، فهو إذن تعذيب متطور وحديث. أمريكا هذه التي صدّعت رؤوسنا بدفاعها عن الحريّة وحقوق الإنسان والديمقراطية هي أكبر منتهك لحقوق الإنسان في العالم, وتكاد تكون في التاريخ. ولا يهمني ماذا يقول من يعيشون في أمريكا عنها وعن الحرية فيها. ما أعرفه هو أنّ الصادق يكون صادقا في كل الحالات, وأنّ المنافق له وجهين، وما أرى أمريكا إلأّ بعدّة وجه وليس بوجهين فقط.
الأسوأ من كل ذلك هو أنّ الولايات المتّحدة لجأت إلى أساليب لا تخطر على البال كي تتهرب من المسئولية في حال "كان هناك أصلا من يستطيع محاسبتها"، ومنها:
- استخدام الطائرات كمراكز تحقيق مع المعتقلين حيث لا يوجد أحد يطبّق عليهم أي قانون وهم في السماء ولا أحد يراقبهم، ولا شكّ أنّ الفضائح الأخيرة تثبت تورطّ الأوروبيين أيضا، فالمساعدة على انتهاك حقوق الإنسان تساوي انتهاك حقوق الإنسان، أو ليسوا هم القائلين إنّ مساعدة الإرهابيين واحتضانهم هو عمل إرهابي؟!! وإذا كانت الدول الأوروبية كلها لا تعرف بهذه الفضائح فالمصيبة أكبر مما يشير إلى أّنها مجرّد عبد للولايات المتّحدة التي تسرح وتمرح في أجوائهم ومطاراتهم وأراضيهم دون علمهم!!
- تسليم المعتقلين إلى مخابرات في دول العالم الثالث (توصيات جورج تينت) حيث يتم تعذيبهم دون أن يعلم أحد بمكان وجودهم، وقد أشار عدد من التقارير أنّ هذه الدول غالبا ما تكون الأردن, والسعودية, ومصر, واليمن, وسوريا بالإضافة إلى الدول التي تحتوي قواعد عسكرية أمريكية، والتي لا تخضع لأي قانون أو تلك التي يتم استئجارها على سبيل المثال مثل "جوانتانامو" في كوبا.
- استئجار المرتزقة والتعاقد مع شركات أمنية خاصّة من خارج الجيش مقابل أموال طائلة مما يبعد المسئولية عن أي قيادي في الجيش الأمريكي ويتيح الفرصة أمام هؤلاء المرتزقة استخدام كافة أنواع التعذيب دون حسيب ورقيب، فهم يكادون يكونون حسب ما قاله تقرير "هيومن رايتس ووتش" الأخير بمأمن تام من أي مساءلة أو عقاب على أفعالهمº لأنّ شروط عملهم مع الجيش الأمريكي تمنحهم الحصانة من المقاضاة أمام المحاكم وهم لا يخضعون لتسلسل القيادة العسكرية وبالتالي لا تجوز محاكمتهم أمام المحاكم العسكرية ولا الأمريكية.
- اختطاف المعتقلين وإخفائهم عن الأنظار واستخدام أسلوب "الإغراق بالماء" - المعروف في أمريكا اللاتينية باسم "submarino" وحبس الأطفال (غوانتانامو سجن فيها طفل عمره 9 سنوات وخرج عمره 12 سنة، هل هذا إرهابي أيضا؟) واعتقالهم وأهاليهم, وهدم بيوتهم, وتقليع أشجارهم ومزروعاتهم (و هو أسلوب صهيوني بامتياز) لإجبار المطلوب على تقديم نفسه والاستسلام (العراق). وقد أشار تقرير صادر عن "منظمة هيومان رايتس ووتش" بعنوان " أشباح المخابرات الأمريكية المحتجزين لأوقات طويلة الأمد" إلى أنّ أمريكا تستخدم أساليب مألوفة بين الدكتاتوريات القمعية
و يتساءلون بعد ذلك "لماذا يزداد عدد "الإرهابيين"؟؟
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد