محنة التعليم الإسلامي في إندونيسيا


بسم الله الرحمن الرحيم

 

إذا كان من الصعب إلغاء التعليم الإسلامي بصراحة في بلد ذي أغلبية إسلامية، فإن من السهل جداً الاحتيال على هذا التعليم حتى لا يؤدي النتائج المنتظرة، وذلك عندما يأتي دور التنفيذ لتوصيات الدولة في هذا المجال، فإن الجهات التي يوكل إليها تنفيذ التوصيات تعرف عملها جيداً، فتقوم بالواجب خير قيام، حيث إن هذه الجهات غالباً ما تكون غير راضية لا عن الإسلام ولا عن ما يتعلق به من تربية وتعليم، فتؤتمن على أمر يسوءها أن يكون من ورائه نتيجة إيجابية تعود على المعنيين الذين شرع لهم (ومن استرعى الذئب ظلم).

 هذا ما حصل في بلد يشكل المسلمون فيه الأكثرية الساحقة من السكان، ولكن لأجل خواطر الأقليات الأخرى فيه يحرم الأطفال المسلمون من معرفة حدود هويتهم الإسلامية ويخضعون لتعاليم أخلاقية مائعة لا لون لها.

 فقد أقر تشريع جديد في أندونيسيا يهمل التعليم الديني الإسلامي في المدارس الحكومية، ويوضع بدلاً منه معلومات عامة مستوحاة من (البلانثسيلا) وهي مجموعة مبادئ مستحدثة تقوم على أسس وثنية وتاريخية وقومية واتخذتها  حكومة أندونيسيا لتكون بدلاً عن العقيدة الدينية.

 حتى المدارس الخاصة التي يمكن أن توفر تعليماً إسلامياً يسد بعض النقص الذي تسببه المناهج الرسمية قد سحب البساط من تحت أقدامها وستصبح غير معترف بها، وهكذا فما على المسلمين إلا أن يهملوا دينهم رسمياً وشعبياً ويذوبوا في خضم الأقليات الصينية واليابانية والمسيحية التي تتحكم بها.

 وقد يكون هذا التخلي منطقياً ولكن بشرط أن يقابله تخل آخر من هذه الإقليمية عن خصوصياتها وشراهتها لابتلاع الأكثرية، فهل هذا هو حالها؟ ! لا، بل إن هذه التشريعات ما وضعت إلا لتقويتها وزيادة سطوتها لافتراس الأغلبية الصامتة التي تجرد من كل أسباب المقاومة يوماً بعد يوم.

 إن النظام الحاكم في أندونيسيا نظام أقلية قام على أساس العنف والمكر، تحتكر السلطة فيه حفنة من العسكريين الفاسدين وأصحاب رؤوس الأموال من الصينيين والنصارى، وزيادة في سوئه فإنه يتلقى الدعم من الشركات المتعددة الجنسيات في الخارج ومن مجلس الكنائس العالمي الذي يصر على تنصير هذا البلد بأعداد مسلميه الهائلة.

 وهناك ظاهرة تلفت النظر وهي الهجرة الصينية الكثيفة منذ بداية السبعينات إلى الآن، أفواج هائلة من الصينيين تأتي عبر سنغافورة وهونج كونج بشكل غير قانوني، ولكن بتآمر مع الأوساط الرسمية في البلاد، ومن المعتاد ملاحظة (أندونيسيين) في كثير من المدن يحملون كافة الأوراق الثبوتية والوثائق التي تثبت أندونيسيتهم رغم ملامحهم الصينية ورغم أنهم لا يتكلمون كلمة واحدة من اللغة الأندونيسية.

 المشكلة نفسها التي حصلت للخليج حصلت في أندونيسيا هناك.

 إن النظام التعليمي في أندونيسيا متجه إلى الانقسام إلى شعبين :  1- الشعبة العامة وهي تعليم كمي متجه إلى عامة الشعب همه محو الأمية دون عمق.

 2- الشعبة الخاصة وهي تعليم نوعي ونخبوي يسعى إلى تخريج طبقة هي المؤهلة للإمساك بزمام البلاد، وقيادة نتاج الشعبة العامة، وهذا غالباً ما يكون تحت سيطرة وتمويل وتوجيه البعثات النصرانية.

 الداء واحد في كل البلاد الإسلامية وهو يقظة الأعداء وتصميمهم وتعاونهم فيما بينهم، وغفلة المسلمين، وذهاب ريحهم في الخلافات.

 هل ينتظرون إلا أن يصبحوا أقلية حتى ينتبهوا إلى المشاكل التي تعصف بهم فيحافظوا على وجودهم من الانقراض؟ !.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply