رسالة من زياد، الولد الأصغر لسامي الحصين إلى الرئيس الأمريكي


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أيها الرئيس...

كيف حالك؟!

إن كنت بخير فأنا أريد أن أكون بخير مثلك..

أنا اسمي زياد...

عمري سنتان ونصف...

يوم العيد بكيت كثيرا لأن أبي لم يشتر لي لعبة...

و بكيت حين رأيت الدموع تنهمر من عيون أمي التي حطّمها الحزن...

أنا لا أعرف ماذا فعل أبي، لكنني أكرهكم لأنكم منعتموه من أن يضمني يوم العيد

ويقبلني...

و أنت أيها الرئيس عندك أولاد، ألا تراهم فينا نحن أطفال المسلمين...

ألا تتخيل جسد ابنتك ممزقا في شلو طفل في العراق؟!

ألا تحس بلوعة الأبوة حين ترى طفلا ينظر إلى الأولاد مع آبائهم وهو بدون والد...

إذا كنت تحس أنني لا أستطيع أن أعيش بدون والدي فأطلق سراحه أرجوك...

أحيانا يضربني طفل في الشارع...

أكتم المرارة، لأني لا أجد والدا آخذه بيدي لينصرني على الطفل الذي اعتدى علي...

حزين أنا أيها الرئيس لأني منذ شهور طويلة لم أقل (بابا)..

أحاول أن أقولها أحيانا لكي لا أنساها...

في الليل أسأل أخي: (هل أبي نائم الآن؟ )، أيها الرئيس هل ينام أبي عندكم في السجن؟ هل تعطونه غطاء في البرد؟ ومن يعد له فطور الصباح..

أنا أيضا أتذكره في فطور الصباح...

أنا أحب أبي... اشتقت إليه....

البارحة رأيته في المنام، كان يحملني على ظهره مثلما كان يفعل....

استيقظت مسرورا وحين فتحت عيني رأيت أمي ساهمة تنظر إلى السقف وتبكي...

أيها الرئيس...

و أنا لم أعد آكل ما أشتهي من الحلوياتº لأنه لم يعد عند أمي مال تشتري لي به الحلويات...

و أنا لم أعد أطلب..

صرت أرى ما تشتهيه نفسي في أيدي الصغار، فأقول لأمي وأنا أكتم انكساري ودمعتي: (حينما يرجع أبي سيشتري لي الحلوى أليس كذلك؟ )...

و لا أستطيع أن أمنع دمعة قهري بعدها..

فلماذا أيها الرئيس لا تترك أبي يرجع إلي ليشتري لي ملابسا جميلة، وحلوى، ولعبا...

البارحة رأيت في يد ابن جيراننا لعبة جميلة....

قال أن أباه اشتراها، وسألني: لماذا لا يشتري لك أبوك لعبة مثلها؟ لم أجد جوابا...

طأطأت رأسي وعدت إلى البيت أسلي نفسي باللعب بلعبة مكسورة اشتراها لي أبي حين كان بيننا.

أيها الرئيس...

حينما تريد ابنتك شيئا تطلبه منك..

و أنا أبي عندكم.. فممن أطلب؟!

لماذا لا تتركون أبي يرجع لأطلب منه ما يريد ثم يرجع إذا شئتم.

أمي قالت أن أبي عندكم في السجن..

أنا قلت لها أنني سأكتب رسالة إلى الرئيس الأمريكي وسيطلقه..

قلت لها... لن يرفض الرئيس طلبي..

سيقول لي: ماذا تريد يا زياد؟

أقول له: أريد بابا.

سيمسح دمعتي ويقبّلني ويضعني في حجره ويقول لي: أبشر يا حبيبي...

و إذا لم يطلق الرئيس بابا فكيف يستطيع أن يرجع إلى بيته ويرى ابنته؟!

كيف ينظر في عينيها دون أن يرى عيوني المنكسرة..؟!

كيف يضحك ويأكل ويشرب وصورة استعطافي له لا تغادر مخيلته؟!

أنا أعرف أن أي أب لا يستطيع أن يقهر طفلا يرى في وجهه وجه ابنه....

و أنا أحب أبي... ولا يمكن أن أتركه هكذا...

سأذهب حافيا وبلعبتي المكسورة...

أقف أمام بيت الرئيس..

أنام على عتبة الباب حتى يخرج...

و يجدني هناك وفي يدي اللعبة...

سأقول له: أرجوك.. جدتي مريضة، وأمي ليس لها من المال ما تشتري لي به لعبة..

أرجوك أطلق سراح أبي...

أو أنا أنتظرك هنا...

و أنت تدخل إليه في السجن..

و تقول له: ابنك الصغير زياد يطلب منك أن ترسل له نقودا ليشتري لعبة جديدة مثل ابن الجيران...

أيها الرئيس هذه رسالتي إليك وإلى قضاة يمثل بينهم أبي عصفورا مكسور الجناح..

أيها الرئيس خذ لعبتي هذه المكسورة التي ما عندي غيرها وأطلق سراح أبي...

أريد أبي، أعطيك ما ستعطيني جارتنا من الحلوى وأطلق سراحه...

أيها الرئيس..

حين تطلق أبي سأعانقه وأقبل خده.. وأقول له:

أبي أنا الذي أخرجتك... الرئيس صديقي، كتبت له رسالة فأطلق سراحك يا أبي....

أيها الرئيس أنا خائف من أن لا تطلق سراح أبي فأكرهك مثلما يكرهك كل الذين هم حولي..

أنا عمري عامان ونصف فقط ولا أريد أن أكره...

فخذ لعبتي..

و أعطني أبي...

و إلا...بقيت بدون أب...

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply