قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مرة تلو المرة.. يهاجم الرئيس الأمريكي بوش الإسلام ويثير العداء ضد المسلمين علناً.. فقد تابع العالم ما أعلن عن إحباط السلطات البريطانية لعملية تفجير طائرات بريطانية، وهي في طريقها إلى الولايات المتحدة، وهو ما لم تثبته التحقيقات بعد، فكثيراً ما أعلن عن أحداث ثبت بعد ذلك أنها من صنع المخابرات لتحقيق أهداف بعينها، خاصة بعد انهيار شعبية بوش وبلير.. لكن الرئيس بوش خرج هذه المرة بتصريحات عدائية ضد الإسلام قائلاً: إن هذا الحادث يمثل "تذكرة قوية بأن هذه الأمة "أمريكا" في حالة حرب مع الفاشيين الإسلاميين"!

وليس بوش وحده هو الذي يطلق مثل تلك التصريحات العدائية، وإنما يطلقها مسؤولون أمريكيون حاقدون على مستويات عدة، وهو ما يؤكد أن ما قاله بوش لم يكن وليد حادث أو زلة لسان، ثم تبريره، مثلما أعلن بعد أحداث 11 سبتمبر قائلاً: "اليوم بدأت الحروب الصليبية". إنها سياسة مؤسسة حاكمة وتيار عقائدي معبّأ بالحقد على الإسلام، ويكرس جهده لإشعال العداء ضد المسلمين.

وبمراجعة سجل التصريحات والمواقف الصادرة عن عدد كبير من المسؤولين في البيت الأبيض، أو عن وسائل الإعلام الأمريكية والغربية، وعن كبار القساوسة والساسة والقادة العسكريين حيال الإسلام والمسلمين نكتشف بسهولة أنها نابعة عن عقيدة مشبعة بالعداء ضد الإسلام كدين والمسلمين كشعوب، كما أن القوانين التي صدرت عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م، والإجراءات التي اتخذت بحق المسلمين والأحداث العدائية التي وقعت ضد المسلمين في أمريكا والغرب عموماً مقرونة بحملات تعبئة وتحريض تؤكد ذلك، فمعظم أحاديث وتصريحات بوش عما يسمى بالإرهاب تأتي دائماً مقترنة بطريق مباشر أو غير مباشر بالإسلام، وقد كان رئيس الوزراء الإيطالي السابق بيرلسكوني حليف بوش في الحرب على العالم الإسلامي متفقاً معه في الهجوم على الإسلام عندما قال: "إن الإسلام هو دين السفهاء"! ولا يقل قادة الكنيسة الإنجيلية، التي يتبعها بوش، عداءً وحقداً على الإسلام، فقد وصف القس الأمريكي جيري فالويل، الذي يعد المستشار الديني غير الرسمي لبوش، الإسلام بأنه "دين إرهاب". وتبعه في ذلك كبار الإنجيليين الحاقدين أمثال: بيلي جرهام، وبات روبرتسون، وجيمي وسوجارت الذين يتبارون عبر القنوات الفضائية الأمريكية في سب الإسلام ونبيه - صلى الله عليه وسلم -، ولم يقل القادة العسكريون حقداً عن القادة السياسيين.. ففي خطبة للجنرال يوكن أمام حشد للجنود الأمريكيين المتجهين للعراق، محمساً إياهم، وصف هذه الحرب بأنها "حرب صليبية"، وأن النصر لن يتحقق إلا إذا اعتقد المحاربون ذلك!

كما أن الاعتداءات والجرائم الوحشية التي ارتكبتها القوات الأمريكية ضد المسلمين في سجون أبو غريب وجوانتانامو وباجرام وغيرها، تؤكد إلى أي مدى بلغ الحقد بهؤلاء على الإسلام والمسلمين.. من تدنيس للمصحف الشريف، وسب للإسلام ونبيه - صلى الله عليه وسلم -.. وسط أعمال عدوانية دنيئة بحق السجناء الأبرياء. كما أن الحملات العسكرية التي نفذت على المدن العراقية، مثل الرمادي، والفالوجة والقائم وحديثة.. وغيرها، وما أحدثته من دمار وتخريب وقتل للأبرياء وتشريد للأهالي دليل آخر على ذلك.

ولئن احتج البعض بأن ما قصده الرئيس بوش هو مجرد وصف لأفعال بعض المسلمين المتطرفين، فإن الرد على ذلك أنه لم يحدث في التاريخ الحديث أن ربط الساسة الغربيون أو الإعلام الغربي بين جرائم المتطرفين المسيحيين في الغرب والدين المسيحي.. فلم يتم الربط بين نازية هتلر ولا فاشية موسوليني وبين المسيحية، بل إن كل الأعمال الإرهابية التي ارتكبها أمريكيون متطرفون لم يتم وصمها بالإرهاب ولا ربطها بالمسيحية، وإنما تطلق كلمة "الإرهاب" فقط عندما يكون طرفها "مسلماً"، فالأمريكي المتطرف تيموثي ماكفي الذي ثبتت عليه جريمة تفجير مبنى التجارة العالمي في أوكلاهوما لم يطلق عليه الإعلام لفظ "إرهابي"، ومع أنه اعترف أنه ارتكب جريمته عن عقيدة لم يتم الربط بينه وبين المسيحية، كما أن المتطرف ديفيد كورش الذي قتل عشرات الأمريكيين من النساء والأطفال من أتباع طائفته المتطرفة لم يطلق عليه لفظ إرهابي أبداً.. بل إن جون ووكر الأمريكي الذي اتهم بالقتال ضمن صفوف تنظيم القاعدة لم ينعت ب "الإرهابي" ولم يسجن في جوانتانامو.

وقبل عدة أشهر رفض قاضٍ, في إحدى محاكم كاليفورنيا إطلاق تهمة "إرهابي" على أمريكي أبيض ثبتت عليه تهمة إلقاء زجاجة حارقة على مركز إسلامي في الولاية!!

إنها العنصرية والازدواجية.. اللتين يصنعهما الحقد وتحركهما الضغائن التاريخية ضد الإسلام والمسلمين. إن تلك المواقف من بوش وغيره من قادة الغرب تمثل امتداداً للحرب الصليبية الحاقدة على الإسلام، التي وضع بذورها الراهب الفرنسي الحاقد بطرس الناسك، وأشعلها البابا أوربان الثاني عام 1095م عندما أعلن انطلاق الحروب الصليبية ضد الإسلام والعالم الإسلامي.

لكن الإسلام سيبقى فوق كل الشبهات ولو كره الكافرون.. وسيبقى الدين الأقوى والأصلح لقيادة البشرية وإنقاذها من المجون والاختلال وإصلاح الأرض وإعمارها. إن الدين عند الله الإسلام..وكما انتصر على الحروب الصليبية ودحرها قديماً سينتصر بإذن الله في النهاية، وسيرد كيد الحاقدين من الصليبيين الجدد.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply