أَتسخر من شخص النبي ؟!

4.2k
2 دقائق
التصنيف:
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

أَتَهزَأُ بِالمُختَارِ يَا سَوَءَةَ الدَّهرِ *** وَيَا قِمَّةَ التَّضلِيلِ وَالخُبثِ وَالغَدرِ

أَتَسخَرُ مِن شَخصِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ, *** رَسُولٌ أَتَى بِالحَقِّ وَالخَيرِ وَاليُسرِ

رَسُولٌ حَبَاهُ اللهُ نُورًا وَحِكمَةً *** وَأَيَّدَهُ بِالنَّصرِ فِي سَاعَةِ العُسرِ

تَحَلَّى بِأَخلاَقِ الكِرَامِ وَإِنَّهُ *** رَؤُوفٌ رَحِيمٌ مَنبَعُ الفَضلِ وَالصَّبرِ

مَحَا ظُلُمَةَ الطٌّغيَانِ وَالجَهلِ وَالهَوَى *** بِعَدلٍ, وَإِحسَانٍ, وَبِالرِّفقِ فِي الأَمرِ

وَمَا الصَّفحُ إِلاَّ شِرعَةٌ وَسَجِيَّةٌ *** لَدَى المُصطَفَى مِن دُونِ مَنٍّ, وَلاَ كِبرِ

كَرِيمٌ حَلِيمٌ مَا تَوَانَى عَنِ الوَفَى *** وَلاَ ضَاقَ ذَرعًا مِن عَنَاءٍ, وَلاَ فَقرِ

عَلَيهِ صَلاَةُ اللهِ ثُمَّ سَلاَمُهُ *** وَأَخزَاكَ رَبٌّ العَرشِ يَاخِنزَبَ العَصرِ

رَكِبتَ عَلَى مَوجٍ, مِنَ الخِزيِ فَارتَقِب *** دُوَيهِيَةً سَودَاءَ غُولِيَّةَ القَعرِ

حَيَاتُكَ فِي ذُلٍّ, وَوَقتُكَ جَمرَةٌ *** وَفِكرُكَ لَم يَسلَم مِنَ الدَّاءِ وَالضٌّرِّ

فَمَن رَامَ نَقصَ المُصطَفَى قَذَفَت بِهِ *** خُطُوبُ الرَّزَايَا فِي سُجُونٍ, مِنَ الذٌّعرِ

وَزَجَّت بِهِ الآَفَاتُ فِي كُلِّ مِحنَةٍ, *** وَصَارَ عَلَى دَربٍ, مِنَ الذٌّلِّ وَالقَهرِ

خَسِرتَ وَلَم تَكسَب سوى الضيم iiوَالرَّدَى *** خَسِئتَ فَأَنتَ الشَّينُ وَالمَينُ لَو تَدرِي

وَأَنتَ سَقِيمُ الفِكرِ وَالقَلبُ مَيِّتٌ *** وَأَنتَ لَئِيمُ الطَّبعِ تَرتَاحُ لِلوِزرِ

أَتَاكُم رَسُولُ اللهِ بِالنٌّورِ وَالهُدَى *** وَأَنذَرَ مَن يَعصِيهِ بِالوَيلِ فِي الحَشرِ

وَعَلَّمَكُم دَربَ النَّجَاةِ مُبَيِّنًا *** لِمَا جَاءَ فِي التَّنزِيلِ سَطرًا عَلَى سَطرِ

ضَلَلتُم وَحَرَّفتُم كِتَابَ هِدَايَةٍ, و *** َمِلتُم وَأَسرَعتُم عِنَادًا إِلَى الشَّرِّ

وَآمَنَ مِنكُم بِالنَّبِيِّ أُولُوا النٌّهَى *** أَولُوا العَدلِ وَالإِنصَافِ وَالفَهمِ وَالفِكرِ

وَكَم شَهِدَت مِنكُم رِجَالٌ بِنُبلِهِ *** وَأَخلاَقِهِ العَليَاءِ عَاطِرَةِ النَّشرِ

فَهَلاَّ تَأَمَّلتُم بِعَينٍ, بَصِيرَةٍ, و *** َفِكرٍ, مُنِيرٍ, مُنصِفٍ, بَاسِمِ الثَّغرِ

وَرَاجَعتُمُ التَّارِيخَ فِي نَعتِ أَحمَدٍ, *** فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ كَالشَّمسِ وَالبَدرِ

مُضِيئًا مُنِيرًا هَادِيًا وَمُبَشِّرًا *** هَدَانَا بِفَضلِ اللهِ لِلخَيرِ وَالأَجرِ

وَأَنقَذَنَا مِن ظُلمَةِ الظٌّلمِ وَالهَوَى *** بِدِينٍ, قَوِيمٍ, مَنبَعِ الصِّدقِ وَالطٌّهرِ

أَلَم تَقرَإِ القُرآنَ مُعجِزَةَ الوَرَى *** أَلَم تَستَمِع يَومًا لآيٍ, مِنَ الذِّكرِ

أَلَم تَتَأَمَّل فِي ثَنَايَا سُطُورِهِ *** وَمَا حَمَلَتهُ الآيُ مِن سَالِفِ الدَّهرِ

فَفِيهِ نِظَامٌ شَامِلٌ مُتَكَامِلٌ *** يَفِي بِاحتِيَاجِ الخَلقِ يَكفِي مَدَى العُمرِ

وَفِيهِ عُلُومُ الأَوَّلِينَ وَيَنطَوِي *** عَلَى كُلِّ آتٍ, فِي فَلاَةٍ, وَفِي بَحرِ

تَلاَهُ رَسُولُ اللهِ فِي كُلِّ مَجمَعٍ, *** وَكَانَ هُوَ الأُمِّيٌّ فِي مَعشَرِ الكُفرِ

فَمَا حَادَ عَن آيٍ, وَلاَ كَانَ لاَحِنًا *** وَلَكِنَّهُ وَحيٌ أَتَى النَّاسَ بِالبِشرِ

فَصَدَّقَهُ قَومٌ لِصِدقِ حَدِيثِهِ *** وَعَانَدَهُ قَومٌ فَمَاتُوا عَلَى الخُسرِ

وَيَا أُمَّةَ الإِسلاَمِ أُمَّةَ أَحمَدٍ, *** قِفُوا وَقفَةَ الآسَادِ فَالكُفرُ مُستَشرِي

أَيَسخَرُ أَهلُ الكُفرِ وَالظٌّلمِ وَالقَذَى *** بِسَيِّدِنَا المُختَارِ يَا أُمَّةَ الذِّكرِ

أَلَم تَعلَمُوا أنَّ احتِقَارَ نَبِيِّنَا *** هُوَ الطَّعنُ فِي التَّشرِيعِ فِي البَطنِ وَالظَّهرِ

وَأَيٌّ حَيَاةٍ, وَالشَّرِيعَةُ تُرتَمَى *** بِسَهمٍ, مِنَ التَّشكِيكِ وَالهُزءِ وَالسٌّخرِ

فَسُدٌّوا عَلَى الأَعدَاءِ بَابَ سَفَاهَةٍ, *** وَبُشرَاكُمُ يَا قَومُ بِالفَوزِ وَالنَّصرِ

وَصَلٌّوا عَلَى طَهَ المُشَفَّعِ فِي الوَرَى *** وآلٍ, وَأَصحَابٍ, شَفَى بَأسُهُم صَدرِي


أضف تعليق