واستمطروا غضبا

4.8k
1 دقائق
التصنيف:
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

يَا عَينُ جُودِي بِدَمعٍ, مِنكِ مُنسَكِبِ *** وَابكِي عَلَى الفَضلِ وَالأَخلاقِ iiوَالأَدَبِ

وَاستَفرِغِي الدَّمعَ لا تُبقِيهِ قَد عَظُمَت *** مُصِيبَةُ الكَونِ سُبَّ المُصطَفَى iiالعَرَبي

سَبٌّوا نَبيَّ الهُدَى وَاستَهزَؤُوا عَلَنًا *** بِالهَاشِمِيِّ المُفَدَّى طَاهِرِ النَّسَبِ

سَبٌّوهُ وَاستَهزَؤُوا وَاستَمطَرُوا غَضَبًا *** فَليَرقُبُوا عَن قَرِيبٍ, ثَورَةَ الغَضَبِ

يَا وَيحَهُم أَيٌّ جُرمٍ, قَد أَتوهُ *** أَمَا لِلحِقدِ حَدُّ وَزُورِ القَولِ وَالكَذَبِ

يَا وَيحَهُم أَينَ مَا كَانُوا إِلَيهِ دَعَوا *** في مجلِسِ الأَمنِ مِن سِلمٍ, وَمِن رَحَبِ

أَينَ الحِوَارَاتُ أَم أَينَ القَرَارَاتُ *** أَم أَينَ الوُعُودُ التي صِيغَت مِنَ الذَّهَبِ

أَم أَنها دُولَةٌ بَينَ اليَهُودِ وَمَن *** أَمسَى عَلَى دَربِهِم مِن عَابِدِي الصٌّلُبِ

تَبًّا لها مِن حِوَارَاتٍ, وَتَبًّا لَهُ *** سِلمًا يُدَانُ بِهِ إِلا مَعَ العَرَبِ

بِالأَمسِ أَبدَوهُ تحقِيقًا لِمَصلَحَةٍ, *** كَانَت تُدَارُ وَأَخفَوا غَيضَ مُرتَقِبِ

وَاليَومَ فَاهُوا بما تُخفِي صُدُورُهُمُ *** مِن إِحنَةٍ, زَالَ عَنهَا مُظلِمُ الرِّيَبِ

الحِقدُ قَد بَانَ وَالبَغضَاءُ قَد ظَهَرَت *** وَالكُرهُ قَد شَبَّ في الطَّاغِينَ iiكَالجَرَبِ

يُمسِي بِبَلدَةِ أَوغَادٍ, وَيُصبِحُ قَد *** أَلقَى بِأُخرَى رِحَالَ القَصدِ عَن كَثَبِ

أَغرَى بِهِ سَاسَةُ الأَبقَارِ إِخوَتَهُم *** فَاستَجمَعُوا النَّطحَ في هَرجٍ, وفي صَخَبِ

لم يَرقُبُوا مَوثِقًا فِينَا وَمَا اكتَرَثُوا *** يَومَ استَخَفٌّوا بِدِينٍ, أَو بِعِرضِ نَبي

لَكِن لَنَا اللهُ مَولانَا نُؤَمِّلُهُ *** عِندَ الرَّخَاءِ وفي الشِّدَّاتِ وَالنٌّوَبِ

وَهوَ الحَسِيبُ وَكَافِينَا وَنَاصِرُنَا *** في كُلِّ خَطبٍ, فَلا نَخشَى مِنَ الغَلَبِ

اليَومَ نَبكِي بِدَمعٍ, سَاجِمٍ, وَغَدًا *** قَد يَضحَكُ الدَّهرُ مِن أُنسٍ, وَمِن طَرَبِ


أضف تعليق