ما من شك أن النصرة الإسلامية لخير البرية - صلى الله عليه وسلم - التي عمّت جميع بلاد المسلمين بل وبلاد العالم كله لم يسبق لها مثيل، وفيها كثير من الدلالات الإيمانية والمنطلقات الحضارية والإيجابية العملية التي حققت ثمرات كثيرة وفوائد كبيرة، ويستثنى من ذلك التصرفات المندفعة الخاطئة المشتملة على عنف وتخريب.
شواهد الاستمرار:
والسؤال الكبير المطروح هو:
هل سيكون هذا الانتصار الكبير سحابة صيف ثم تنقشع، وشعلة حماس ثم تنطفئ؟
والحقيقة أن المؤشرات بل المبشرات الأولية تدل على غير ذلك وتحمل في طياتها معالم استمرارية جيدة، تظهر في شواهد ومظاهر متعددة، ومنها:
1- الإعلان عن عدم التوقف عن المناصرة الإيمانية والحضارية والمقاطعة الاقتصادية للمنتجات الدانمركية بالاعتذارات مهما كانت واضحة أو رسمية، وأن الاعتذارات لا تكفي ولا تشفي، وهذا الموقف يحظى بأغلبية كبيرة جداً.
2- الانتقال والتوجه إلى المطالبة القانونية بتجريم الإساءة إلى الإسلام ومقدساته ورسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم - وإخوانه من الرسل والأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه، والإصرار على ذلك كأحد أهداف الانتصار، ومن المعلوم أن هذه معركة كبيرة لن تتم بسهولة، ولا يُتوقع أن تنتهي في وقت قصير، والظاهر أنها ستكشف المزيد من المفارقات في الازدواجية الحضارية والسياسية لدى الغرب، الذي لديه محرمات تُجرِّمها القوانين وتخرجها من دائرة حرية التعبير كمعاداة السامية والتعرض للمحرقة اليهودية وغير ذلك، بينما تجعل التطاول على القرآن، والإساءة إلى رسوله الأعظم - صلى الله عليه وسلم - ضرباً من حرية التعبير، ومن شواهد ذلك ما نشرته الجارديان البريطانية من أن المجلة الدانمركية ذاتها رفضت نشر رسوم مسيئة لعيسى - عليه السلام - عام 2003م وعللت ذلك بأنه سيزعج مشاعر كثير من الناس، وأظهر من ذلك وأبلغ تصريح الأديب الألماني الحاصل على جائزة نوبل"غونتر غراس"حيث قال: "إن جميع محرري الصحيفة كانوا على معرفة مسبقة بتحريم العالم الإسلامي لرسم الله أو رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم -، وتجاهلوا تحذير خبير دانمركي في الشؤون الإسلامية، وأصروا على نشر الرسوم المستفزة لأنهم يمينيون متطرفون ومعادون للأجانب"، ثم الإعلان الصريح الواضح من رئيس تحرير المجلة سيئة الذكر بأن مجلته لن تنشر أي رسوم عن المحرقة اليهودية.
3- إعادة نشر الرسوم المسيئة في صحف ومجلات أوروبية في معظم الدول الأوروبية الكبرى، انتصاراً للدانمرك، أو تخفيفاً عنها من وطأة المقاطعة الاقتصادية، أو تأكيداً ودعماً لحرية التعبير كما يزعمون، وأياً كان السبب فإن ذلك جعل القضية تأخذ أبعاداً عقدية وفكرية وحضارية أوسع وأعمق، مما جعل أخذ الأمر على أنه مجرد حرية تعبير، أو إساءة رئيس تحرير، أو خطأ مجلة أمراً غير وارد مطلقاً، وإنما هو إساءة متعمدة من فئات متطرفة حاقدة، وهي وإن كانت لا تُمثل كل الشعوب لكنها لتيارات لها نفوذها الإعلامي وحضورها السياسي والاجتماعي.
4- التحول الإيجابي من الاستنكار وطرق التعبير عنه، إلى الأعمال والمبادرات الفكرية والدعوية في شأن التعريف بالرسول الأكرم - صلى الله عليه وسلم - خاصة، والدين الإسلامي عامة، والتنادي إلى توضيح المنهج الإسلامي في حرية التعبير وحدودها، وحقوق الإنسان وضوابطها، وكل ذلك ضمن الاعتراف بتقصير المسلمين في هذه الجوانب، والدعوة إلى العمل الدائب والمشروعات المستمرة استدراكاً للنقص، وإقامة للحجة، وإشاعة للدعوة، ودحضاً للشبهة،، وتلك أمور بدأت ولن تتوقف بإذن الله.
5- بوادر ومظاهر الوعي الجيد لدى المسلمين حيث أدركوا حقيقة الأعمال التي تهدف إلى إضعاف أو إيقاف نصرتهم، سواء في ذلك الاعتذارات المبطنة المخادعة من المجلة ورئيس تحريرها، أو الإعلانات الرسمية التي نشرتها السفارات الدانمركية في عدد من الدول الإسلامية، أو تعمد نشر الرسوم في دول مختلفة لتشتيت المقاطعة، وكل ذلك كان موضع الفهم والاستيعاب الفكري، والذكاء والإتقان العملي.
وقفة مهمة:
قبل أن أمضي في المقال أقف هنا لأبين أننا معشر المسلمين لا نسعى إلى إشعال صراع بين الحضارات، ولا نعمل على إثارة العنصريات، ولا نهدف إلى تأجيج العداوات، ومبادئ ديننا وحقائق تاريخنا وشواهد واقعنا تدل على ذلك وتؤكده، ولكننا في الحقيقة نمارس حقنا المشروع في الدفاع عن معتقداتنا ومقدساتنا، ونستدرك تقصيرنا في القيام بخدمة ديننا، والتعريف بنبينا - صلى الله عليه وسلم -، ونعلن رسالتنا الحضارية في الميادين الإنسانية.
وفي الوقت نفسه فنحن نراجع ذواتنا لنجدد في أمتنا تميزها العقدي، وسموها الخلقي، ورقيها الحضاري ونثبتها عليهº لتكون لنا هويتنا الثقافية الحضارية التي لا تضعف و لا تذوب في الحضارات الأخرى الطاغية بقوة إعلامها واقتصادها وهيمنتها العسكرية والسياسيةº وحتى نكون في عصر العولمة الجارفة رقماً صعباً يحسب له ألف حسابº وتصبح أمتنا قادرة على دخول المعترك بأصالة تؤثّر و لا تتأثر، وتتقدم ولا تتقزم، وتتجدد ولا تتبدد.
ومن نافلة القول بيان أن في الغرب تيارات يمينية ذات توجهات عنصرية وممارسات متطرفة، وهي تستبطن أحقاد الحروب الصليبية، وتتبنى الأفكار الصهيونية، وتلك التيارات لها نفوذ سياسي وتأثير إعلامي، وهؤلاء لا بد من مواجهتهم والوقوف في وجههم بما يدفع شرهم ويفضح أمرهم، ويبطل كيدهم الذي يدفع نحو تسميم العلاقات وصراع الحضارات، ولا ينفع هنا التغاضي والسكوت فضلاً عن المداهنة والمجاملة.
متطلبات الاستمرار والاستثمار:
والآن أشرع في هدف المقالة وهو محاولة الوصول إلى وضع إطار عام للوسائل والمعالم التي تكفل الاستمرار في الانتصار للنبي المختار - صلى الله عليه وسلم - وذلك من الناحية النظرية والعملية:
أولاً: الجوانب الممنوعة:
أبدأ بهذه الجوانب السلبية لأهمية منعها، والتحذير منها، لأنه يترتب عليها أضرار على مسيرة الانتصار، بل ربما أدَّت إلى إيقافها، بل قد تصل إلى إيجاد ما يُضادها ويحاربها، ومن هنا فإن الاستمرار يقتضي ما يلي:
1- الامتناع عن جميع أعمال العنف والحرق والتخريب والإتلاف بأي صورة كانت لأنها تسبب إخلالاً بأمن البلاد، وإحراجاً لحكوماتها، وإضرارا بممتلكاتها، وتشويها لسمعتها وحضارتها، فضلاً عما تُخلّفه من إصابات وخسائر في الأرواح، وكل ذلك في مجمله - على النحو الذي وقع في سوريا ولبنان وأفغانستان غير مقبول شرعاً ولا مصلحةً، فالتسبب في قتل مسلم جرم خطير وخطيئة كبرى، وإشاعة الاضطراب الأمني مفسدة جسيمة، وقد أكد على منع ذلك العلماء المعروفون وضمنوه بياناتهم.
2- الامتناع عن الترويج لأي معلومة إلا بعد التثبت من صحتها والتعريف بمصدرها، والله - جل وعلا - يقول: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا}، وذلك منعاً للضرر الذي يلحق بغير المعنيين، أو يثير البلبلة والخلاف بين المسلمين، ومن أمثلة ذلك إدراج أسماء منتجات ليست دانمركية على أنها دانمركية، والإصرار على ذلك بعد بيان الحقائق وتقديم الدلائل.
3- الامتناع عن المبالغات غير المشروعة، والمجازفات الممجوجة، فمرة يُذكر أن راسم الكاريكاتير وُجدَ ميتاً محترقاً، وأخرى يُقال كذا وكذا، وهنا أقول إن عظمة النبي - صلى الله عليه وسلم - ليست بحاجة إلى زيادات وإضافات وحسبنا ما ورد في القرآن والسنة من وجوه عظمته ودلائل معجزاته،، فلا قبول للخروج عن الثابت المشروع، ولا نفع في الابتداع غير المشروع.
4- الامتناع عن استخدام الألفاظ البذيئة والسب والشتم فذلك ليس من أخلاق المسلمين، وينبغي الامتناع عن العدوان على الآخرين بما ليس فيهم، فالظلم ليس من شيم المؤمنين {ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى}، بل لا بد من اجتناب كل ما من شأنه أن يُفضي بغلبة الظن إلى الإساءة إلى الإسلام ورسوله - صلى الله عليه وسلم - فالله - تعالى -يقول: {ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً من غير علم}، وفي تفسير الآية قال ابن كثير: "يقول الله - تعالى -ناهياً لرسوله - صلى الله عليه وسلم - عن سب آلهة المشركين، وإن كان فيه مصلحة، إلا أنه يترتب عليه مفسدة أعظم منها، وهي مقابلة المشركين بسب إله المؤمنين، وهو الله لا إله إلا هو" [تفسير ابن كثير ص: 711]، "وهذه الآية الكريمة - من آيات الأحكام أخذ العلماء منها أصل سد الذرائع، لأن سَبَّ الأصنام بالنسبة إلى ذاته جائز مطلوب، ولكن لما كان هذا الأمر المحمود الطيب- وهو سب الأصنام وتقبيحها قد يؤدي إلى أمر آخر لا يجوز وهو سَبٌّ الله، مُنع هذا الشيء الطيب سداً للذريعة " [العذب النمير للشنقيطي 2/529]، وزاد القرطبي الأمر إيضاحاً بقوله: " قال العلماء حُكمُها - أي الآية - باق في هذه الأمة على كل حال، فمتى كان الكافر في مَنَعَة وخِيفَ أن يُسبَّ الإسلامُ أو النبيٌّ - صلى الله عليه وسلم - أو الله - عز وجل -، فلا يحلٌّ لمسلم أن يَسبَّ صلبانهم ولا دينهم ولا كنائسهم، ولا يتعرض إلى ما يؤدي إلى ذلكº لأنه بمنـزلة البعث على المعصية...وفي هذه الآية ضرب من الموادعة، ودليل على وجوب الحكم بسد الذرائع " [تفسير القرطبي 1/1221]، والقوم اليوم - في مجملهم - لا يُعظمون ديناً ولا يُقيمون حرمة لنبي، والمسلم منضبط بأحكام الشرع لا بمشاعر النفس وعواطفها.
ثانياً: الجوانب المطلوبة:
أ الناحية المنهجية الفكرية:
1- الاجتهاد في الإخلاص لله - عز وجل - وابتغاء مرضاته، والحذر من المباهاة في النصرة، والمزايدة المصحوبة بالعجب أو الغرور، بل كل نصرة وعمل قليل في حق وواجب المصطفى - صلى الله عليه وسلم -.
2- البدء بالنفس، والربط بين العلم والعمل، والتلازم بين القول والفعل، فلا ينبغي أن ندعو الناس لنصرة رسولنا - صلى الله عليه وسلم - ونحن لا نتمسك بهديه، ولا نتَّبع سنته، ولا نُعظم قدره.
3- اعتماد مبدأ الرجوع إلى العلماء وذوي الرأي والحكمة لاستشارتهم والصدور عن رأيهم، سيما في الأعمال المُشكلة التي تحتاج إلى علم وبصيرة، وكذا الأعمال الكبيرة التي تحتاج إلى خبرة بالواقع ومعرفة بالعاملين في الميدان.
4- العمل بمبدأ التعاون والتكامل، والبعد عن التفرد والتعارضº حتى لا تتكرر الجهود مع إمكانية جمعها وإخراجها بصورة عظيمة تزيد نفعها وانتشارهاº ولكي لا تُستنفد الإمكانيات مع وجود صورة أمثل وأفضل لاستثمارها.
5- التوعية والتربية على أساس الربط بالأصول والكليات دون حصر الأمر في الفروع والشكليات، فالمقاطعة مثلاً - مبدؤها تعظيم الدين وحرماته، وأساسها وجوب الدفاع عن كل ما يسيئ للإسلام والمسلمين، وإطارها العام إضعاف المعتدي وعدم التسبب في إعانته على عدوانه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، معنوية أو مادية، وحين تكون توعيتنا لمجتمعنا وتربيتنا لأبنائنا على هذا النحو فستكون مقاطعة الدانمرك مجرد نموذج ومثال في سياق أشمل وأكمل.
6- غرس معاني العزة والقدرة في نفوس المسلمين والتنويه بإمكانية تأثيرهم على واقع مجتمعاتهم وحكوماتهم، وبيان العوامل المؤدية إلى ذلك وإشاعتها والحث على العمل بها والاستفادة منها.
7- إحياء المعاني والمفاهيم الإيمانية كوجوب محبة النبي - صلى الله عليه وسلم - وتقديمها على ما سواها، وأهمية التضحية فداء للدين، والربط بالسيرة وصاحبها - عليه الصلاة والسلام - ومثال ذلك ما وردفي عناوين إحدى الصحف بالخط الكبير: "المسلمون يجددون بيعة الرضوان"، وينبغي أن نرسخ في النفوس والعقول أن الانتصار للرسول - صلى الله عليه وسلم - بالنسبة للمسلم دين واعتقاد، وعمل والتزام، ودعوة وتعريف، ومنهج حياة، وليس مجرد رد فعل.
ب- الناحية العملية:
1- الدعوة إلى اجتماع عاجل لعدد من علماء المسلمين وقياداتهم الدعوية ومؤسساتهم ذات السمعة والمصداقية التي لها كلمة مسموعة ومكانة مرموقة عند الشعوب الإسلامية، لتدارس الحدث وتداعياته، وتوجيه وترشيد المسيرة، وتبني المشروعات والأعمال النافعة والتعاون على إنجاحها، واستثمار إمكانيات الجمهور في المسارات الصحيحة، والمجالات المفيدة، وتوضيح الأساليب الحضارية والفكرية المطلوبة، وإعلان المنع والتحذير من التجاوزات والممارسات المشتملة على العنف، وتقديم المطالب التي تحقق المصالح بصورة مناسبة، ليبقى الانتصار حضارياً ومستمراً وإيجابيا ومتنامياً غير منحرف إلى ما لا ينفع، وما لا تُحمد عقباه، ولعل هذا الأمر يرى النور قريباً بإذن الله.
2- تطوير منهجية المقاطعة واستثمار أهدافها وتوجيه مسارها وذلك من خلال غرس أهمية الاكتفاء الذاتي ودعم المنتجات المحلية والصناعات الوطنية، والانتقال إلى التكامل الاقتصادي مع الدول العربية والإسلامية لتعظيم القدرة الاقتصادية للمسلمين، ولتبادل الخبرات والتجارب بينهم، وللتحرر من الهيمنة والضغوط الاقتصادية التي تُمارس ضد الدول والشعوب الإسلامية، ويحتاج ذلك إلى تدارس وتباحث بين المختصين الاقتصاديين والتجار والصناع والغرف التجارية، وكذا القيام بالدراسات والبحوث اللازمة، والعمل على تحريك وتقوية دور المؤسسات الإقتصادية كالغرف التجارية والمنظمات والمجالس التجارية التابعة لجامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي.
3- العمل على تقوية المقاطعة الاقتصادية وتقديمها كأسلوب سلمي معبر ومؤثر وذلك من خلال ما يلي:
* إيجاد المرجعية الموثوقة المنضبطة للمقاطعة لمعرفة المنتجات والشركات وبلاد مَنشَئِها عن بينة ووفق معلومات ووثائق صحيحة.
* التركيز في المقاطعة لا التشتت، فالمقاطعة إزاء هذه الجريمة للدانمرك ومنتجاتها فهي البادئة والمعاندة، ولا ينبغي توسيع الدائرة بشكل كبير ولدول عديدة، فهذا تشتيت للجهد والقوة، وعدم ملاءمة للإمكانية والقدرة.
* تقديم الأدلة الشرعية والدراسات الاقتصادية التي توضح جدوى المقاطعة وإمكانية تطبيقها وآثارها الإيجابية على الاقتصاد المحلي والإقليمي والإسلاميº لتكون المقاطعة عن قناعة وبصيرة لا مجرد عاطفة قد تخبو أو تنطفئ جذوتها.
4- العمل على فتح أبواب المشاركة في خدمة الإسلام ونصرة النبي - صلى الله عليه وسلم - لكل المسلمين على اختلاف بلادهم وتخصصاتهم وإمكانياتهم وعدم الاقتصار على دور العلماء أو الدعاة أو الشباب وحدهم، وذلك من خلال تبني فكرة " أنصار الرسول" بحيث يتشكل تحتها مجموعات عمل مثل: « رجال حول الرسول » « نساء حول الرسول » « أطفال حول الرسول » « تجار حول الرسول » " محامون حول الرسول » وهكذا، مع إتاحة الفرصة لكل أحدٍ, ليُقَدّم أي شيء مهما كان قليلاً، ويكون ذلك من خلال التحديد للعمل المطلوب، التوجيه لطريقة تنفيذه،، وجمع الجهود والأعمال في نسق واحد لإخراج مشروعات كبيرة.
5- العمل على العناية بتوظيف الإعلام في خدمة الإسلام وإبراز محاسنه والتعريف بالرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - ونشر شمائله، ووضع خطة إعلامية مشفوعة بآليات ومشروعات محددةº لتسخير الوسائل الإعلامية في المجال الإيجابي، ومناقشة الصور النمطية الخاطئة عن الإسلام بأسلوب علمي منهجي ولغة حضارية راقية، بحيث تُعد البرامج المختلفة، والإعلانات المتميزة، ومواقع الانترنت، والمقالات الصحفية باللغات المختلفة، لتعكس الحقيقة وتدحض ما يُخالفها، على أن يكون ذلك بشكل مستمرº أخذاً بمبدأ المبادرة لا المدافعة، والتعريف لا التعنيف.
6- التوعية القانونية للمجتمعات الإسلامية عموماً والجاليات الإسلامية خصوصاًº لمعرفة الحقوق والواجبات، وتحديد المطالبات، والعلم بما يلزم لها من الإمكانيات، وعدم الوقوع تحت وطأة المخالفات والتجاوزات، والعمل على استثمار وتوحيد جهود القانونيين والمؤسسات القانونية والحقوقية مع الجهود الرسمية الحكومية للوصول إلى ما يحقق حماية حقوق المسلمين واحترام الأديان والرسل والمقدسات بإصدار القوانين والتشريعات العالمية في ذلك.
7- العمل على التركيز على عظمة ومكانة وفضل الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - وحقوقه على أمته، والتعريف الشامل بسيرته العطرة في مجتمعات المسلمين من خلال جميع الوسائل الممكنة، كمناهج التعليم، ووسائل الإعلام، والتربية الأسرية، والأنشطة الاجتماعية، والبرامج الثقافية وغيرها.
8- العمل على تحقيق التحلي بأخلاقه وشمائله - صلى الله عليه وسلم -، وتأسيس مراكز متخصصة وعقد مؤتمرات دورية لإحياء وتجديد الانتصار للنبي المختار - صلى الله عليه وسلم - وإبراز جوانب العظمة في شخصيته، ومجالات القدوة لأمته، ليكون حياً في واقع الأمة كإمام عادل، وسياسي محنك، وقائد شجاع، وقاض عادل، وتاجر أمين، ومعلم قدير، ومرب فاضل، وصديق وفي، وزوج كريم، وأب رحيم.
9- مقاطعة كل ما يدعو ويؤدي إلى البعد عن هديه وسنته، أو يخالفها ويروّج لما يُعارضها، أو يُنقص من قدره وعظمته، كالقنوات الفضائية التي تُقدّم المواد الهابطة المشتملة على عرض العورات وإثارة الغرائز والترويج للمحرمات، فالانتصار للرسول - صلى الله عليه وسلم - يقتضي مقاطعتها لما فيها الإساءة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالدعوة والترويج لما يُخالف ما جاء به من دينه العظيم وما اشتمل عليه خلقه القويم.
10- العمل على الإفادة والتواصل والتعاون مع المنصفين من غير المسلمين لمعرفة الوسائل الناجعة ولغة الخطاب المناسبة لعقلية مجتمعاتهم وصولاً إلى تصحيح الصورة النمطية المشوهة عن الإسلام ورسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم -، وتيسير عرض وفهم حقائق ومحاسن الإسلام.
11- عقد الندوات والمؤتمرات والمحاورات والمناظرات للتعريف بالإسلام، وذلك من خلال زيارة علماء ومفكري المسلمين إلى بلاد الغرب، ودعوة بعض الرموز الدينية والثقافية والإعلامية الغربية إلى بعض الدول الإسلامية.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد