الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم


بسم الله الرحمن الرحيم

محمد - صلى الله عليه وسلم - هو الأعظم:

إنه بحق الأعظم كيف لا وقد اصطفاه الله على بني آدم وهو خاتم الأنبياء والمرسلين أرسله ربه رحمة للعالمين ليخرج الناس من الظلمات إلى النور.

 

إنه الأعظم فإذا كان في البشرية من يستحق العظمة فهو محمد، هذا كلام علماء الغرب المنصفين. والمسلمين يؤمنون به ويحترمونه ويوقرونه ويبجلونه. فهو قدوتنا العليا وهو شفيعنا يوم القيامة وقائدنا إلى الجنة.

 

إن محمداً - صلى الله عليه وسلم - يستحق العظمة. كيف لا وقد أخرج الله به الناس من الظلمات إلى النور وهداهم إلى صراط مستقيم.

 

هذا الكتاب واحد من أروع كتب ديدات بل أروعها على الإطلاق لما فيه من كلمة صادقة ومجهود جاد لإثبات عظمة رسولنا الكريم فهو بحق يستحق أن تفخر به المكتبة العربية والإسلامية.

 

إن هذا الكتاب ينم عن شخصية ديدات وعمقه العلمي والثقافي وتفانيه في خدمة الإسلام.

 

وديدات رجل من رجال الدعوة الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وقد تحمل العبء الأكبر في مواجهة تيارات الباطل الجارفة وفـي مناقشة النصارى ودحض حججهم ورد الحق إلى نصابه.

 

فإذا قلنا إن من بين من ناقش النصارى يوجد منهم علماء يستحقون التوقير فهو ديدات لما له من مكانة مرموقة في قلب كل مسلم في شتى أنحاء العالم.

 

وديدات غني عن التعريف بل إن كتبه خير دليل على شخصيته وهو غني عن التعريف فلا يكاد يوجد مسلم إلا وهو يعرف من هو ديدات لما له من باع كبير فـي سير الدعوة الإسلامية.

 

وهذا الكتاب يقع في ثلاثة فصول هامة..ويناقش ديدات في هذا الكتاب موضوع محمد - صلى الله عليه وسلم - الأعظم ويعطيه حقه ويدفع عنه الشبهات التي تتردد في الغرب الكافر وتهدف إلى النيل من الإسلام ومن نبي الإسلام.

 

إن هذا الكتاب بحق شهادة تستحق أن يحوزها كل مسلم.

 

فهو يضم بين طياته جوانب عظمة الرسول - عليه الصلاة والسلام -. من كلامهم هم أنفسهم من كلمات علماء الغرب وشهادتهم لخاتم الأنبياء والمرسلين فهو ينقل آراء مايكل هارت ولامارتين الفرنسي وكارلايل في الدفاع عن رسول الإسلام وإثبات جوانب عظمته.

 

الفصل الأول: ويتكون من نبذة عن سبب تأليف الكتاب ثم الإشارة إلى جوانب عظمة الرسول والإشارة إلى تأليف مايكل هارت لكتابه العظماء مائة وأعظمهم محمد - صلى الله عليه وسلم - وصدى اختيار هارت لنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - أول العظماء حتى قبل موسى وعيسى - عليهما السلام - مما أثار غضب الغرب الكافر فهي بحق شهادة نبعت من نقاء نفسي بعيداً عن روح التعصب حتى لدينه.

 

ولا أحاول في هذه النبذة التعرض لآراء المفكرين الغربيين حتى يتسنى لك عزيزي القارئ مطالعتها بتأني في ثنايا هذا الكتاب فهو زاخر بأقوال علماء الغرب غير المسلمين في حق محمد، وكيف قاموا بترشيحه لينال فقط العظمة على سائر أبطال العالم.

 

ولقد وضع بعض المفكرين والسياسيين مقاييس للعظمة والبطولة.. هذه المقاييس لم تتوفر في أحد من البشر إلا في نبي الله محمد - صلى الله عليه وسلم - فهو بحق حاز كل صفات العظمة فلا يوجد على سطح الأرض من هو أعظم منه على الإطلاق.

 

الفصل الثاني: يغلب فيه التحدث عن كتاب كارلايل هذا الرجل المنصف الذي اتخذ من محمد - صلى الله عليه وسلم - نبياً له يدافع عنه ويذب عنه كل الافتراءات التي حاول أن يلصقها به أعداءه.

 

لقد ناقش كارلايل مواضيع من أخطر المشكلات التي يثيرها الغرب وقام بالذّب عن الإسلام حتى كأننا إذ قرأنا الكلام بدون اسمه فكأننا بداعية إسلامي كبير يدافع عن الإسلام ويذب عنه كيد الأعداء، ومن أبرز التهم التي يذب عنها كارلايل تهمة حد السيف وتهمة الخداع.

 

ولقد أجاد كارلايل وديدات في إقناع هؤلاء المتعصبين بأن الإسلام لم ينتشر بحد السيف كما يظنون بل انتشر بسيف العقل.

 

الفصل الثالث: يحمل عنوان أسرع الأديان نمواً اليوم ويتناول هذا الفصل الأسباب الدافعة للنمو المطرد في الإسلام والمسلمين فهو بحق الدين المثالي الذي يكثر معتنقيه في شتى بقاع العالم.

 

لقد أصبح اليوم أكثر من ألف مليون مسلم في العالم يؤمنون بهذا الدين.

 

إن الأسلوب المتبع في الدعوة والسمات الرفيعة والأخلاق الحميدة التي يتحلى بها الدعاة إلى الله كان لها أكبر الأثر في نجاح هذا الدين وانتشاره.

 

إن الدين الإسلامي أكثر الأديان انتشاراً بالرغم من أن الإسلام جاء بعد المسيحية بنحو 600 سنة إلا أنه أكثر اضطراداً في النمو من المسيحية.

 

إن الأرقام فقط تدل على أن تعداد مسيحي العالم أكثر من المسلمين ولكن بحق إذا تناولناها من الناحية العملية فإن المسلمين أكثر تعداداً من المسيحيين. إن المسلمين العاملين بدينهم يزدادون يوماً بعد يوم.

 

أما المسيحيين فمعظمهم ينتمون إلى المسيحية اسماً ولا يحبونها ولا يعملون بها، وإذا ما قارنا بين المسلمين الملتزمين بدينهم والمسيحيين الملتزمين بدينهم فإن الكفة في صالح المسلمين حيث أن أعداد المسلمين الملتزمين بدينهم أكبر بكثير من أعداد المسيحيين المطبقين لدينهم.

 

إن الأخلاق الحميدة والصفات السامية النبيلة والسمات الرفيعة التي كان يتصف بها نبي الإسلام جعلته أجدر بكل تعظيم وتبجيل فإن هذه الصفات لم تخلع على أحد قبله أو بعده وكان لها دور كبير في نشر الدين الإسلامي.

 

إن صفة الرحمة في تعامله مع المسلمين وحتى مع زوجاته في المنزل لها الأثر الأكبر في نشر الإسلام. إن أبرز موقف يصف رحمته - صلى الله عليه وسلم - هو عند فتح مكة حيث قال لقومه الذين عذبوه وأخرجوه من بلده وناصبوه العداء وكان الزمام في يده ويستطيع أن يقتل كل من تسبب في إيذائه ووقف في طريق الدين الناشئ، فقال قولته المشهورة التي يتداولها التاريخ بكل تقدير وإعزاز: " ماذا تظنون أني فاعل بكم ".

 

قالوا " أخ كريم وابن أخ كريم ". يقصدون استعطافه لما يعرفون عنه من الرحمة والأخلاق الرفيعة إنهم يعرفونه منذ نشأته فلم يعهدوا منه غدراً ولا خيانة.. إن هذا الموقف هو الذي يوضح الأبطال على حقيقتهم وهو الذي يبرز صفات القائد المحنك.

 

لم ينتصر لنفسه لما وجد من تعذيب في بداية الدعوة.

 

ولم ينتصر لأصحابه الذين بُطِشَ ونُكِّلَ بهم لكي يفارقوا دينهم. وإنما قال قولته العظيمة الخالدة التي وجلت القلوب إجلالاً لها: " إذهبوا فأنتم الطلقاء ".

 

وكانت لهذه الكلمات النبيلة والموقف الإنساني الرائع أكبر الأثر في دخول الناس في دين الله أفواجاً بدون حرب وبدون إراقة ولو قطرة دم واحدة فقال - تعالى -:

 

" إِذَا جَاءَ نَصرُ اللَّهِ وَالفَتحُ، وَرَأَيتَ النَّاسَ يَدخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفوَاجاً، فَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ وَاستَغفِرهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً " (النصر: 1- 3).

 

فدخل الناس في دين الله بدون حرب فكيف يزعم أحد إذن أنه نشر الدين بالسيف.

 

إنه ثمة سبب آخر سأتعرض له في هذه المقدمة الموجزة لانتشار الإسلام وهو عدم التفريق بين أتباعه فالناس كلهم لآدم وآدم من تراب.

 

قال - صلى الله عليه وسلم -: " لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى ".

 

وقال - صلى الله عليه وسلم -: " لا فرق بين أبيض وأسود إلا بالتقوى ".

 

فلم يفرق رسول الإسلام بين الناس لمجرد لونهم ولمجرد مكانتهم في المجتمع. فالوزير والخفير سواء أمام الله والفارق الجوهري الوحيد هو التقوى.

 

إن التقوى هي اللباس الذي يميز بين عباد الله ومقياس أفضليتهم عند الله.. أما خلاف ذلك فلا. قال - تعالى -" إِنَّ أَكرَمَكُم عِندَ اللَّهِ أَتقَاكُم ".

 

إن الإسلام جاء بأسمى الشرائع وبأسمى التشريعات الاجتماعية فلقد فعلت المسيحية بأهلها الويلات وقد شردتهم ومزقت بينهم حسب بيئتهم حتى أنه يوجد في أمريكا أبشع أنواع التفرقة العنصرية بين البيض والسود حتى وإن كانوا أبناء دين واحد هو المسيحية فالفرق بينهم في اللون أدى إلى فرق في المكانة الاجتماعية.

 

كما أن الإسلام نزع الفوارق الطبقية وقضى عليها في المجتمع فأصبح الناس كلهم سواسية كأسنان المشط.

 

وأصبح الإسلام وأخوة الإسلام أقوى رباط يربط بين المجتمع.

 

إن الرجل الذي قال عنه كارلايل: " رجل واحد في مقابل جميع الرجال "، الذي استطاع بنصر الله له وبصدق عزيمته وبإخلاصه في دعوته أن يقف أمام الجميع ليدحض الباطل ويُظهر الحق حتى يحق الله الحق بكلماته ولو كره الكافرون.

 

إن هذا الرجل العظيم الذي استطاع أن يقف أمام العالم أجمع وأمام جهالات قريش وكفرها العنيد وأمام الأصنام وعبادة الكواكب وكل ما يعبد من دون الله وقف يدعو الله وحده لا شريك له ونبذ كل ما سواه، إنه بحق لجدير بكل تبجيل واحترام ليس فقط من أتباعه بل من كل من يفهموا سمات العبقرية وخصائصها.

 

إن الصفات التي تفردت في هذا الرسول العظيم لجديرة بأن يحصل على نوط الامتياز ويحظى بكل تقدير واحترام. إنه بحق الأعظم.

 

وإنني لأسأل كما فعل لامارتين: فهل بعد ذلك يوجد أي رجل أعظم منه؟ ".

 

كلا، لا يوجد رجل أعظم منه فقد عاش حياته كلها في خدمة البشرية جمعاء وجاء بالدين الخاتم لجميع البشر.

 

فهو بشير ونذير لكل البشر إنسهم وجنهم.. وقد أخرج بإذن الله الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن الظلمات إلى النور ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام.

 

وإن وصف النصارى المسيح بأنه مخلصهم فإن محمداً بحق هو مخلص البشرية من الظلم والاضطهاد والكفر والضلال والعذاب في الدنيا والآخرة.

 

إنه بحق كما قال لامارتين:

 

" رجل أسس 20 إمبراطورية دنيوية وإمبراطورية واحدة روحية ".

 

إنه رجل جمع كل سمات العظمة في شخص واحد يستحق أن يجعله هارت أول العظماء قبل موسى وعيسى - عليهما السلام -.

 

إن هذا الرجل العظيم محمد - صلى الله عليه وسلم - بحق رجل لم تنجب البشرية مثله كيف لا وقد قال عنه الجبار " وَرَفَعنَا لَكَ ذِكرَكَ ".. وقال - تعالى -" وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ, عَظِيمٍ, ".

 

إن هذا الرجل نجح في حياته واستمر نجاحه بعد موته على يد أتباعه.

 

فقد صنع الأبطال إنها مدرسة محمد - صلى الله عليه وسلم - التي خرجت الأبطال والدعاة الذين جابوا الأرض شرقاً وغرباً لنشر دين الله ونوره وتبليغه إلى الناس.

 

إن أعظم موقف يدل على عظمة الرجال الذين صنعهم في حياته هو موقفهم عند موته.

 

لم يصدق أحد من الصحابة أن رسول الله قد مات. كيف ذلك؟ وهل ينقطع النور الواصل من السماء والأرض عن طريقه؟

 

وماذا سيفعل المسلمون من بعده؟

 

وثار عمر البطل القائد المغوار. قام ونفى الخبر وأثرت عليه ثورته فقال: "من قال إن محمداً قد مات فسأقطع رأسه".

 

ولكن أبو بكر الرجل الهادئ الوديع المتريث المرهف الحس ناقش الأمر بجدية أكثر ولم يتأثر بهذا الخبر فدخل على رسول الله بعد ما سمع بوفاته وخرج على المسلمين وقال: "أيها الناس، من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت".

 

وقرأ قوله - تعالى -"وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَد خَلَت مِن قَبلِهِ الرٌّسُلُ أَفَإِن مَاتَ أَو قُتِلَ انقَلَبتُم عَلَى أَعقَابِكُم".

 

فرجع عمر إلى الحق وأدرك أن الحق جانبه لثورته وقال كأني أسمع هـذه الآية لأول مرة.

 

إن موقف أبو بكر هذا موقف الرجل القائد يستحق بكل تقدير وإجلال أن ينال شرف ترشيحه من رسول الله للصلاة بالمسلمين ثم بخلافة المسلمين من بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

 

إنهم بحق رجال مدرسة النبوة الذين قال الله عنهم: "مِنَ المُؤمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيهِ فَمِنهُم مَن قَضَى نَحبَهُ وَمِنهُم مَن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبدِيلاً".

 

ولا أستطيع عزيزي القارئ أن أحصي جوانب العظمة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو أعظم من أن يصفه إنسان أو يعبر عن عظمته قلم.

 

فهو بحق أجدر إنسان يستحق لقب الأعظم.

 

فقد وصفه كارلايل في كتاب الأبطال بأنه "كان واحداً من هؤلاء الذين لا يستطيعون إلا أن يكونوا في جد دائماً.. هؤلاء الذين جبلت طبيعتهم على الإخلاص..

 

فلم يقم هذا الرجل بإحاطة نفسه داخل إطار من الأقوال والصفات الطيبة ولكنه تفرد مع روحه ومع حقيقة الأشياء يستمد منها ما نطلق عليه الإخلاص.

 

شيء يملكه أسمى من طبيعة البشر فقد كانت رسالة هذا الرجل ينبعث من فطرة قلبه وروحه ولهذا يجب أن يستمع ويعمل الرجال وليس لأي شيء آخر فكل شيء غير ذلك إنما هو هباءً تذروه الرياح.. أ. هـ

 

وأختتم هذا الكلام عن عظمة نبينا محمداً - صلى الله عليه وسلم - بكلام مايكل هارت في كتابه العظماء مائة وأعظمهم محمد - صلى الله عليه وسلم - عن سبب اختياره لمحمد وكونه الأعظم فقال:

 

(إن اختياري لمحمد ليقود قائمة أكثر أشخاص العالم تأثيراً في البشرية قد يدهش بعض القراء وقد يعترض عليه البعض.. ولكنه كان (أي محمد) الرجل الوحيد في التاريخ الذي حقق نجاحاً بارزاً في كل من المستوى الديني والدنيوي) أ. هـ

 

وقال عنه أحد المفكرين الغربيين أنه لو أعطى لمحمد زمام الأمور في هذا العالم المليء بالملابسات والمشكلات لقاد البشرية إلى بر الأمان.

 

إذا وجد في مجرى التاريخ أبطالاً فإن الأعظم هو محمد إنه بحق لا يوجد أعظم منه على الإطلاق؟!!

 

صلى الله عليك يا علم الهدى ما هبت النسائم وما ناحت على الأيك الحمائم " يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ".

 

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل وسلام على المرسلين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم " ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب " آمين. والحمد لله رب العالمين.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply