التطاول على الرسول الكريم - عليه الصلاة والسلام - ليس بالأمر الجديد.. وقد دأب الكفار على ذلك منذ بعثته - صلى الله عليه وسلم -.. كما دأبوا على إهانة كل الرسل والأنبياء والصالحين منذ آدم - عليه السلام - (ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك) 43 من سورة فصلت
وهم لا يقصدون شخص رسول الله - صلى الله غليه وسلم - بقدر ما يريدون جحود الحق والكفر بآيات الله والتنكر لمنهجه (قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون.. فإنهم لا يكذبونك.. ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون * ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا.. وأوذوا حتى أتاهم نصرنا.. ولا مبدل لكلمات الله.. ولقد جاءك من نبأ المرسلين) 33 -34 من سورة الأنعام
وهؤلاء الأنجاس الذين يؤذون خاتم الأنبياء والمرسلين سواء في الغرب أو الشرق يقتدون بأبي لهب وأبي جهل وكل النفايات البشرية المعروفة على مر التاريخ.. وهم ملعونون في كل زمان ومكان وفي كل كتاب (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة.. وأعد لهم عذابا مهينا * والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا) 57 58 من سورة الأحزاب (إنا أعطيناك الكوثر * فصل لربك وانحر * إن شانئك هو الأبتر) سورة الكوثر (تبت يدا أبي لهب وتب * ما أغنى عنه ماله وما كسب * سيصلى نارا ذات لهب * وامرأته حمالة الحطب * في جيدها حبل من مسد) سورة المسد
هؤلاء هم الذين قالوا لسيدنا نوح - عليه السلام -: (ما نراك إلا بشرا مثلنا.. وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل.. بل نظنكم كاذبين) 27 من سورة هود
وقالوا لسيدنا هود - عليه السلام -: (قالوا يا هود ما جئتنا ببينة.. وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك.. وما نحن لك بمؤمنين * إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء) 52 53 من سورة هود
وقالوا لسيدنا صالح - عليه السلام -: (قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا.. أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا.. وإننا لفي شك مما تدعونا إليه مريب) 62 من سورة هود
وقالوا لسيدنا لوط - عليه السلام - وهو ينهاهم عن الفاحشة والشذوذ الجنسي الذي يروج له الغرب الآن ويمارسه على نطاق واسع ويسن القوانين لإباحته: (ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون * أئنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء.. بل أنتم قوم تجهلون.. فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم.. إنهم أناس يتطهرون) 54 56 من سورة النمل
وقالوا لسيدنا شعيب - عليه السلام -: (قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول.. وإنا لنراك فينا ضعيفا.. ولولا رهطك لرجمناك.. وما أنت علينا بعزيز) 91 من سورة هود
ولم يسلم نبي واحد أو رسول أو داع للحق من التكذيب والافتراء والإيذاء بل القتل في معظم الأحيان (إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم) 21 من سورة آل عمران
وأهل الغرب اليوم بنوا حضارتهم على الكفر والإلحاد والعداء لكل الأديان وإن ادعوا أحيانا أنهم مسيحيون فهم لا يعرفون من المسيحية إلا اسمها - أما المسيح عليه السلام فهو نبي مسلم.. يدعو إلى الإسلام شأنه شأن جميع الأنبياء والرسل الذين بعثهم الله - سبحانه وتعالى - هداية للبشرية
والمؤمنون بدين الله الحق لا يفرقون بين أحد من رسله.. ولا يتعصبون لأي رسالة (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون.. كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله.. لا نفرق بين أحد من رسله)285 من سورة البقرة
وأهل الغرب أيضا بنوا حضارتهم أيضا على العنصرية والعنف والعدوان.. ورغم المظاهر الشكلية البراقة إلا أن عقولهم مازالت تعيش في ظلمات القرون الوسطى.
وبالتأكيد ليس كل الغربيين سواء.. فمنهم من لم تفسد فطرته.. وإذا وصلته أنوار الحق اهتدى واستجاب.. لذا نجد الإسلام ينتشر بسرعة بين العقلاء منهم.. لكن الذين يمسكون بزمام الأمور هناك هم الأغبياء الذين يضمرون الضغائن.. ويخططون لمزيد من الفتن والقلاقل.. ويشعلون الصراع الدائم.. ويزجون بشعوبهم في أتون الحروب المدمرة والمعارك الخاسرة: (الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة ويصدون عن سبيل الله.. ويبغونها عوجا أولئك في ضلال بعيد) 3 من سورة إبراهيم
ولقد أدركت الشعوب العربية والإسلامية حقيقة هؤلاء الجهلة الغارقين في الضلال.. وكان الكثيرون من قبل مخدوعون بالبريق الزائف الذي يحيط نهم.. وانجرف البعض إلى تقليدهم واتباع خطواتهم.. ولكن بعد هذه الهجمة الشرسة المنظمة التي يشنها الغرب على رسول الإسلام محمد - صلى الله عليه وسلم -.. انطلقت جموع الجماهير تدافع عن قائدها وزعيمها وحبيبها.. وتجدد البيعة للرسول الأعظم.. وتفتديه بالأرواح والمهج.. وليتوارى المنافقون الذين يسبحون بحمد الحضارة الغربية ليل نهار.. ويسعون إلى التغريب والعولمة والزندقة والتحلل
وهذه الجماهير الغاضبة في كل مكان تعلن تشبثها بانتمائها وعقائدها ووحدتها الوطيدة.. ورفضها لكل ما يخالف تراثها وثوابتها.. وهي علامة صحة وعافية لجسد الأمة الإسلامية الذي ظن الأعداء أن الأمراض والآفات قد أنهكته.. ونالت منه الخطوب والمحن.. ولم يعد يقوى على الدفاع عن نفسه أو مقدساته.. ولكنهم تفاجئوا بهذه الصحوة الأبية.. واليقظة الفتية التي جعلت قطاعات كبيرة من المسلمين الغير ملتزمين بتعاليم دينهم يثوبون إلى رشدهم.. ويفيقون من غفوتهم.. ويتمسكون بشعائرهم وشرائعهم بغد أن تيقنوا من خبث أعدائهم وانحطاط مسلكهم وسفاهة عقولهم
وهذا المد الإسلامي سيضاعف غيظ أعداء الإسلام وحقدهم وحسدهم بعد ما ظنوا أن هذه الحملات المشبوهة ربما تخلخل عقائد المسلمين أو تبعدهم عن الالتزام بدينهم (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق) 109 من سورة البقرة
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد