المكرمون الأفاضل القائمون على مؤتمر النصرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اعتذار الشركات ليس هو الحسنة التي نرجوها لنقابلها بالحسنة، وإنما التعريف بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في أوروبا وباقي الدول الغير إسلامية.
فلو أن أمانة المؤتمر - وفقها الله - أعدت برنامجاً تعريفياً بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، وبالإسلام، ومن أراد من الشركات أن نوقف مقاطعته فعليه أن يتولى بث هذا البرنامج بين قومه، أما الاعتذار لنا فهذا غير ذي قيمة مطلقاً، لأن الشركات ما جنت علينا، وما قصدنا اعتذارها بداية حتى نرضى به حين نلقاه، وإنما عنينا التعريف بنبينا - صلى الله عليه وسلم -، وأظن أن ما أقترحه يكون أقرب لما نرجوه من المقاطعة والمؤتمر.
- تلاشي المقاطعة سببه عدم توفر البديل، فلم لا يجتمع رؤوس الأموال من الآن، ويولوا وجههم شطر السوادن - مثلاً - كبديل للدينمارك وجيرانها في الثروة الحيوانية، وهو قريب تتغذى مواشيه على الطبيعة، أو أي بلد آخر، أو يفكروا في بديل محلي؟
أما ترك الناس بلا بديل، ومطالبتهم باستمرار المقاطعة فهذا كلام فيه نظر، ونوع من فرض وقف المقاطعة على الناس، والمسئولية تقع على عاتق من يفهم ويوجه الناس لا على عامة الناس، فكان من لوازم المقاطعة حين بدأت أن نبحث عن البديل حتى لا نعود، أو نعود بشروطنا، فمن لم يبحث عن توفير البديل هو الذي أجهض المقاطعة في كل مرة، ومن أغمض عينيه شريكه، ومن يبحث عن الربح من التجارº فما ضره أن يكون بالجنية السوداني، أم بالكرونه الدنماركية، أليس كذلك؟!
تقول - حفظكم الله - وبهذا يكون المسلمين حققوا هدفاً رئيساً سعوا إليه، لم يقل أحد منذ بدأت الانتفاضة أن هدفه أو أحد أهدافه هو اعتذار الشركات، بل سبق ورُفض، وبيان علماء المدينة - وهو منشور في أكثر من موقع -، وأظن أن فتح الباب لاعتذار الشركات هو إهدار للفرصة السانحة للتعريف بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في الدنمارك وخارج الدنمارك، وتدبر قولي.
ثم قضية سبّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أعمق وأبعد مما حدث في الدنمارك، هي منهج المنصرين اليوم، وقد كتبتُ عن ذلك مرات، وراسلت غير واحد من علماء المسلمين، وهاتفتُ بعضهم - ممن دعي للمؤتمر - قبل المؤتمر، وأخبرته بما عندي، وأثنى عليه، ولم يلتفت إليه، والمؤتمرون - شيوخنا وإخواننا حفظهم الله - لا أدري بقصد أم بدون قصد تعاملوا مع مشكلة الدنمارك وحدها، ولم يلتفتوا إلى عمق المشكلة، وكأنهم يريدون أن ينتهوا من الأمر بأي حال، وتعود الأمور لسابق عهدها، فوددنا لو أن أمانة المؤتمر - حفظها الله وأرشدها - التفت إلى هذا البعد الخطير.
وأنا هنا لا أطالب بتصعيد جماهيري، ولا حماسة في الطرح تستفز ( الآخر ) - وإن كنت لا أحرص على رضاه، وإنما دعوته وبيان الحق له -، وإنما أطالب بطرح علمي هادئ رزين يخاطب عامة الناس من المستهدفين بالتنصير هنا وهناك، يُعِّرفهم بالنبي - صلى الله عليه وسلم - خصوصاً، وبالإسلام عموماً، نحن نُعرِّف من هنا، والشركات الجذوع التي لم تتجلد للمقاطعة تُعَرِّف مَن هناك.
وددنا لو أن لجاناً تشكلت لدراسة أمر المقاطعة، ومن كان الفاعل فيه، للخروج بدراسة جريئة وواعية من أجل تكوين آلية لفرض المقاطعة لاحقاً على من نريد، ويستفيد من هذا الأمر الحكومات أيضاً، فيمكنها أن تستعمل المقاطعة ( الشعبية ) من وراء حجاب، إذ أننا الآن - نحن المسلمين - نستطيع أن نفرض حظراً على كثير من الدول من هنا بلا سلاح ولا عتاد بالمقاطعة، ولم يحدث شيئاً من هذا، بل مَرَّ الأمر، ولم نسمع شيئاً مع أن عقول أمتنا الرشيدة هي التي أئتمرت.
شيخي الفاضل حفظكم الله ورعاكم!:
وقف المقاطعة مقابل اعتذار الشركات، وصرف الجماهير دون تعريفهم بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، وعدم الالتفات إلى صلب القضية وعلاجها - وهي التعريف بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، ورد كيد المنصرين - أخزاهم الله - عنه في بلادنا وبلادهمº يجعلنا نقول: أن المؤتمر لم ينجح أبداً في الاستفادة من القضية إلا قليلاً لا يذكر.
ولا يفهم من الكلام أنه تعد على شيوخنا - حفظهم الله -، ولكن هو من باب النصح لله ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم فالدين النصيحة.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد