مات النبي صلى الله عليه وسلم بالسم


بسم الله الرحمن الرحيم

الرد على الشبهة:

حين تصاب القلوب بالعمى بسبب ما يغشاها من الحقد والكراهية يدفعها حقدها إلى تشويه الخصم بما يعيب، وبما لا يعيب، واتهامه بما لا يصلح أن يكون تهمة، حتى إنك لترى من يعيب إنساناً مثلاً بأن عينيه واسعتان أو أنه أبيض اللون طويل القامة، أو مثلاً قد أصيب بالحمى ومات بها، أو أن فلاناً من الناس قد ضربه وأسال دمهº فهذا كأن أو أن تعيب الورد بأن لونه أحمر مثلاًº وغير ذلك مما يستهجنه العقلاء ويرفضونه ويرونه إفلاسًا وعجزًا.

إن محمداً - صلى الله عليه وسلم - قدمت له امرأة من نساء اليهود شاة مسمومة فأكل منها فمات - صلى الله عليه وسلم -.

وينقلون عن تفسير البيضاوى:

أنه لما فتحت خيبر واطمأن الناس سألت زينب بنت الحارث - وهى امرأة سلام بن مشكم (اليهودي) - عن أي الشاة أحب إلى محمد - صلى الله عليه وسلم -؟ فقيل لها: إنه يحب الذراع لأنه أبعدها عن الأذى فعمدت إلى عنزة لها فذبحتها ثم عمدت إلى سمّ لا يلبث أن يقتل لساعته فسمَّت به الشاة، وذهبت بها جارية لها إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقالت له: يا محمد هذه هدية أهديها إليك.

وتناول الرسول - صلى الله عليه وسلم -  الذراع فنهش منها..فقال - صلى الله عليه وسلم -: ارفعوا أيديكم فإن هذه الذراع والكتف تخبرني بأنها مسمومة º ثم سار إلى اليهودية فسألها لم فعلت ذلك؟ قالت: نلت من قومي ما نلت … وكان ذلك بعد فتح " خيبر " أحد أكبر حصون اليهود في المدينة وأنه - صلى الله عليه وسلم - قد عفا عنها.

 

ثم يفصحون عن تفسير البيضاوى:

أنه - صلى الله عليه وسلم - لما اقترب موته قال لعائشة ـ رضى الله عنها ـ يا عائشة هذا أوان انقطاع أبهري (1).

فليس في موته - صلى الله عليه وسلم - بعد سنوات متأثرًا بذلك السٌّم إلا أن جمع الله له بين الحسنيين، أنه لم يسلط عليه من يقتله مباشرة وعصمه من الناس وأيضًا كتب له النجاة من كيد الكائدين وكذلك كتب له الشهادة ليكتب مع الشهداء عند ربهم وما أعظم أجر الشهيد.

وأيضًا.. لا شك أن عدم موته بالسم فور أكله للشاة المسمومة وحياته بعد ذلك سنوات يُعد معجزة من معجزاته، وعَلَمًا من أعلام نبوته يبرهن على صدقه، وعلى أنه رسول من عند الله حقًا ويقينًا.

وقد اقتضت حكمة الله - تعالى- أن يموت في الأجل الذي أجله له رغم تأثره بالسم من لحظة أكله للشاة المسمومة حتى موته بعد ذلك بسنوات.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply