بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، قال الله تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ) ( ال عمران : 158 ) وقال رسول الله (أكثروا ذكر هادم اللذات) ( اخرجه ابن ماجة و الترمذي ) ـ يعني الموت ـ قال العلماء: الموت هو انقطاع تعلق الروح بالبدن ومفارقته وحيلوله بينهما، وتبدل حال وانتقال من دار إلى دار، وهو من أعظم المصائب وقد سماه الله تعالى مصيبه، في قوله : (فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ) ( المائدة : 106 ) فالموت هو المصيبة العظمى والرزية الكبرى: وأعظم منه الغفلة عنه، والأعراض عن ذكره وقلة التفكر فيه، وترك العمل له، وأن فيه وحده لعبرة لمن اعتبر وفكرة لمن تفكر. كفى بالموت مقرحاً للقلوب، ومبكياً للعيون، ومفرقاً للجماعات، وهادماً للذات، وقاطعاً للأمنيات. فهل تفكرت يا بن آدم في يوم مصرعك، وانتقالك من موضعك، وإذا نقلت من سعة إلى ضيق وفارقت الأهل والصديق.
في ظلمة القبر لا أم هناك ولا أب شفيقٌ ولا أخٌ يؤنسني
قال رسول الله (ما رأيت منظراً قط إلا والقبر أفظع منه) ( اسناده صحيح رواه احمد في مسنده )
أخي الحبيب: القبر أول منازل الآخرة فإما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار.
فمن عاش ألفاً وألفين فلابد من يوم يسير إلى القبر
إنك أيها الإنسان لا تدري أي ساعة وفي أي أرض تموت وفي الحديث الصحيح (ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلة أو ليلتين إلا ووصيته عند رأسه) وفي الأثر: (إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح. وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء) يعني لا تمدد الأمل وتؤخر العمل إلى أجل لا تدري أتدركه أم لا. فاتقوا الله عباد الله وبادروا بالأعمال الصاحلة قبل فواتها. فإنكم ترون فعل الموت بإخوانكم وجيرانكم قبل سابق إنذار، وسيلحقكم بهم عن قريب في ليل أو نهار أيها الشاب لا تغتر بشبابك فكم أخذ الموت من أترابك. أيها القوي لا تغتر بصحتك فكم أخذ الموت من هو أقوى منك، عباد الله: تأهبوا للموت الذي ما طلب أحداً فأعجزه، ولا تحصن منه متحصن إلا أخرجه وأبرزه، أي عيش صفا وما كدره، أي غصن علا وما كسره، وأي بناء أشيد وما دمره أما أخذ الآباء والأجداد، أما ملأ القبور والألحاد، أما رمل النساء وأيتم الأولاد ( الخطب المنبرية للشيخ صالح الفوزان (
فلا تغرنك الدنيا وزينتها وانظر إلى فعلها في الأهل والوطن
وانظر إلى من حوى الدنيا بأجمعها هل راح منها بغير الحنط والكفن
خذ القناعة من دنياك وارض بها لو لم يكن لك فيها إلا راحة البدن
يا زارع الخير تحصد بعده ثمراً يا زارع الشر موقوف على الوهن
يا نفس كفي عن العصيان واكتسبي فعلاً جميلاً لعل الله يرحمني
وصلى الله على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد