حِـــوار بين الرسول وعَــكَّـاف بن وَدَاعة الهِلالي


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فقد سألني أحدُ الإخوة عن قصةِ عكاف بن وداعة الهلالي ، وهل هي ثابتةٌ ؟
وبعد البحث في إسنادها خرجتُ بهذا البحثِ المتواضعِ ، والذي أسأل الله أن ينفع به .
روى عبد الرزاق في المصنف (6/171 – 172 ح 10387) فقال :
‏‏حَدَّثَنَا ‏‏مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ ،‏ ‏عَنْ ‏‏مَكْحُولٍ ،‏ ‏عَنْ ‏‏رَجُلٍ ‏، ‏عَنْ ‏‏أَبِي ذَرٍّ ‏‏قَالَ :‏ ‏دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ ‏: ‏عَكَّافُ بْنُ بِشْرٍ التَّمِيمِيُّ ‏، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏:‏ يَا ‏ ‏عَكَّافُ ، ‏هَلْ لَكَ مِنْ زَوْجَةٍ ؟ قَالَ : لَا . قَالَ : وَلَا ‏‏جَارِيَةٍ ‏؟ ‏قَالَ : وَلَا ‏ ‏جَارِيَةَ .‏ ‏قَالَ : وَأَنْتَ ‏ ‏مُوسِرٌ ‏‏بِخَيْرٍ ؟ قَالَ : وَأَنَا ‏‏مُوسِرٌ ‏‏بِخَيْرٍ . قَالَ : أَنْتَ إِذًا مِنْ إِخْوَانِ الشَّيَاطِينِ ، وَلَوْ كُنْتَ فِي ‏ ‏النَّصَارَى ‏ ‏كُنْتَ مِنْ رُهْبَانِهِمْ ‏، ‏إِنَّ سُنَّتَنَا النِّكَاحُ ، شِرَارُكُمْ عُزَّابُكُمْ ، وَأَرَاذِلُ مَوْتَاكُمْ عُزَّابُكُمْ ، أَبِالشَّيْطَانِ ‏ ‏تَمَرَّسُونَ !‏ ‏مَا لِلشَّيْطَانِ مِنْ سِلَاحٍ أَبْلَغُ فِي الصَّالِحِينَ مِنْ النِّسَاءِ إِلَّا الْمُتَزَوِّجُونَ ، أُولَئِكَ الْمُطَهَّرُونَ الْمُبَرَّءُونَ مِنْ ‏‏الْخَنَا ،‏ ‏وَيْحَكَ ‏يَا ‏‏عَكَّافُ ‏إِنَّهُنَّ صَوَاحِبُ ‏‏أَيُّوبَ ‏، ‏وَدَاوُدَ ،‏ ‏وَيُوسُفَ ‏، ‏وَكُرْسُفَ .

‏ ‏فَقَالَ لَهُ ‏‏بِشْرُ بْنُ عَطِيَّةَ ‏: ‏وَمَنْ ‏ ‏كُرْسُفُ ‏‏يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : رَجُلٌ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ بِسَاحِلٍ مِنْ سَوَاحِلِ الْبَحْرِ ثَلَاثَ مِائَةِ عَامٍ ، يَصُومُ النَّهَارَ ، وَيَقُومُ اللَّيْلَ ، ثُمَّ إِنَّهُ كَفَرَ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ فِي سَبَبِ امْرَأَةٍ عَشِقَهَا ، وَتَرَكَ مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنْ عِبَادَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، ثُمَّ اسْتَدْرَكَهُ اللَّهُ بِبَعْضِ مَا كَانَ مِنْهُ فَتَابَ عَلَيْهِ ، وَيْحَكَ يَا ‏ ‏عَكَّافُ ، تَزَوَّجْ وَإِلَّا فَأَنْتَ مِنْ ‏الْمُذَبْذَبِينَ ‏. ‏قَالَ : زَوِّجْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : قَدْ زَوَّجْتُكَ ‏ ‏كَرِيمَةَ بِنْتَ كُلْثُومٍ الْحِمْيَرِيِّ.
وأخرجه أحمد في المسند (5/163) عن عبد الرزاق به .
وفي سنده رجل مبهم .

وللحديث طرق أخرى أوردها الحافظ ابن حجر في الإصابة (4/537) ، قال بعد أن أوردها :
والطرق المذكورة كلها لا تخلو من ضعف واضطرابٍ .
وقال الحافظ أيضا في تعجيل المنفعة (2/21) : ولا يخلو طريق من طرقه من ضعف .
وقد حكم الشيخ شعيب الأرنؤوط على طرق الحديث بالضعف في تخريجه لمسند الإمام أحمد (35/355 – 356) .

فهذا ملخص حكم أهل العلم على الحديث .
والله اعلم

وصلى الله على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين .

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply