بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الخطبة الأولى:
الحمدُ لِلَّهِ ربِّ العالَمِينَ، الذي أَحاطَ بِكُلِّ شيءٍ عِلْماً ووَسِعَ كلَّ شيءٍ حِفْظاً وأَحاطَ بِكُلِّ شيءٍ سُلْطانُهُ ووَسِعَتْ كلَّ شيءٍ رحمتُهُ ﴿وَلاَ تُفْسِدُواْ فِى ٱلأرْضِ بَعْدَ إِصْلَـاٰحِهَا وَٱدْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ مّنَ ٱلْمُحْسِنِينَ﴾ الأعراف: 56 . اللَّهُمَّ لكَ الحمدُ على حِلْمِكَ بَعْدَ عِلْمِكَ، ولكَ الحمدُ على عَفْوِكَ بَعْدَ قدرتِكَ اللَّهُمَّ لكَ الحمدُ كلُّهُ، وإليكَ يُرْجَعُ الأمرُ كلُّهُ عَلانِيَتُهُ وسِرُّهُ أَوَّلُهُ وآخِرُهُ.. وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، العزيزُ الغفّارُ، الذي لا يَزُولُ عِزُّهُ ولا يَصْغُرُ شأنُهُ ولا يُقْهَرُ برهانُهُ ولا يَؤُدُهُ شيءٌ مِنْ خَلْقِهِ وأشهدُ أنَّ سيدَنا محمداً عبدُهُ ورسولُهُ، أَفْضَلُ خَلْقِ اللهِ، أَكْمَلُ رُسُلِ اللهِ خاتَمُ النَّبِيِّينَ وإمامُ المرسَلينَ... اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّمْ وبارِكْ عليهِ وعلى آلِهِ وأصحابِه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدّين.
أمّا بعد فيا أيّها المؤمنون الكرام، يقول الحقّ تبارك وتعالى ﴿ظَهَرَ ٱلْفَسَادُ فِى ٱلْبَرّ وَٱلْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِى ٱلنَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ ٱلَّذِى عَمِلُواْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ الروم:41 والفساد في الأرض شامل لأنواع الفساد كلّه، سواء كان هذا الفساد في المعتقد أو في الأخلاق أو السلوك، أو في المعاملات، في كل شؤون الحياة ويكون الفساد في الأرض أيضاً بأنواع المعاصي والمخالفات لشرع الله، بارتكاب نواهيه، وتعطيل أوامره.
قال مجاهد - رحمه الله - في تفسير المفسدين في الأرض كما ورد في تفسير الطبري (الزنا والسرقة وقتل الناس وإهلاك الحرث والنسل) وقال الطبري "وأما قوله ويسعون في الأرض فسادا فإنه يعني يعملون في أرض الله بالمعاصي من إخافة سبل عباده المؤمنين به، أو سبل ذمتهم، وقطع طرقهم وأخذ أموالهم ظلما وعدوانا، والتوثب على حرمهم فجورا وفسوقا"
عندما سأل النجاشي الصحابي جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه: ما هذا الدين الذي قد فارقتم به قومكم؟ أجابه: " أَيُّهَا الْمَلِكُ، كُنَّا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ، نَعْبُدُ الْأَصْنَامَ، وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ، وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ، وَنَقْطَعُ الْأَرْحَامَ، ونسيء الْجِوَارَ، يَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ، فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ، حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْنَا رَسُولًا مِنَّا ... أَمَرَ بِصِدْقِ الْحَدِيثِ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ،وَصِلَةِ الرَّحِمِ،وَحُسْنِ الْجِوَارِ، وَالْكَفِّ عَنْ الْمَحَارِمِ وَالدِّمَاء، ونهانا عن الفواحشِ، وقولِ الزور، وأكلِ مال اليتيم، وقذفِ المحصنات..."
الجاهلية كانت مستنقع الفساد والسوء والشرور ومختلف أنواع المعاصي والفجور، الجاهلية لا قيمة فيها للأرحام وللأجوار، الجاهلية انتهكت فيها الأعراض ولا وزن فيها للفقراء وللضعفاء الكبار منهم والصغار...لهذا كلّه كانت جاهلية، لهذا كلّه كانت حياة الإنسان فيها هامشية ...لكن ماذا نسمي وضعا نرى فيه اليوم أكثر ممّا كان في الجاهلية؟ اليوم هناك عبدة الشيطان، هناك إباحية ومجاهرة بالمعاصي والمنكرات.. هناك إساءة لأرحام وليس مجرّد قطعها وهناك تشهير وهتك للجار وتنكيل بالضعيف... وفوق كلّ ذلك لا حرج من حماية الأمّهات العازبات، ولا حرج أيضا من إفساح المجال أمام الصدور العاريات، وتشجيع كلّ أشكال التعبير المنافية للقيم وللعادات باسم الحقوق وتحت عنوان الحريات..أمّا المنقّبات فإنهنّ خطر على المجتمعات والمحجّبات لا يؤمنّ بالحداثة ومتخلّفات، ثمّ لماذا تدفعون بالأطفال نحو الكتاتيب لحفظ القرآن، إنّه انتهاك للحقوق وتضييق على الحريات... ألم نفهم بعد ذلك أنّنا نواجه أشدّ أشكال الخراب المحدقة بكلّ فرد منّا بعد النجاح في تخريب بنية المجتمع ووحدته؟ ألم ندرك بعد بأنّنا انزلقنا في مستنقع خبيث لا يقارن حتى بما كان يحدث في الجاهلية؟ وإلاّ كيف نفسّر ما وصل إليه حالنا في كلّ البلاد الإسلامية؟ لماذا هذا الذي يحدث لا يحدث إلاّ عند المسلمين؟ هل كلّ ذلك هو ثمن النضال من أجل الحداثة والتقدّم؟ وما هو غنمنا مّما يسمّونه مكاسب وانتصارات الحداثة؟ إطلاق العنان للشهوات والنزوات عبر استدراج المراهقين ودفعهم نحو الإباحية واختراق كلّ الضوابط والتشريع الديني، فيا له من تحرّر، ويا له من تقدّم فتح الباب على مصراعيه لخدش الحياء وانتشار الموبقات والمعاصي والزنا... اغتيال الشرف وانتهاك الأعراض حتى أنّ الصغار الأبرياء لم يسلموا من الإعتداء... والله إنّ الكلمات لتصطرخ لهول ما تقوله عن فتاة الثلاث سنوات وبنتين دون الإثنتي عشر، وطفلين لم أكبرهما التاسعة من عمره..وغيرهم ... إنّ العبارات تتفجّع لفظاعة ما تصفه عن اغتصاب القاصرات البريئات الوديعات واغتصاب المحصّنات... ولا تسل بعد ذلك عن أسرٍ كانت هانئة فمُزّق هناؤها تمزيقا وانتهك استقرارها انتهاكا... صغار لا ذنب لهم سوى كونهم صغار، لا ذنب لهم سوى أنّهم يحملون البراءة ولا حيلة لهم أمام مكر الكبار وخداع الأشرار...
أيّها المؤمنون الكرام، هل انتبهتم إلى ما قاله الصحابي جعفر ابن أبي طالب للنجاشي: "فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ، حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْنَا رَسُولًا مِنَّا... أَمَرَ بِصِدْقِ الْحَدِيثِ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ،وَصِلَةِ الرَّحِمِ،وَحُسْنِ الْجِوَارِ، وَالْكَفِّ عَنْ الْمَحَارِمِ وَالدِّمَاء، ونهانا عن الفواحشِ، وقولِ الزور، وأكلِ مال اليتيم، وقذفِ المحصنات..."، الشريعة الإسلامية غيّرت حياة العرب من الجاهلية إلى المدنية وإلى إنسانية راقية محبّة متسامحة متعاونة ومتواصلة، فماذا فعلت لنا الشرائع الوضعية؟ ماذا جنينا عندما تخلّينا عن ضوابطنا الشرعية وعن تربيتنا الإسلامية وعن قيمنا الدينية؟
هل نجحت التشريعات الأرضية لتنظيم الشأن الإنساني ولمنع الفساد الأخلاقي وانتشار أبشع الآفات من مخدرات وزنا وارتكاب الفواحش وقطع الطرق وإرهاب الناس؟ ألا تترك التشريعات الأرضية للإنسان إمكانية التحايل عليها؟ ألا يقوم الإنسان بتطويعها لأهوائه ولشهواته؟ ألا ندرك بعد أنّ إصلاح حالنا واستقامة شأننا كلّه يتوقّف على الثقة في ديننا واتّباع سنّة نبيّنا وأسوتنا صلى الله عليه وسلّم؟ فإذا كان يقيننا مبتي فعلا على أنّ الإسلام يربّي الإنسان على أنّ الله معه حيثما كان، يعلّمه أنّ الله يعلم السرّ وما يخفى وأنّ مصيره إليه وأنّه سيحاسب على أعماله كلّها، فهل تُراه بعد ذلك بمثل هذا الفجور الذي انتشر اليوم؟ هل كان سيجاهر بالمعاصي على النحو الذي يحدث اليوم؟ هل كان سيتجرّأ على انتهاك الحرمات واقتراف أبشع الآفات باسم الحريات ؟ لو تربى في أسرته وتعلّم في مدرسته وتبيّن أنّ في مجتمعه يقين بأنّ الله عليم بأفعال بالعباد، ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾[(14)سورة الفجر]﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾ النساء1﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ الحديد4﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾ الأنفال:24هل كان وضع مجتمعنا على ما نراه اليوم أم هو وضع آخر لا يقارن بما نعيشه هذه الأيام؟ أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم من كلّ ذنب فاستغفروه إنّه هو الغفور
الرّحيم ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم.
الخطبة الثانية:
إن الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أبان طريق الهدى والسداد ، وقمع أهل الزيغ والفساد. صلواتك اللهم وسلامك عليه، وعلى آله النجوم النيرة، وأصحابه العصبة الطاهرة، وأتباعه الكتيبة الظاهرة؛ أولئك حزب الله. ألا إن حزب الله هم الغالبون، ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدً﴾ [الكهف:110].
﴿َيا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُن إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُون﴾آل عمران:102.﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبا﴾[النساء:1].﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً﴾الأحزاب:70-71
أمّا بعد فيا أيّها المؤمنون الكرام، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُنَّ أَنَّهَا قَالَتْ:" اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ النَّوْمِ مُحْمَرًّا وَجْهُهُ يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدْ اقْتَرَبَ فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ -وَعَقَدَ سُفْيَانُ تِسْعِينَ أَوْ مِائَةً-. قِيلَ:"أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ" قَالَ: "نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ"
أيّها المؤمنون الكرام، للمجتمع دورٌ كبير في الإصلاح، دور متى تخلى عنه استحق الهلاك بجريرة السفهاء فيه؛ لأن المجتمع عندئذٍ شريك أصيل في جريمة حيث لم يعمل شيئًا للحيلولة دون وقوعها، ولا بد للمجتمع أن يعمل بما يتاح له من وسائل حتى ينفي خبثه؛ لأنه سيهلك إذا كثر الخبث.، ليس دور الدولة ولا دور الحكومة ولا دور المعارضة إنّه دور المجتمع بأسره، فنحن مسؤولين عمّا حدث وعمّا يحدث، نحن من كنّا وراء ما يحدث بلامبالاتنا وعدم اهتمامنا وبتفريطنا في ما ينبغي لنا إزاء شبابنا وإزاء أطفالنا وإزاء بناتنا، نحن مسؤولين بقبولنا التخلي عن دورنا الاجتماعي وقبل ذلك عن دورنا في الأسرة: كم من أب يوجد هنا يقوم بإحاطة أبنائه وترشيدهم والاقتراب منهم؟ كم من مرب هنا يمارس عملية التربية في المدرسة والمعهد ودور الرعاية؟ كم من رجل فاضل يقبل بتحمّل أخطار أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر؟ قال رسول الله: "إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل كان الرجل يلقى الرجل فيقول: يا هذا، اتق الله ودع ما تصنع؛ فإنه لا يحل لك. ثم يلقاه من الغد فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض"، ثم قرأ: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ ، كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ﴾المائدة: 78-81
أيّها المؤمنون الكرام، صلوا على نبي الرحمة نبيكِم محمدٍ رسولِ الله، فقد أمركم بذلك ربكُم فقال عز من قائل: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ [الأحزاب:56]
اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأزواجه أمهات المؤمنين، وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين، وعن الصحابة أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، فإنك تقضي بالحق ولا يُقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت تباركت ربنا وتعاليت، لك الحمد على ما قضيت، نستغفرك ونتوب إليك اللهم هب لنا عملاً صالحاً يقربنا إليك.
اللهم أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا، آثرنا ولا تؤثر علينا أرضنا وارض عنا، اقسم لنا من خشيتك، ما تحول به بيننا وبين معصيتك ومن طاعتك ما تبلغنا بها جنتك، ومن اليقين ما تهون علينا مصائب الدنيا ومتعنا اللهم بأسماعنا، وأبصارنا، وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يخافك ولا يرحمنا، مولانا رب العالمين.
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، ودنيانا التي فيها معاشنا وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير واجعل الموت راحة لنا من كل شر، مولانا رب العالمين. اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك.
عباد الله:﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى، وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ؛ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعونه. سبحان ربك ربِّ العزة عما يصِفون، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد