المرأة العفيفة


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

لا تزال المحاكم الشرعية تستقبل سيلاً جارف من المشاكل الأخلاقية التي تقع في المجتمع! ومن أعظم الأسباب العزوف عن الزواج من الشباب وبقاء الفتيات دون أزواج! فإن كانت الفتاة قليلة الدين ضعيفة الإيمان لربما انجرفت في أمور محرمة من محادثة أو مقابلة، والشيطان حريص علي إيقاعها في الفاحشة! أما الشباب المسكين وقد اكتملت رجولته مع ضعف الوازع الديني فإن أبواب الشر مفتوحة تدعوه إلى الوقوع في الزنا -والعياذ بالله- ومن يرضى لابنه وابنته هذا الأمر العظيم الذي قرنه الله –عز وجل– بالقتل في قوله تعالى: ِوَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (الفرقان: 68).

قال الإمام أحمد: (لا أعلم بعد قتل النفس ذنبًا أعظم من الزنا).

ومن النساء من تسعى إلى إنقاذ نفسها وإحصان فرجها بالزواج: ذكر أحد القضاة في منطقة من المناطق أنه أتته يومًا امرأة وجلست ثم جلس في الكرسي الآخر سوداني بعمامته المشهورة وبسواده المتميز! ثم قالت: أريد الزواج بهذا الرجل! قال القاضي: فاستغربت وسألت: أهو سوداني؟ قالت المرأة: نعم، ثم سألت: وأنت سعودية؟ قالت: نعم، ثم أردفت ولدي إذن بزواجه مني حصلت عليه من الإمارة! قال: وتعجبت بقبول المرأة، وقلت في الأمر شيء، ولعل المرأة تخبرني خاصة مع ما أراه من اختلاف الطبائع وتباعد الديار فأخرجت الرجل السوداني! ولما سألت المرأة أجابت: أنا مطلقة ولي تسع سنوات لم يتقدم لخطبتي أحد، وهذا رجل يرعى إبلنا ومواشينا وأريد أن أحصن نفسي وأعفها! قال:القاضي: فتعجب من حال المرأة وكيف سعت بنفسها في غياب وليها إلى ذلك والمطالبة بالزواج!

وأردف القاضي: إن كانت هذه المرأة قد وفقها الله إلى الطريق الصحيح فكيف حال الفتيات الأخريات ممن لا يملكن حيلة ولا يستطعن سبيلاً! إلى أين يذهبن؟ ولمن يشتكين؟!! وحتى نعلم حجم المصيبة ونذر الواقعة. ذكر صاحب كتاب الخصائص السكانية للمملكة لعام 1419هـ في ص84 أن هناك ما يقرب من مليون وثلاثمائة فتاة لم تتزوج تتراوح أعمارهن بين 15-30 عامًا.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply