بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
إخواني وأخواتي فإنه لا يخفى عليكم عظم شهر رمضان ومقدار فضله فهو مغنم لمن أراد الفوز ونجاة لمن رجا عفو الرحيم الغفار، ويلاحظ أن الأفكار قد طرأ عليها ما يشوبها من أخطاء وعادات قللت لمن داوم عليها من الفوز العظيم بفضائل هذا الشهر الكريم، فتجدها قد خالفت الهدي النبوي الشريف، ونورد أشهر هذه المخالفات للحذر والعمل على تركها
أولاً: أخطاء تتعلق بالصوم
النية: فإن البعض لا يبيت النية للصيام، فإذا علم المرء بثبوت رؤيا شهر رمضان وجب عليه أن يبيت النية للصيام. والنطق بها ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (والتكلم بالنية ليس واجباً بإجماع المسلمين، فعامة المسلمين إنما يصومون بالنية وصومهم صحيح) (الفتاوى:ج25- ص:275).
الغيبة والنميمة: وهما من المنهيات في الصيام وغيره ولكن في الصيام أشد وأحرى ويفصل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم "رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ من صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ" (أخرجه الأمام أحمد - 8843) يقول ابن القيم: فالصوم هو صوم الجوارح عن الآثام وصوم البطن عن الشراب والطعام فكما أن الطعام والشراب يقطعه ويفسده فهكذا الآثام تقطع ثوابه وتفسد ثمرته فتصيره بمنزلة من لم يصم (الوابل الصيب 1/43).
ثانياً: أخطاء تتعلق بصلاة القيام (التراويح)
فنجد البعض لا يصلي القيام في أول ليلة من ليالي رمضان، وهذا خطأ فمن السنَّة أنه يصلى إذا ثبت الهلال فإنها بذلك أصبحت أولى ليالي الشهر الكريم، ونجد من الناس أيضا من يهجر المساجد القريبة منه باغيا مسجداً بعينه إما رغبة في ذات المسجد أو في إمامه، ومن الهدي أن لا يكون ذلك إلا مع المساجد الثلاثة التي نص عليها الحديث؛ لفضها عن سواها من المساجد وهناك أيضا من يهمل في سنّة العشاء ويصلي التراويح؛ وسنَّة العشاء سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم .
ثالثاً: أخطاء تتعلق بالإفطار والسحور
كثير من الناس يستقبلون بعض الشهر الكريم بالمبالغة في شراء الأطعمة والمشروبات بكميات كبيرة دون الاستعداد للفوز بعظيم الثواب في هذا الشهر الكريم، ومن العجب تأخير الإفطار وتعجيل السحور، وهو ما يقع من بعض الصائمين، وهذا فيه تفريط في أجر كثير، لأن السنَّة في ذلك أن يعجل إفطاره ويؤخر سحوره ليظفر بالأجر المترتب على ذلك لاقتدائه بالنبي صلى الله عيه وسلم، وهناك خطأ عظيماً يقع فيه كثير من الناس وذلك بترك الشارب أو الآكل في نهار رمضان ناسياً يأكل ويشرب حتى يفرغ من حاجته.
قال الشيخ ابن باز: (من رأى مسلماً يشرب في نهار رمضان، أو يأكل، أو يتعاطى شيئاً من المفطرات الأخرى، وجب الإنكار عليه؛ لأن إظهار ذلك في نهار الصوم منكر ولو كان صاحبه معذوراً في نفس الأمر، حتى لا يجترئ الناس على إظهار محارم الله من المفطرات في نهار الصيام بدعوى النسيان). (مجلة الدعوة:1186).
أدعوا الله أن يتقبل من أمة محمد صلى الله عليه وسلم في مشارق الأرض ومغاربها الصيام والقيام وأن يحفظها من جميع الشرور والآثام، إنه ولي ذلك والقادر عليه،
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد