استثمار عجوة المدينة المنورة


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

استثمار عجوة المدينة المنورة من أهم تمور المدينة المنورة تمر العجوة الذي وردت أحاديث صحيحة في فضله منها: «من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر»(البخاري برقم 5445 ومسلم 2047) ومنها: «إن في عجوة العالية شفاء أو أنها ترياق أول البكرة»(مسلم برقم 2048) والعالية: منطقة منفصلة عن المدينة في جنوبها واتصلت بها الآن وصارت حيًا منها، وكانت فيها قرية تسمى العوالي وقد غلب الاسم عليها الآن وحل مكان اسم العالية، الترياق: ما يستعمل لدفع السم من الأدوية، ومن أفضل ما قرأت في فضل العجوة ما قاله الإمام النووي في شرح صحيح مسلم (14/246) «وفي هذه الأحاديث فضيلة تمر المدينة وعجوتها، وفضيلة التصبح بسبع تمرات منه، وتخصيص عجوة المدينة دون غيرها، وعدد السبع من الأمور التي علمها الشارع، ولا نعلم نحن حكمتها، فيجب الإيمان بها واعتقاد فضلها والحكمة فيها، وهذا كأعداد الصلوات ونُصُب الزكاة وغيرها، فهذا هو الصواب في هذا الحديث».

أورد تلك النصوص تأييدًا لما غرد به بعض الفضلاء في تويتر «من أهمية إعادة أحياء عالية المدينة وجعلها محمية لزراعة عجوة المدينة، واستثمار هذه الثروة النادرة والإفادة منها اقتصاديًا»، وضرورة معالجة «ما أدى إليه التمدد العمراني في المدينة المنورة من زوال بساتين عالية المدينة، وتناقص مزارعها المنتجة للعجوة»، وضرورة تدارك ما لم يزل من مزارعها واسترجاع ما حوّل إلى عمارات أسمنتية ممكن أن تبنى في الأماكن غير الزراعية، وما أكثرها، أما هذه البقعة النادرة زراعيًا، والفاضلة دينيًا فيجب أن تستثمر اقتصاديًا، وهي مورد اقتصادي مهم فسعر الكيل من تمر العجوة مئة ريال وأقله خمسون ريالًا، فإذا أُنتج منه آلاف الأطنان فإنه مورد اقتصادي كبير، وبخاصة إذا اعتني بزراعته وإنتاجه وتغليفه وتسويقه، وبخاصة خارج المملكة، وإذا أضيفت إلى مزارع العوالي مزارع قباء الواقعة شرق مسجد قباء وغربه وشماله وجنوبه فإن الإنتاج سيتضاعف، ولا أدري كيف نبحث عن مورد اقتصادي غير بترولي ولدينا هذا المورد المهم الذي يهدر ولم يستثمر بالرغم من الحاجة إليه، وقد حافظت عليه الأجيال حتى انتشر داء بيع الأراضي وهو كسب مؤقت ولأفراد محدودين أمام مورد مالي للأجيال، كيف والمسلمون في العالم الإسلامي يفرحون بتهادي هذه التمور منذ القدم، فكيف إذا وصلتهم في بلدانهم مسوقة في أفضل ما يكون التسويق، وقديمًا قال الشاعر:

أفضــل ما تهـديه أمــثالنا

من طيبة مدفن خير الأنام

بعض تميرات إذا أمكـنت

تبــركًا، ثم الدعـا والسلام

فإلى وزارة المالية أهدي هذه الفكرة وهي لا تقل عن نزع الملكيات لإصلاح الأحياء العشوائية بل هي أهم منها.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply