بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
زوجي الحبيب:
على الرغم من أني أحب ما تتمتع به من حس بالفكاهة، وسرعة في البديهة، وأرتاح لإضفائك جو المرح والسرور في البيت، فإني لا أرتاح لمبالغتك في ذلك، وخاصة حين نكون بين أهلك، أو بين أهلي، فإني أرى هذا يفقدك كثيراً من الجد في النظر إلى الأمور ومعالجتها .
وأرجو أن لا تنخدع بما تثيره من ضحكات لدى مَنْ يستمعون إليك، فإنهم، أو كثيراً منهم، ينظرون إليك نظرة لا أريد أن ينظرها إليك الآخرون .
حتى أولادك الذين تنجح في رسم البسمات على وجوههم، بل في جعلهم يضحكون فرحين أحياناً، يقل مع الأيام احترامهم لك، وتنقص فيهم مهابتك .
لعلك تقول لي: احمدي الله على ذلك، ألست خيراً من فلان الذي لا تراه زوجته إلا مقطب الجبين، ولا يكلم أبناءه إلا وهو عابس في وجوههم؟! أو مثل فلان الذي يجلس أصم أبكم، لا يتكلم ولا يبتسم وكأنه أبو الهول!؟
زوجي الحبيب :
لا أريدك مثل هذين ، ولا أريدك مثل ما أنت عليه ، فلكل مقام مقال ، فالجد حين يكون الحال مقتضياً الجد ، والمرح حين يكون الحال يقتضي المرح والدعابة ، هو ما أريده فيك .
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة ؛ فقد كان يمزح ولا يقول إلا حقاً، ويداعب الأطفال، ويلاطف نساءه، لكن دون أن يكون حاله هكذا دائماً .
عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال ( كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يضحك إلا تبسماً) أحمد والحاكم والترمذي .
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال ( كان صلى الله عليه وسلم يكثر الذكـر ويـقل اللغـو، ويطيل الصلاة …) أخرجه الحاكم، وأخرجه النسائي والحاكم عن ابن أبي أوفى .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم (لا تكثر الضحك، فإن كثرة الضحك تميت القلب)رواه ابن ماجة .
هكذا كان صلى الله عليه وسلم، وهكذا أريدك أن تتأسى به صلى الله عليه وسلم فلا تجعل حديثك كله مزاحاً ولغواً .
وفقك الله إلى كل خير، وسددك وأعانك .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد