الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
يحتاجه الدعاة والمعلمون والمعلمات والآباء والأمهات وفيه اتباع للرحمة المهداة عليه أفضل الصلاة والسلام.
إنه الحب والتعبير عنه والبدء به قبل النصح والتوجيه، وقبل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
حين يسمع من ندعوه –أو ننصحه- قولنا له: إني أحبك، فإن قلبه ينفتح لنا، وعقله يستقبل نصحنا.
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال، أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي ثم قال: (يامعاذ! والله إني لأحبك، أوصيك يا معاذ لا تدَعَنَّ في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)صحيح الجامع.
ليتنا نبدأ نصحنا بهذا التعبير الجميل المريح، الذي يدخل السرور إلى قلب من ندعو أو ننصحه، (إني أحبك)، وليتنا نسبقه بالقسم كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال لمعاذ (والله إني لأحبك).
بل إنه صلى الله عليه وسلم زاده تأكيداً بإضافة حرف اللام إلى جواب القسم فقال (لأحبك).
وتأملو في لمسة النبي صلى الله عليه وسلم الحانية حين أخذ بيد معاذ رضي الله عنه، ففي هذا من الحنو واللطف والمودة مافيه، إذ يزيد المدعو أو المنصوح اطمئناناً وارتياحاً ورضى.
ولا يفوتنا أنه صلى الله عليه وسلم خاطب معاذاً باسمه مرتين (يامعاذ! والله إني لأحبك)، (أوصيك يا معاذ)، وفي هذا أيضا رفق ولطف وحنو، نوصي أن يحرص عليه الداعية والمربي والأب والأم، أن يخاطبوا من يدعونه أو ينصحونه باسمه، فهذا أقوى في لفت انتباهه، وأدعى لقبوله ماندعو إليه ونوصيه به.
ويجدر بالمدعو أو المنصوح أن يرد بالتعبير عن الحب أيضا تجاه من ينصحه أو يدعوه، كما فعل معاذ رضي الله عنه فقد أجاب النبي صلى الله عليه وسلم بقوله (وأنا والله أحبك) كما في رواية البخاري في الأدب المفرد.
حتى إن كان من ندعوهم جماعة فيحسن أيضا أن نعبر عن حبنا لهم، فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم نساء الأنصار وصبيانهم مقبلين من عرس فقام صلى الله عليه وسلم وقال: (اللهم أنتم أحب الناس إلي) قالها ثلاث مرات، صحيح بخاري.
وإذا كنت أدعو إلى بدء الدعوة والنصيحة بهذا التعبير عن الحب بين الناس عامة، فإني أحث عليه أكثر بين الزوجين خاصة، وبينهما وبين أولادهما أيضا، بدلا من ذلك الذي نشهده من صراخ وشتم لا يليق بمن جعل الله بينهما مودة ورحمة.
كم هو جكيل أن يبدأ الرجل خطابه لزوجته بـ (ياحبيبتي) والمرأة لزوجها (ياحبيبي) أو كما فعل صلى الله عليه وسلم (والله إني لأحبك) يخاطب بها كل من الزوجين صاحبه حين يريد أن ينصحه أو يعاتبه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد