بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
نبدأ موضوعنا بما قاله أمير الشعراء أحمد شوقي (والناس في أوهامهم سجناء)
الوهم قد يصبح مرضاً نفسياً يفتك بصاحبه ومن يعايشه حيث يدور الإنسان في حلقات مفرغة لانهاية لها
من أصيب بداء الوهم يعمل على تضخيم الوقائع والأحداث العابرة إلى أبعاد ونتائج مفزعة
بعض الأزواج وبعض الزوجات يعانون من داء الوهم حيث تسبب ذلك في تفكيك أسر كانت تعيش بهناء وصفاء
البعض من الأزواج والزوجات يفسرون الأحداث التي تقع من شريك الحياة تفسيراً خاطئاً حسب توهماته
تمدح الزوجة أحد إخوانها فيفسره الزوج على أن قصدها الحط من قدره كزوج ( ع أن السالفة بعيدة كل البعد عن هذا)
الزوج قدم من مناسبة عند أخته وبكل براءة قال طبخ أختي لذيذ جداً فقالت وش تقصد يعني أنا ماأعرف أطبخ (مع أنها نادراً ماتطبخ).
ترى (العقل كالحقل) كما يقولون يعني أنت وما تزرع فيه
البعض لأوهامه السيئة إذا نويت تنكلم معه لازم تكتب كلامك وتراجعه وبعدين تحفظه صم ثم تتحدث معه ومع ذلك يمكن ماتسلم
كثيراً مانفسر الأشياء التي تحدث في حياتنا الزوجية تفسيراً سيئاً من هنا نصاب بداء الوهم
زوجتك التي تفننت في الطبخ حينما عزمت أهلها تريد أن تبيض وجهك الوهم يقول صنعت هذا من أجل أهلها (ليش ماتطبخين لي مثل طبخك لهم) ترى مافيه فرق
مرات كثيرة نكتشف أننا عانينا كثيراًمن أجل أوهام لاحقيقة لها
الأفكار كثيراً ماتشكل تصرفات الإنسان لذا نجد أن كثيراً من تصرفات البعض نتيجة لأفكاره التي لارصيد لها من الواقع
بعض الأزواج يشتكي من فرط حب زوجته له مما يدفعها لحمل كل تصرفاته على أنه لايحبها (لو ضحك مع أخته لقامت قيامتها) مجرد أوهام
من أراد أن يريح نفسه من غلواء الوهم فعليه بذبح الفراغ بسكين الجد والعمل (فهمتوا يالمتقاعدين وفهمتن ياراعيات الشغالات؟)
بعضهم حينما تنتهي من الحديث معه يحتاج لك حاشية تبين فيها معاني الكلمات مع كمية من الأيمان المغلظة أنك ماقصدت كذا وإنما قصدت كذا
الكثير يلجأ إلى (الخرس) الزوجي ليتجنب شريك حياته المصاب بداء الوهم ومع ذلك لايسلم سيقول له (وش فيك ساكت حاقرني؟)
من يفسر الأحداث حسب توهمه سيجره ذلك إلى السقوط في حمأة الأخطاء المتتابعة
مشكلة الوهم بين الزوجين وحمل الكلام والتصرفات على غير المراد منبعها في الغالب حب تملك من أصيب بهذا الداء لشريك حياته في النهاية سيخسره
إذا كان الشك يطرح في بعض أحواله فالوهم أضعف منه لذا قالوا لاعبرة بالتوهم
كم نخسر كثيراً في حياتنا الزوجية وخارجها نتيجة للوهم وحمل الأقوال والأفعال على غير محاملها الشرعية
من نتاج الوهم سحب كل الملفات السيئة من الأدراج مع شريك الحياة ومن ثم نبشها وتقليبها والبحث عن كل شاردة وواردة فيها
علاج الوهم بحسن الظن (ياأيها الذين ءامنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم).
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد