قاعدة في الصلح بين الزوجين


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

في الحياة الزوجية تحدث خلافات كثيرة واضطرابات عديدة، وهذا من الطبيعي لاختلاف الثقافات والعادات والتدين والأخلاق بين الزوجين وللتفاوت المالي والثقافي أحيانًا ولغير ذلك من أسباب الخلاف.
ولكن مع هذا الخلاف لابد أن نعلم أنه ربما تزداد وتيرة الخلاف حتى تقسو القلوب وتسوء الألفاظ بينهما وتصبح الحياة لا طعم لها، ويبقى قرار البقاء فقط لأجل الأولاد.
فحينها لابد من التدخل عبر مايسمى " الصلح بين الزوجين "وربنا يقول" والصلح خير ".
وإذا كان الصلح بين المتخاصمين من أحب الأعمال عند الله فكيف إذا كان الصلح بين الزوجين الذين قضيا فترةً لابأس بها مع بعض ربما تجاوزت العشر سنوات في بعض الحالات.
ولما يترتب على الصلح من التوافق الأسري والسلامة من الطلاق الذي يحمل في طياته المشاكل النفسية لدى الطرفين والأولاد وربما حصل بعده أنواعًا من الاضطرابات والنتائج السيئة التي يعجز القلم عن الكتابة فيها.
لذا كان الصلح لازمًا بقدر مانستطيع لعل الله ينزل السرور والمودة بينهما ويبصر الغافل منهما بحقوق الآخر.
وهذه بعض القواعد والإشارات في " الصلح " لعلها تضيء الطريق وتفتح الآفاق:
1- حينما تكبر المشكلة بين الزوجين وتصل للضرب والإهانات وتقارب الطلاق فلايصح فقط أن يقدم المخطئ اعتذاره.
2- يجب معرفة السبب وذلك من خلال جمع المعلومات بالتفصيل والسماح لكل طرف من الحديث عن الآخر بكل هدوء وكتابة تلك الملاحظات في ورقة.
3- تقديرالأمور والملاحظات والمقترحات التي يطرحها الطرفان حسب الشرع لا حسب العادات والتقاليد ، لأن بعض النساء تشتكي من أمور مخالفة للشرع عند زوجها فهنا لابد من رضوخه للشرع وكذلك الزوجة حينما ينتقد زوجها عباءتها مثلا وتحدث الخلافات بينهما فيجب عليها الانقياد للشرع والسمع والطاعة .
4- تقديم الاعتذار من المخطئ.
5- وجود طرف من أهلها ومن أهله في وقت الصلح وأن يشهدوا على ذلك ليكون الرجوع بينهما فيه نوعًا من الجدية.
6- حينما يعرف أهل الزوج بالموضوع فإن كان الخلل منه فلابد من تأديبه بالطريقة المناسبة وأن يحترم مشاعر زوجته، وإن كان من جهة الزوجة فلابد من أن يتدخل والديها بكل حزم ويؤدبونها حتى لاتعود لهم وهي تحمل لقب " مطلقة " وأما البرود الحاصل الآن فهو والله سبب الرجوع للمشكلات في كل حين.
7- وجود شهود مثل: العم والخال وكتابة ورقة لإثبات الحقوق والطلبات بينهما وهذا يكون عند الخلافات القوية كالطلاق والضرب ونحوها وأما الخلافات الخفيفة فلا أنصح بهذا.
8-  ضبط الأمور المالية كتابةً وبالبصمات إن وجدت وخاصةً إذا كان المظلوم هو المرأة وليس لديها إثباتات على مساعدتها لزوجها إلا مجرد الحوالات البنكية.
9- من الخلل الصمت عند الصلح والاكتفاء برضوة بينهما بحجة عدم تكبير المشكلة.
10- من الخلل أن تصبر الزوجة على الظلم من زوجها من أجل الأولاد بدون أن يعترف الزوجة بخطأه ويتعهد بأن لايعود.
11-  عند الصلح: لاتحكم لأحد الطرفين في الصلح حتى تسمع من الآخر تمامًا.
12- بعض الرجال يعتذر مع أن الخطأ في الحقيقة على زوجته ولكنه يفضل الاعتذار ونسيان المشكلة لأجل الأولاد، ولكن بعد أيام تعود المشكلة كما هي لأننا لم نعالج جذورها من جهة الزوجة والاكتفاء بالصبر عليها لأن الطلاق يفرق الأولاد و...
13- عند الصلح يجب أن نعرف أن دموع المرأة ليست دليلًا على صدقها.
14- عند الصلح يجب أن نعرف أن رفع الرجل صوته وقوة شخصيته ليست دليلًا على أن الحق معه.
15- حينما نقرر أن الخلل من جهة الزوجة فقد يكون الأفضل هو ترك الزوجة عند أهلها فترة من الزمن لكي تعرف قدر الزوج وواجباته ولكي تعرف أن أسرتها ليست كل شيء وأن بيت الزوجية هو مستقرها.
16- بعض الرجال قد يظن أن الزوجة لاحق لها في نصيحته على عيوبه، وتجده يرفض كلامها مما يسبب زيادة الخلاف ورفض الصلح.
17-  من الخلل السكوت عن بدآيات المشكلة بحجة أنه لايخلو بيت من مشكلة، يجب أن نحلها من البدآيات بكل حزم وذكاء وحكمة. 
18- لابد من تصحيح الخطأ من صاحب المشكلة بشكل واضح ومثاله:
-  إن كانت الزوجة اخطأت على والدة الزوج فلابد أن تأت وتعتذر لها.
- إن كان الزوج ضرب زوجته أمام أولاده فيعتذر أمامهم ويقول: أنا أخطأت وأمكم حبيبتي ولكن الشيطان هو السبب. 
19- إذا رجع أحدهما بعد الصلح لنفس المشاكل فلابد من التدخل بشكل أقوى.
20- بعض الناس يقول الصبر لابد منه وهكذا يتجاهل الصلح ولايرغب في إخبار أهلها من باب الكتمان، ولكننا نجهل أن الصبر له حدود، وأن الصبر قد يجعل المصيبة تزداد وتتراكم على الطرف الثاني حتى ينفجر من الهم والقلق والحزن وربما تصل الحالة للانتحار.
21- بعضنا يقول: لاتتدخلوا بينهما فالبيوت لها أسرار، ولابد من الكتمان، وهذا صحيح من جهة وهي حينما تكون الخلافات طفيفة وبسيطة، فكل بيوتنا فيها خلافات، ولكن حينما تكون الخلافات كبيرة وعميقة فلابد من التدخل بقوة وحكمة، حتى لايتصرف أحد الزوجين تصرفًا نندم عليه لاحقًا ثم نقول ليتنا عرفنا المشكلة من بدآياتها ووضعنا حلولًا لها.
22- عند إرادة الصلح لابد من وجود الحكماء من الأسرتين، وليس شرطًا الوالدين، فربما كان والد الزوجة متوفى، وإخوتها أصغر منها، فهنا يتدخل عمها ونحو ذلك من أصحاب الحكمة.
23- وكذلك الزوج فربما كان والده كبيرًا ومريضًا فهنا يتدخل الأخ الأكبر أو الأصغر إذا كان حكيمًا.
24- الصدق في الصلح سبب للبركة في الإصلاح وربنا يقول " إن يريدا إصلاحًا يوفق الله بينهما ".
25- لابد من الرفق في الصلح والعدل مع الطرفين، وبالعدل تنجح الأمور " وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى " " إن الله يأمر بالعدل " ولايكن حبنا للزوجة أو للزوج يدفعنا للتعاطف معه بغير وجه حق.
26- أيها الزوجان رفقًا ببعض واتقوا الله في الحقوق التي عليكما، واعلموا أن التقوى وحسن الخلق هما من أبرز أسباب التوفيق بينكما وزوال كل المشكلات.
27- قد يكون القرار الصائب هو الفراق، وهنا لابد من أن يكون طلاقًا ناجحًا وله خطة مناسبة وخاصة فيما يتعلق بالأولاد.
 
اللهم ألِّف بين القلوب، واحفظ بيوتنا من الاضطرابات، واملأ حياتنا بالحب والمودة والاحترام.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply

التعليقات ( 6 )

بارك الله فيك

21:38:06 2022-11-27

بارك الله فيك

رد

-

ابوانس

01:28:06 2021-01-06

النقطه رقم ٢٢ اريد اعلق عليها وقد يكون خانك التعبير بشكل افضل الصبر واجب وهناك مرتبة أخرى عليا وهي اعتبار المصيبة نعمة يشكر الله عليها, فيكون شاكراً, صابراً, يرى هذه نعمة يشكر الله عليها لما يترتب عليها من تكفير السيئات وحط الخطايا وعظم الأجور, فهو يعتبرها نعمة يصبر ويرضى ويحتسب ويعتبرها نعمة يشكر الله عليها هذه مرتبة عليا والله المستعان نسال الله السلامه

خالفت الصواب في بعض النقاط

-

حسن عسيري

00:47:49 2021-01-06

اخي الكريم انت ذكرت الصبر الصبر ما اعطي خير منه ولماذا تقول لايصير بل الصبر ذكر ومازاعطي انسان خير من الصبر وتقول قد يقوده الصبر الى اشياء اخرى وكلامك غير صحيح المفترض منك اخي الكريم استخدام كلمات وادله من القران والسنه اعتقد انك لم توفق في بعض النقاط

عندي مشكلة مع خطيبتي

-

محمد

01:57:24 2020-11-14

انا مو شخص اتاسف بسهولة ولا اعتذر لحد لكن في مشاكلي معها انا دائما او اغلب الوقت ابادر بالصلح والان بيننا مشكلة لكن هي الغلطانة وانا قررت ما اتكلم معها حاليا قلت لها اريد اقعد مع حالي بس هي ذات كبرياء عالي وقلة ما تبادر في الصلح وعلى ما يبدو انها لن تصالحني ماذا افعل ؟

هل البكاء و ترجي الزوجة للصلح صواب ام فقدان كرامة

-

خالد

13:38:05 2019-09-30

انا دائما ما اتشاجر مع خطيبتي بصخوص اشياء هافهة وفي المرة الاخيرة تجاهلتني تماما كانها لا تحبني كما و بقيت كل مرة اطلب منها الاعتدار او فعلت امور لا اعرف معناها كانني بكيت لفراقها و هجرها لي اريد ان اعرف هل فعلت الصواب ام انني لطخت كرامي ودست عليها و انقصت من قيمتي لاكنها سامحتني في الاخير لا اريد ان اعرف نتائج هذا التصرف الدي قمت به

ثناء

05:38:37 2019-06-19

احسنت النشر .. جزاكم الله خيرا