بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
(ينبغي (للوالد) أن يصونه ويؤدبه (يقصد الصبي) ويهذبه ويعلمه محاسن الأخلاق ويحفظه من قرناء السوء، ولا يعوده التنعم ولا يحبب إليه أسباب الرفاهية فيضيع عمره في طلبها إذا كبر فإذا بدت فيه مخايل التمييز. وأولها "الحياء"، وذلك علامة النجابة وهي مبشرة بكمال العقل عند البلوغ ، فهذا يُستعان على تأديبه بحيائه.وأول ما يغلب عليه من الصفات: شره الطعام فينبغي أن يُعلم آداب الأكل… ويقبح عنده كثرة الأكل بأن يُشبه كثير الأكل بالبهائم،… ويمنعه من مخالطة الصبيان الذين عُوّدوا التنعم، ثم يشغله
في المكتب بتعليم القرآن والحديث وأحاديث الأخيار ليغرس في قلبه حب الصالحين، ولا يحفظ من الأشعار التي فيها ذكر العشق.
ومتى ظهر من الصبي خلق جميل وفعل محمود ، فينبغي أن يكرم عليه، ويجازى بما يفرح به، ويُمدح بين أظهر الناس ، فإن خالف ذلك في بعض الأحوال تُغوفل عنه ولا يُكاشف، فإن عاد عُوتب سراً وخوّف من اطلاع الناس عليه. ولا يكثر عليه العتاب؛ لأن ذلك يهوّن عليه سماع الملامة، وليكن حافظاً هيبة الكلام معه. وينبغي للأم أن تخوفه بالأب، وينبغي أن يمنع النوم نهاراً، فإنه يورث الكسل، ولا يمنع النوم ليلاً، ولكنه يمنع الفرش الوطيئة لتتصلب أعضاؤه، ويُعود الخشونة في المفرش والملبس والمطعم ، ويُعود المشي. ويمنع أن يفتخر على أقرانه بشيء مما يملكه أبواه، إن بمطعمه أو ملبسه، ويُعود التواضع والإكرام لمن يعاشره .
ويمنع أن يأخذ شيئاً من صبي مثله، ويُعلم أن الأخذ دناءة، وأن الرفعة في الإعطاء. ويُعود ألا يبصق في مجلسه، ولا يتمخط ولا يتثاءب بحضرة غيره، ولا يضع رجلاً على رجل، ويُمنع من كثرة الكلام، ويُعود ألا يتكلم إلا جواباً وأن يحسن الاستماع إذا تكلم غيره ممن هو أكبر منه.
ويمنع من فحش الكلام، ومن مخالطة من يفعل ذلك، فإن أصل حفظ الصبيان حفظهم من قرناء السوء. ويحسن أن يفسح له بعد خروجه من المكتب في لعب جميل، ليستريح به من تعب التدريب.
كمـا قـيل: "روّح القلوب تَع الذكر" وينبغي أن يعلم طاعة والديه ومعلمه وتعظيمهم ، وإذا بلغ سبع سنين أُمر بالصلاة ولم يسامح في ترك الطهارة ليتعود ، ويُخوَّف من الكذب والخيانة)
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد