الفُضول بين الفائدة والضّرر


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

الفضول صِفة إنسانية يشترك فيها البَشرُ جميعاً، ولا أستطيع تصديق مَن يقول إنه بلا فضول، قد تقلّ نسبةُ الفضول أو تزيد مِن شخص لآخَر، لكنها موجودة على كلّ حال، وتظهر، إرادياً أو لا إرادياً، في المواقف والظروف على اختلافها وتنوّعها.

الفضول الإيجابي يحفّزنا على البحث والاكتشاف، والجري وراء مصادر المعرفة والحكمة، بل يمكن القول إنّ الفضولَ واحد مِن أهم مفاتيح الوعي والابتكار الكثيرة، وحين يضعف فضولُ الإنسان؛ يتبلّد عقلُه، وتتجمّد حصيلتُه العِلمية والعقلية عند سِن معينة، أو مرحلة زمنية، ولا تتعدّاها إلى غيرِها.

أمّا الفضول الضارّ، أو ما يُوصَف باللقافة، فهو الفضول المذموم، لِما يسبّبه لنا ولغيرِنا مِن حرج متوقَّع وغير متوقَّع، ويحْرمنا مِن الاستمتاع باللذة الآنيّة، إنه يدفع الإنسان إلى الرغبة في معرفة أمور لا تعنيه، وفي ذات الوقت لا تضيف له فائدةً تُذكر، وإن توهّم ذلك، ولهذا، عليه أن يتحمّل نتائج فضوله المزعج، بحسب ردّات الأفعال مِن الطرَف الآخَر.

نحن مَن نستطيع التفريق بين نوعي الفضول، بامتلاك الذكاء والذوق، واحترام رغباتِ الآخَرين فيما يمكنهم البوح به، وما يرغبون كتمانه، فالأخ والصَّديق والحبيب، لديهم، جميعاً، أسرار وأمور تخصّهم، وإذا لمْ يرغبوا الحديث عنها، تلميحاً أو تصريحاً، فلا يجوز أن نزعجهم، ونضغط عليهم ليقولوها، متوهِّمين، بسبب العلاقة الرابطة بيننا، أنّهم مخطئون في صمتهم وكتمانهم، فلنحترِم رغبتهم، ونكفّ عن إزعاجهم.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply