بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
قالت لي وهي تحادثني عبر الهاتف:
أريد أن أسألك إن كنت أخطأت في تصرفي؟
قلت: أي تصرف؟
قالت: زوجي يريد أن يتزوج امرأة ثانية وأخبرني أنه لن يفعل ذلك إلا بعد موافقتي؟
قلت: وهل وافقت؟
قالت: نعم؟
قلت: ما الذي جعلك توافقين؟
قالت: لما تأخرت عليه في ردي ؛ تغير حاله، فصار كثير القلق، دائم التفكير، فأشفقت عليه وأخبرته بموافقتي.
قلت: كيف كان استقباله لموافقتك؟
قالت: فرح كثيراً، وشكرني، ووعدني بأن لا يسبب زواجه الثاني أي ظلم لي ولأولادي.
قلت: وهل علم أولاده بذلك؟
قالت: لا، وطلبت منه أن يؤجل ذلك إلى ما بعد الامتحانات التي بدأت.
قلت: هل هناك سبب آخر جعلك توافقين على زواجه؟
قالت: نعم، ابتغيت رضا الله تعالى بإرضائي زوجي حين وافقته على زواجه.
قلت: هذا ما أردت التأكد منه.
قالت: لم تجبني عن سؤالي إن كنت أخطأت في موافقة زوجي على رغبته في الزواج من امرأة ثانية.
قلت: أنت، بإرضائك زوجك، أحسنت تبعلك له، وحسن تبعل المرأة لزوجها فيه أجر كبير لها. وأنت أدخلت السرور إلى قلبه بموافقتك على زواجه ؛ وإدخال السرور إلى قلب المسلم من أحسن العمل،… ولكن…
قالت: في شيء من القلق: ولكن ماذا؟
قلت: ولكن موافقتك هذه ستثير عليك استنكاراً واسعاً من أهلك وصديقاتك وربما من أولادك وبناتك.
قالت: لماذا يستنكرون عليَّ مادمت راضية؟
قلت: سيتهمونك بالغباء، أو بالطيبة الزائدة، وسيلومونك لوماً شديد لأنك لم تمنعي زوجك من الزواج عليك وخاصة أنه أخبرك أنه لن يتزوج إلا بعد موافقتك.
قالت: هل تراني سأندم؟
قلت: لا شك في أنك ستعيشين بعض ساعات الندم، وخاصة عندما تثور فيك الغيرة الفطرية الموجودة لدى كل امرأة.
قالت: وهل تنصحني بشيء؟
قلت: أنصحك بالصبر والاحتساب، الصبر على الكلام الذي ستسمعينه من الناس، واحتساب الأجر الذي يأتيك في ابتغائك وجه الله تعالى على ما تلقينه وما تعانينه.
قالت: وزوجي؟
قلت: أرجو أن يـقدر لك زوجك قبولك بزواجه من أخرى، وأن يجعله هذا أرأف بك وأعطف وأرحم.
قالت: وهل توصيني بشيء آخر؟
قلت: احرصي على أنت تجعلي من زوجته الأخرى صديقة لك فإنك بهذا تكسبين رضا ربك عنك، ثم رضا زوجك، ثم تنجحين في إبعاد المشكلات عن حياتك الزوجية.
قالت: لقد طلبت منه أن يأخذنا معاً في عمرة بعد زواجه منها.
قلت: هذه فكرة جميلة منك، واسمحي لي أن أصفك بأنك امرأة عاقلة حصيفة… وأمثالك قليلات.
قالت: جزاك الله خيراً على ثنائك وحسن ظنك.
قلت: بارك الله فيك وأجزل لكِ الأجر.
قالت: هل أستطيع أن أخبرك بأمر آخر؟
قلت: تفضلي.
قالت: لقد طلبت منه أن يتزوجها في يوم زواجنا نفسِه !
قلت: تريدين في التاريخ نفسه؟
قالت: نعم، ولقد أردت بهذا أمراً.
قلت: ما هو؟
قالت: أن يعدل بيننا.. وأن ينظر إلينا نظرة واحدة.
قلت: تقبل الله منك هذا كله، وأجزل لك المثوبة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد