مقومات السعادة للأسرة المسلمة


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

نشر هذا المقال فى مجلة الأزهر عدد جمادى الأولى 1420هـ

الدين صنو الأخلاق.. وهما أساس الزواج الصالح، والمودة صنو الرحمة.. وهما أساس العلاقة الزوجية المثالية، والعلم صنو الأدب.. وهما أساس تربية الأولاد.

فأما الدين والأخلاق.. فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ " رواه الترمذى

وقال صلى الله عليه وسلم: "تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ " رواه البخارى ومسلم .

وأما المودة والرحمة؛ فيقول الله تعالى: وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ الروم 21

ويقول صلى الله عليه وسلم "خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي" رواه الترمذى وابن حبان 

 ويقول صلى الله عليه وسلم: "لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ" رواه مسلم . ويقول صلى الله عليه وسلم "إِذَا صَلَّتْ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا وَصَامَتْ شَهْرَهَا وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ" رواه أحمد و الطبرانى.

.. وأما العلم والأدب؛ فيقول الله تعالى :يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ويقول سبحانه" وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ" النور 58-59

و يقول صلى الله عليه وسلم" مُرُوا أَبْنَاءَكُمْ بِالصَّلَاةِ لِسَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرِ سِنِينَ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ" رواه أحمد و أبوداود

وفى الأثر إشارة إلى العلاقة بين الأب وولده.. " لاعبه سبعا، و أدبه سبعا، و صاحبه سبعا، ثم ألق حبله على غاربه".

إن البيت الذى يجمع بين الدين والأخلاق، والمودة والرحمة  والعلم والأدب، لبيت صالح لا يعرف الشيطان إليه سبيلا؛ فإذا ما تألم عضو من أعضاء الأسرة.. تداعى له سائر البيت بالمودة والرحمة والسه ، وإذا ما جهل فرد من أفرادها شيئا ما.. عولج بالعلم؛ وكان أساس علاقتهم ببعضهم البعض، وبغيرهم.. الأدب وحسن الخلق .

ليتنا نفكر جليا فى أخْذ أنفسنا وأزواجنا بالدين والأخلاق.. وليتنا نؤمن جليا أن سعادة الزوجين تكمن فى المودة والرحمة.. وليتنا نشمر عن ساعد الجد لنربى أولادنا على العلم والأدب.. فهذه مقومات السعادة للأسرة المسلمة.. والله من وراء القصد..

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply