بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
كثيرا ما نَغفُل عن تصحيح النية واحتساب العمل، ولا سيَّما في نفع العباد برأي أو مشورة أو نصيحة، أو نصرة أو ذب عن عرضه، أو تقديم شفاعة، أو بحث له عن عمل، أو توجيه وتذكير، أو عطاء وبذل، أو تعليم وتربية. وقد نتصور أنا أردنا في عملنا هذا وجهَ الله والدار الآخرة، ولا ينتابنا أدنى شك في ذلك، ولكن تنكشف الحقائق حين يغضب الرجلُ منا إذا لم يُشكَر على عمله ويُجزَ عليه خيرا ويُدعَ له، وقد ييأسُ من نصح الناس إن قوبلت نصيحتُه أو رأيه بالرفض وعدم القبول، أو تنكَّر أحدٌ لجميله وفضله وعطائه، وقد يعيب الناسَ مع زمانهم ويقول: "هذا زمنٌ لا ينفع فيه النصح والتوجيه، ورحم الله زمن السلف حينما كانوا يحتفظون بالودّ والصنائع لأهلها، أما هذا الوقت فليس ثمة أحد يقدر النصح والتوجيه"، ثم يُدير ذاكرته إلى الغرب فيقول: "مع العلم أنّ التوجيه والمشورة والرأي يباع الآن عند الغرب بل هو سلعةٌ غالية عندهم، أما نحن فلم نستفد من حال السلف، ولم نأخذ بحضارة الغرب المادّي"!.
ونسي الأخ الكريم أنّ السبب الأول نابعٌ من نفسه؛ إذ لم يصحِّح نيته في عمله وعلاقاته وبذله للناس، فلم يقصد وجه الله تعالى في نفع عباده، ولم يحاسب نفسه على ذلك، ونفسه أحوج من غيرِه إلى المحاسبة واللوم في تربيتها وتزكيتها، قال الربيع بن خُثَيم رحمه الله: (كلُّ ما لا يُراد به وجهُ الله يَضمحل).
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد