الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
1. العشر الآواخر كان نبينا ﷺ يعتكف فيها -أي يلزم المسجد وينقطع للعبادة- تحرياً لليلة القدر فيعتكف في العشر الأول ثم في الأوسط ثم داوم على الآواخر.
2. العشر الآواخر كان نبينا ﷺ يخصها بمزيد عبادة؛ تقول عائشة: كان يجتهد فيها ما لا يجتهد في غيرها، إذا دخل العشر أحيا الليل، وأيقظ أهله، وجد، وشد المئزر، كما في الصحيح.
3. العشر الآواخر فيها ليلة مباركة أنزل فيها القرآن: }إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ{؛ ومعنى أنزل أي ابتداء نزوله كما في قصة بدء الوحي في البخاري.
4. وقيل معنى نزول القرآن في رمضان أي أنه نزل كله جملة واحدة من اللوح المحفوظ؛ ثم نزل على نبينا ﷺ منجماً مفرقاً على حسب الوقائع وهذا قد صح عن ابن عباس.
5. والليلة المباركة هي ليلة القدر؛ وسميت بذلك لشرفها: (ذو قدر)، شرف وتعظيم، وقيل من التضييق: (لكثرة نزول الملائكة فيها)، وقيل فيها (التقدير الحولي).
6. وليلة القدر في العشر الآواخر فقد قال نبينا ﷺ: من كان متحريها فليتحراها في العشر الآواخر من رمضان، وهذا خلافاً لقول ابن مسعود فهو يرى أنها طول العام.
7. وأكد العشر الأواخر الأوتار لحديث: من كان متحريها فليتحرها في الأوتار، والسبع الآواخر أكد لحديث: التمسوها في السبع البواقي. وهما في الصحيح.
8. وقيل الأشفاع من العشر الآواخر أكد من الأوتار يعني ليلة 28 وليلة 26، جاء عن أبي سعيد الخدري لحديث (التمسوها في تاسعة تبقى) ذكره ابن تيمية.
9. وأكد العشر الآواخر ليلة 27 عند الجمهور وكان أبي بن كعب يحلف ولا يستثن أن ليلة القدر هي ليلة القدر كما في مسلم، وجاء في المسند عن ابن عمر.
10. وصح عن معاوية عند الترمذي أن القدر ليلة 27، وذهب جماعة من أهل العلم أنها ليلة 21، فقد رؤي نبينا ﷺ أنه يسجد صبيحتها في ماء وطين فوقع ليلة 21.
11. وقيل أن ليلة القدر ليلة 23 صح من حديث عبدالله بن أنيس، أما الرافضة فيقولون أن ليلة القدر رفعت ،فكيف ترفع؟ ونبينا ﷺ يقول: (التمسوها) ما أسخف عقولهم!
12. وابن عباس له استنباط عجيب في أن ليلة القدر 27 فيروى عنه: أن السموات والأراضين وأيام الأسبوع والطواف والسعي والجمار كلها على سبع فكذلك ليلة القدر في 27.
13. وقيل وهو داخل في: "التفسير العددي" من ملح العلم وليس من متينه أن }سَلَامٌ هِيَ{ في سور القدر هي الكلمة 27، و }لَيْلَةِ الْقَدْرِ{، 9 أحرف ذكرت 3 مرات، فالمجموع 27.
14. والأقرب والله أعلم أن ليلة القدر تنتقل وهو اختيار ابن حجر وجماعة، وقد حصل هذا في وقت نبينا ﷺ، فمرة حصلت ليلة 21 في حديث الخدري؛ ومرة ليلة 27 في حديث أبي بن كعب.
15. ليلة القدر لها علامات قبلية وبعدية، العلامات البعدية: فطلوع الشمس ضعيفة لا شعاع لها في صبيحتها كما في صحيح مسلم من حديث أبي بن كعب وكان ليلة 27.
16. أما العلامات القبلية: كأن تكون ليلة القدر طلقة لا حارة ولا باردة، ومضيئة ولا يرمى فيها بنجم. جاء عند ابن خزيمة بعضها وعند أبي داود الطيالسي ولايصح في ذلك شيء.
17. ذكر ابن تيمية في الاختيارات أن بعض الناس قد يعلم ليلة القدر بالرؤيا؛ لحديث ابن عمر: أرى رؤياكم قد تواطأت على العشر الآواخر وهو في الصحيح.
18. ليس من شرط إدراك فضل ليلة القدر معرفة أي ليلة هي، فلا ينبغي التكلف في تحديدها، فإنها أخفيت عنا من أجل الإجتهاد في طلبها وهذا من رحمة الله.
19. لا تغفل عن الدعاء: (اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ تُحبُّ العفوَ فاعْفُ عنِّي). صححه الترمذي وأعل بعدم سماع ابن بريدة من عائشة؛ والصواب وقفه؛ وأما زيادة (كريم) فهي مقحمة، ويكفي في فضل لليلة القدر أن الله أنزل فيها سورة كاملة.
20. اعتكاف لو ساعة يصح عند جماهير أهل العلم؛ وهو مروي عن يعلى بن أمية: إني لأمكث في المسجد الساعة وما أمكث إلا لأعتكف. رواه عبدالرزاق وفيه انقطاع.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد