بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
عاشت هذه المجموعة الباطنية من المفكرين في القرن الرابع الهجري، حيث إزدهر في هذا العصر التفكير الفلسفي بشكل واسع.
تنطلق فكرة إخوان الصفا من فكرة أن الدولة العادلة (وهذا ما يدعون إليه في رسائلهم ال52) ممكن أن تتحقق عندما يكون الناس كلهم اخوان ويسود الصفاء بينهم. وكأنهم هنا سبقوا كارل ماركس في فكرة الشيوعية حيث يشير ماركس إلى ان الشيوعية تتحقق عندما لا يكون هناك أحقاد بين الناس ( أي صفاء) بسبب الملكية الخاصة التي تولد النزاعات.
القارئ لرسائلهم ال ٥٢ يجد أن أغلبها تتمحور حول فكرة الدولة العادلة، المدينة الفاضلة ولا شك ان هناك تأثر بفلسفة أفلاطون خصوصا مايتعلق بفكرة الدولة التي يحب ان يسعى لها البشر.
لقد أورد أديب الفلاسفة و فيلسوف الأدب أبو حيّان التوحيدي ذكر هذه الجماعة (التي كان مركزها في البصرة و الكوفة) أورد ذكرها في كتابه "الإمتاع و المؤانسة" وذكر بعض أسمائهم مثل زيد بن رفاعة. أما الآخرون فكانوا يكتبوا بأسماء مستعارة خوفا على حياتهم بسبب طرحهم لأفكار كانت و لازالت تعتبر مخرجة من الدين.
من أفكار اخوان الصفا وخلان الوفا انهم كانوا بعتقدون انه يمكن حل مشكلات البشر عن طريق المزج او التوفيق بين الفلسفة والدين (مثل منهج ابن رشد) وغالبا ما كانوا يساوون بين منزلة الفيلسوف ومنزلة النبي.
ومن مقولاتهم ان الله لا يتدخل في الطبيعة وهذا كما يرونه نوع من تنزيه الله سبحانه لأنه خلق الطبيعة وبها قوانينها التي تحكمها. (فكرة الفيض)
لم يكن اخوان الصفا يسعون إلى ثورة سياسة (وهذا يتبين من قراءة رسائلهم) بل كانوا يراهنون على ثورة ثقافية وحراك ثقافي في المجتمع حيث يقود هذا الحراك الى تأسيس الدولة العادلة التي يسعون لها.
من الأمور الغريبة التي تطرقوا لها في الرسائل هو موضوع الطلاسم والتنجيم وأثر النجوم على الإنسان. فقد يستغرب القارئ لماذا هذا الانحراف من الفلسفة وعلم الاجتماع والموسيقى والدين إلى علم التنجيم!
الحق أن الرسائل لم يكتبها شخص واحد، بل عدة أشخاص ولهذا نرى اختلاف المواضيع والتخصص في رسائل هذه الفرقة الباطنية التي تم احياء ذكرها في مقالات وكتب في عصرنا الحالي.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد