رد مختصر على من ضعف حديث صيام يوم عرفة لغير الحاج


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

فقد ثبت في صحيح مسلم عن ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﻌﺒﺪ اﻟﺰﻣﺎﻧﻲ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻗﺘﺎﺩﺓ اﻷﻧﺼﺎﺭﻱ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﺻﻮﻡ ﻳﻮﻡ ﻋﺮﻓﺔ؟ ﻓﻘﺎﻝ: "ﻳﻜﻔﺮ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻭاﻟﺒﺎﻗﻴﺔ"

وقد زهّد بعضهم في صيام هذا اليوم العظيم بما جاء عن الإمام البخاري قال: "لا يعرف للزماني سماع عن أبي قتادة"

ولكن هذا حديث صححه أئمة كبار مع الإمام مسلم كابن خزيمة وابن حبان والطحاوي والحاكم وابن عبدالبر وابن حزم والبغوي والنووي والذهبي وابن حجر، وهذا ترجيح منهم لقول مسلم باتصال الحديث.

وقد قال النسائي: "هذا أجود حديث عندي في هذا الباب"

وقال الإمام الطبري: "هذا خبر عندنا صحيح سنده، لا علة فيه توهنه، ولا سبب يضعفه، لعدالة من بيننا وبين رسول الله من نقلته"

وقال ابن تيمية: "صح عنه أنه قال: "صيام يوم عرفة يكفر سنتين وصيام يوم عاشوراء يكفر سنة "

وقد دل على أصل الحكم ما ثبت في الصحيحين ﻋﻦ أم الفضل ﻗﺎﻟﺖ: "ﺷﻚ اﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺻﻴﺎﻡ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ يوم عرفة، ﻓﺄﺭﺳﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺈﻧﺎء ﻓﻴﻪ لبن ﻓﺸﺮﺏ"

فلولا أنهم قد اعتادوا صيامه في مثل هذا اليوم في غير سفر لما تنازعوا وشكوا في ذلك.

وقد كان الصحابة والتابعون يصومون هذا اليوم، ويتحرونه بذلك؛ كما ثبت عن عائشة والزبير بن العوام وابنه عبد الله وعثمان ابن أبي العاص وإبراهيم النخعي وغيرهم.

وهو مذهب مشهور عند السلف -في غير السفر- حتى قال الترمذي بعد أن روى حديث أبي قتادة السابق: "وقد استحب أهل العلم صيام يوم عرفة إلا بعرفة".

وقال الطبري في صوم يوم عرفة: "وقد اختار صومه على إفطاره جماعة من الصحابة والتابعين، حتى لقد صامه جماعة منهم بعرفة، وبوّب: (باب ذكر من كان يؤثر صوم يوم عرفة على الإفطار فيه ومن كان يأمر بذلك من الصحابة والتابعين) ثم روى ذلك بأسانيده عن عائشة والزبير بن العوام وعثمان بن أبي العاص والحسن وسعيد بن جبير"

والقول بصومه مذهب الأئمة الأربعة وغيرهم، كما حكاه عنهم ابن هبيرة قال: "واتفقوا على أن صوم يوم عرفة مستحب لمن لم يكن بعرفة"

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply