الرد على من أنكر أفضلية صلاة النساء في البيوت


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

فقد سبق أن كتبت عدة ردود على المدعو أبي الحارث الحسني وآخرها سميته حيث أنكر وجود موقوف له حكم الرفع واليوم أرسلوا لي فتيا عجيبة له يدعي فيها أن صلاة المرأة في المسجد أفضل من صلاتها في بيتها مخالفاً لما توارد عليه الفقهاء وهذه مصيبة تعلم شيء من علم الحديث والعلل مع انعدام الفقه والنظر سواءً صح الحديث في الباب أو لم يصح صح عن عبد الله بن مسعود هذا المعنى وكان يحلف عليه فظاهر أنه له حكم الرفع

قال ابن أبي شيبة في المصنف 7701- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَبَّ هَذِهِ الدَّارِ، يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ حَلَفَ فَبَالَغَ فِي الْيَمِينِ مَا صَلَّتِ امْرَأَةٌ صَلاَةً أَحَبَّ إلَى اللهِ مِنْ صَلاَةٍ فِي بَيْتِهَا إِلاَّ فِي حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ، إِلاَّ امْرَأَةٌ قَدْ أَيِسَتْ مِنَ الْبُعُولَةِ.

وقال أيضاً 7698- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ، عَنْ أَبِي الأَحْوَ ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: الْمَرْأَةُ عَوْرَةٌ وَأَقْرَبُ مَا تَكُونُ مِنْ رَبِّهَا إذَا كَانَتْ فِي قَعْرِ بَيْتِهَا فَإِذَا خَرَجَتِ اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ.

7699 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ يَحْصِبُ النِّسَاءَ يُخْرِجُهُنَّ مِنَ الْمَسْجِدِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ.

وهذه كلها أخبار ثابتة عن عبد الله بن مسعود

وقال مسلم في صحيحه 916- [132-440] حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيه ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا، وَشَرُّهَا آخِرُهَا، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا، وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا.

917- [...] حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي الدَّرَاوَرْدِيَّ، عَنْ سُهَيْلٍ بِهَذَا الإِسْنَادِ.

وهذا يعضد من جهة المعنى أفضلية صلاتها في بيتها فإذا كانت شر صفوفهن مقدمها فمعنى هذا أن الاستتار في حقهن أفضل

وقال ابن أبي شيبة في المصنف 7704- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: خَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا وَشَرُّهَا مُقَدَّمُهَا.

7705 - حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ إبْرَاهِيمَ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ يَقُولُ: خَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ الْمُؤَخَّرُ.

7706 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا.

7707 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ يُقَالَ: خَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ مُؤَخَّرُهَا وَشَرُّهَا مُقَدَّمُهَا.

وعروة والده وأمه صحابيان من كبار الصحابة فحين يقول كان يقال فهذا يعني في زمن السلف والصحابة

وشهود صحابيات للفجر وغيرها من الصلوات مع النبي صلى الله عليه وسلم هو فعل للجائز ولا يدل على أفضلية الأمر ثم إن شهود الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم ليست كشهودها مع غيره

قال أبو داود في سننه 567 - حدَّثنا عثمان بن أبي شيبة، حدَّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا العوَّام بن حَوشَب، حدَّثني حبيب بن أبي ثابت

عن ابن عمر، قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تمنعوا نساكم المساجدَ، وبُيوتُهنَّ خيرٌ لهنّ"

وهذا حديث رجاله ثقات وكل ما فيه الخوف من الانقطاع بين حبيب وابن عمر وقد سمع منه أحاديث وتدليس حبيب هو الإرسال الخفي فلا مجال للكلام عنه هنا

قال الطحاوي في أحكام القرآن: " طلق للنِّسَاء شُهُود الصَّلَوَات إِذَا كن لَا يخالطن الرِّجَال فِي انصرافهن مِنْهَا، وإِذَا كَانَت مخالطتهن الرِّجَال فِي الِانْصِرَاف مِنْهَا مَكْرُوهَة، كَانَت مخالطتهن إيَّاهُم فِي نظر كل فريق مِنْهُمْ إِلَى الْفَرِيق الآخر مَكْرُوهَة أَيْضا، ولقَدْ فضل رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ ذَلِكَ صلاتهن فِي بُيُوتهنَّ عَلَى صلاتهن فِي الْمَسَاجِد"

وهذا هو الصحيح ففي وقتنا الأمر تغير وعائشة شهدت أن الأمر في وقتها تغير عن وقت رسول الله فدع عنك ثرثرة ابن حزم

وقال أحمد في مسنده  27135 - ثنا هارون ثنا عبد الله بن وهب قال حدثني داود بن قيس عن عبد الله بن سويد الأنصاري عن عمته أم حميد امرأة أبى حميد الساعدي انها جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله اني أحب الصلاة معك قال قد علمت انك تحبين الصلاة معي وصلاتك في بيتك خير لك من صلاتك في حجرتك وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك وصلاتك في دارك خير لك من صلاتك في مسجد قومك وصلاتك في مسجد قومك خير لك من صلاتك في مسجدي قال فأمرت فبنى لها مسجد في أقصى شيء من بيتها وأظلمه فكانت تصلي فيه حتى لقيت الله عز و جل.

وصحح هذا الخبر ابن خزيمة ولا أعرف له علة فمع بقية أخبار الباب والنظر لمقاصد الشريعة العامة وأثر ابن مسعود وروي نظيره عن ابن عباس يفقه الأمر على وجهه

والمعترض عنده آفة وهي أنه لا يفرق بين الضعيف ضعفاً محتملاً والذي تعضده مقاصد الشريعة العامة وتعضده الآثار وبين المنكر المطرح فكل ضعيف عنده مطرح بل يجرؤ على مخالفته متناً وإن لم يسبق وهذا منهج سوء

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply