بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الشكر قرين الذكر.. يقول سبحانه مخاطبا عباده المؤمنين: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ) البقرة 152.. فالمؤمن ذاكر لله، شاكر لله.. يشكره سبحانه لا لشيئ إلا لأنه عبدٌ لله.. وهذا شرف ما بعده شرف.. ولا لشيئ إلا لأنه سبحانه خالقنا وموجدنا وربنا. ويشكره سبحانه لأنه رازقنا وواهبنا نعما لا تحصى؛ منها أنه (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) إبراهيم 32-34 ..
وقد أثنى الله تعالى على عباده الشاكرين؛ فهذا نوح عليه السلام يقول عنه رب العزة: (ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا)الإسراء 3..
وهذا خليله إبراهيم عليه السلام يقول عنه تعالى: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) النحل 120-121..
وهذا سليمان عليه السلام يقول عنه الله تعالى : (وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ) النمل 19..
وأمر رب العزة سبحانه نبيه المصطفى سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم أن يحدّث بنعمة ربه عليه: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) الضحى 11..
وها هو صلى الله عليه وسلم يسجد لله تعالى ليلة و يطيل السجود حتى تتورم قدماه، وحين تسأله السيدة عائشة رضي الله عنها: أليس الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟؟.. يقول صلى الله عليه وسلم: "أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا" رواه البخارى .
إننا سنُسأل عن كل نعمة.. فهل شكرنا الله تعالى على نعمه التى لا تحصى؟؟
إننا لو شكرنا الله تعالى لزادنا من فضله، وإن جحدنا فليس هناك إلا العذاب (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) إبراهيم 7 ..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد