بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أبو بكر رضي الله عنه من اسنان الرسول ﷺ وأقرانه، كان أصغر من الرسول ﷺ بسنتين تقريبا.
كان مُعَظَما في قريش، محببا، مؤلفا، خبيرا بأنساب العرب وأيامهم، وكانوا يألفونه لمقاصد التجارة ولعلمه وإحسانه، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (لما ابتلي المسلمون خرج أبو بكر مهاجرا نحو أرض الحبشة حتى بلغ برك الغماد لقيه ابن الدغنة أمير من أمراء العرب سيد القارة فقال: أين تريد يا أبا بكر؟ فقال أبو بكر: أخرجني قومي فأريد أن أسيح في الأرض وأعبد ربي).
قال ابن الدغنة: فإن مثلك لا يخرج ولا يخرج، إنك تكسب المعدوم، وتصل الرحم، وتحمل الكل، وتعين على نوائب الحق، فأنا لك جار، فارجع واعبد ربك ببلدك، فرجع وارتحل معه ابن الدغنة، فطاف ابن الدغنة عشية في أشراف قريش، وقال لهم: «إن أبا بكر لا يخرج مثله ولا يخرج، أتخرجون رجلا يكسب المعدوم، ويصل الرحم، ويحمل الكل، ويقري الضيف، ويعين على نوائب الحق؟» الحديث. البخاري
وصفه ابن الدغنة بحضرة أشراف قريش بمثل ما وصفت به خديجة النبي ﷺ لما نزل عليه الوحي.
ولم يعلم أحد من قريش عاب أبا بكر بعيب ولا نقصه ولا استرذله كما كانوا يفعلون بضعفاء المؤمنين. ولم يكن له عندهم عيب إلا الإيمان بالله ورسوله .
كان أبو بكر رضي الله عنه واسع العلم في الأنساب وخبيرا بها، ولهذا قال النبي ﷺ لحسان بن ثابت لما أمره بهجاء قريش: «لا تعجل إن أبا بكر أعلم قريش بأنسابها وإن لي فيهم نسبا حتى يخلص لك نسبي» صحيح مسلم
ولحسن أخلاقه وسعة علمه حرم على نفسه الخمر قالت عائشة رضي الله عنها "حرم أبو بكر رضي الله عنه الخمر على نفسه، فلم يشربها في جاهلية ولا إسلام". معرفة الصحابه
عن أبي العالية، قال: "سئل أبو بكر الصديق في مجمع من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل شربت خمرا في الجاهلية؟ قال: أعوذ بالله، قالوا: ولم ذاك؟ فقال: كنت أصون عرضي وأحفظ مروءتي، لأنه من شرب الخمر كان لعرضه ومروءته مضيعا. معرفة الصحابة
كل هذه الصفات جعلته في الجاهلية وجيها رئيسا من رؤساء قريش، وإليه كانت الأشناق في الجاهلية، والأشناق: الديات، كان إذا حمل شيئا قالت فيه قريش: صدقوه وأمضوا حمالته، وحمالة من قام معه أبو بكر، وإن احتملها غيره خذلوه ولم يصدقوه.
الأخلاق الحسنة ركن من اركان الدعوة فلا دعوة دون اخلاق حسنة.
قال تعالى ((وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ))
قال عليه الصلاة والسلام: {أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً} صححه الالباني
قال عليه الصلاة والسلام "أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وأحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ، أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً، أوْ يقْضِي عنهُ دَيْنًا، أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعًا، و لأنْ أَمْشِي مع أَخٍ لي في حاجَةٍ أحبُّ إِلَيَّ من أنْ اعْتَكِفَ في هذا المسجدِ، يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا، ومَنْ كَفَّ غضبَهُ سترَ اللهُ عَوْرَتَهُ، ومَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ، ولَوْ شاءَ أنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلأَ اللهُ قلبَهُ رَجَاءً يومَ القيامةِ، ومَنْ مَشَى مع أَخِيهِ في حاجَةٍ حتى تتَهَيَّأَ لهُ أَثْبَتَ اللهُ قَدَمَهُ يومَ تَزُولُ الأَقْدَامِ، [وإِنَّ سُوءَ الخُلُقِ يُفْسِدُ العَمَلَ، كما يُفْسِدُ الخَلُّ العَسَلَ]" صححه الالباني.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد