بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الزبير بن عبدالمطلب، كنيته ابو الطاهر.
كان من اشراف قريش ووجهائها.
أمه هي: فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن بن مخزوم القرشية.
كانت له السقاية والرفادة والرئاسة بعد ابيه عبدالمطلب، وقبل أخيه "ابو طالب".
كان الزبير بن عبدالطلب يرقص النبيّ ﷺ وهو صغير ويقول:
محمد بن عبدم،
عشت بعيش أنعم،
في عِزّ فَرْع أَسْنَم.
كان الزبير بن عبدالمطلب سيد بنو هاشم في حرب الفجار ، وهو اول من دعا الى حلف الفضول كما قال ابن سعد "وأول من دعا إليه الزبير بن عبد المطلب. فاجتمعت بنو هاشم وزهرة وتيم في دار عبد الله بن جدعان. فصنع لهم طعاما فتعاقدوا وتعاهدوا بالله لنكونن مع المظلوم حتى يؤدى إليه حقه. فسمت قريش ذلك الحلف حلف الفضول".
كان نديم الزبير بن عبدالمطلب هو: مالك بن عميلة بن السباق بن عبد الدار.
قال صاحب سمط النجوم "عن ابن عباس ان حرب بن امية بن عبدالشمس لم يلق أحدا من رؤساء قريش في عَقَبَةٍ ولا مَضِيقٍ إلا تقدمه حتى يجوزه أولا.
فالتقى حرب مع رجل من بني تميم في عقبة فتقدمه التميمي .
فقال حرب أنا حرب بن أمية ، فلم يلتفت إليه التميمي وجاز قبله .
فقال حرب موعدك مكة .
فبقى التميمي دهرا ثم أراد دخول مكة فقال من يجيرني من حرب بن أمية .
فقالوا عبد المطلب فقال التميمي عبد المطلب أجل قدرا من أن يجير علي حرب .
فأتى ليلا دار الزبير بن عبد المطلب فدق عليه الباب فقال الزبير لأخيه قد جاءنا رجل إما طالب حاجة وإما طالب قرى وإما مستجير وقد أعطيناه ما أراد فخرج إليه الزبير فقال منشدا (من الكامل)
(لاقيت حربا في الثنية مقبلا ... والصبح أبلج ضوءه للساري)
(فدعا بصوت واكتنى ليروعني ... ودعا بدعوته يريد فجاري)
(فتركته كالكلب ينبح وحده ... وأتيت أهل معالم وفخار)
(ليثا هزبرا يستجار بقربه ... رحب المباءة مكرما للجار)
(ولقد حلفت بمكة وبزمزم ... والبيت ذي الأحجار والأستر)
(إن الزبير لمانعي من خوفه ... ما كبر الحجاج في الأمصار)
فقال الزبير تقدم فإنا لا نتقدم من نجيره، فتقدم التميمي فدخل المسجد التميمي، فرآه حرب فقام إليه فلطمه، فحمل عليه الزبير بالسيف فعدا حتى دخل دار عبد المطلب، فقال أجرني من الزبير فأكفأ عليه جفنة كان أبوه هاشم يطعم فيها الناس فبقى تحتها ساعة ثم قال له اخرج فقال كيف أخرج وسبعة من ولدك قد احتبوا بسيوفهم على الباب فألقى عليه عبد المطلب رداء كان كساه إياه سيف ذو يزن لما قدم عليه له طرتان خضراوان فخرج عليهم به فعلموا أنه قد أجاره فتفرقوا عنه .
قال صاحب نثر الدرر في المحاضرات "قالوا: قدم الزبير بن عبد المطلب من أحدى الرحلتين، فبينا رأسه في حجر وليدة له وهي تدري ليمته إذ قالت له: ألم يرعك الخبر؟
قال: وما ذاك؟
قالت: زعم سعيد بن العاص أنه ليس لأبطحي أن يعتم يوم عمته -أي اذا لبس سعيد بن العاص العمامة لا يعتم في مكة احد غيره-،
فقال: والله لقد كان عندي ذا حجا وقدر، وانتزع لمته من يدها،
وقال: يا رعاث. على عمامتي الطول؛ فأتى بها فلاثها على رأسه، وألقى ضيفيها حتى لطخا قدميه وعقبيه،
وقال: على فرسي فأتى به، فاستوى عن ظهره، ومر يخرق الوادي كأنه لهب عرفج، فلقيه سهيل بن عمرو
فقال: بأبي أنت وأمي يا أبا الطاهر، مالي أراك قد تغير وجهك؟
قال: أو لم يبلغك الخبر؟ هذا سعيد بن العاص يزعم أنه ليس لأبطحي أن يعتم يوم عمته، ولم؟
فوالله لطولنا عليهم أظهر من وضح النهار، وقمر التمام، ونجم الساري، والآن تنثل كنانتها، فتعجم قريش عيدانها فتعرف بازل عامنا وثنياته.
فقال له سهيل: رفقا. بأبي أنت وأمي فإنه ابن عمك. ولن يعييك شأوه، ولن يقصر عنه طولك.
وبلغ الخبر سعيدا فرحل ناقته واغترز رحله، ونجا إلى الطائف.
فقيل له: أتريد الجلاء؟
فقال: إني رأيت الجلاء خيرا من الفناء. ومضى قصده".
-هكذا هم اعمام النبي ﷺ مع شرفهم إلا أنهم لا يحبون الكبر ولا يرضون بالاستعلاء على البشر-.
وبعد ما مات الزبير، اتم سعيد بن العاص ما اراد، فكان اذا لبس العمامة لا يعتم احد في قريش.
قال بن سلام في طبقات فحول الشعراء "وَأجْمع النَّاس على أَن الزبير بن عبد الْمطلب شَاعِر، وَالْحَاصِل من شعره قَلِيل".
وقال "قلت "لخلف" من يَقُول؟
(إِذا كنت فى حَاجَة مُرْسلا ... فَأرْسل حكيما وَلَا توصه)
قَالَ يُقَال للزبير بن عبد الْمطلب.
ذكر صاحب كتاب الدر الفريد وبيت القصيد "قال الزبير بن عبد المطلب :
إذا كنتَ في حاجةٍ مُرْسِلاً،
فأرسِلْ حكيماً، ولا تُوصِهِ وإنّ بابُ أمرٍ عليكَ التَوَى،
فشاوِرْ لَبِيْباً، ولا تَعْصِهِ
وإنْ ناصحٌ منك يوماً دنا
فلا تنْأَ عنه، ولا تُقْصِهِ ولا تذكر الدهرَ في مَجْلِسٍ
حَدِيثاً، إذا أنتَ لمْ تُحْصِهِ ونُصَّ الحديثَ إلى أهله
فإنَّ السلامة في نَصِّهِ وذا الرحم لا تنتقص حظه
فإنَّ القطيعةَ في نقْصِهِ وكم مِن فتىً عازبٍ عقلُهُ
وقد تعْجَبُ العينُ مِن شخْصِهِ وآخرَ تحسبُهُ جاهلاً ويأتيك بالأمرِ من فِصِّهِ
وقد نسبها البحتريُّ لعبد الله بن معاوية بن جعفر، كما نُسبت إلى صالح بن عبد القدوس، والزبير سابق عليهما.
قال صاحب جمهرة أنساب العرب "ولد الزبير بن عبد المطلب: الطاهر؛ وحَجْل؛ وقرة؛ وعبد الله، له صحبة قتل يوم أجنادين؛ ولا عقب لواحد منهم". أ.هـ
ولم اجد احدا ذكر قرة بن الزبير فلعله وهم.
قال صاحب المحبر المتوفي سنة 245: "أصهار الزبير بن عبد المطلب:
(ربيعة) بن الحارث بن عبد المطلب، كانت عنده أم الحكم بنت الزبير بن عبد المطلب.
و(المقداد) بنعمرو البهراني، حليف بني زهرة الذي ينسب إلى الأسود، كانت عنده ضباعة بنت الزبير.
و(عبد الرحمن) بن الأسود بن عبد يغوث الزهري خلف على ضباعة بعد المقداد".
وقبل الختام هناك ملاحظتين أحببت أن أذكرها:
الأولى: خلال بحثي في الكتب وجدت أن بعض المؤلفين لايذكر الزبير من اولاد عبدالمطلب ويذكر بدلا عنه الغيداق، مع أن الزبير له ولد اسمه عبدالله ويذكر دائما في تراجم الصحابة،
وبعض المؤرخين قال ان حجل بن عبدالمطلب هو الغيداق.
واذا قرأت عن الغيداق اجدهم كأنهم يصفون الزبير.
قيل عن الغيداق انه من اكابر ولد عبدالمطلب،
وأكابر اولاد عبدالمطلب هم الزبير وابو طالب والعباس.
قيل عنه ايضا انه من اكثر قريش مالا، والزبير والعباس هما اكثر اولاد عبدالمطلب مالا.
قالوا أن الغيداق مات قبل البعثة، والزبير مات قبل البعثة.
فهل الغيداق هو الزبير لا اعلم لاني لم أجد أحدا قال بذلك.
الثانية: خمس وعشرون سنة وأنا احضر الدروس والمحاضرات والحلقات واسمع الاشرطة الدينية، ومع ذلك لم أسمع أحدا تحدث عن عم الرسول ﷺ الزبير بن عبدالمطلب،
كنت أسمع كثيرا أن أبا طالب اخذ السقاية والرفادة من ابيه عبدالمطلب، وهذه المعلومة خاطئة،
ولا أدري لماذا كانوا يرددون علينا هذه المعلومة الخاطئة !!!
ألأن ابا طالب كفل الرسول ﷺ يحق لنا ان نطمس ذكر مناقب عمه الزبير!!؟؟
الأن ابا طالب دافع عن الرسول ﷺ يحق لنا ان نحذف حقبة من الزمن تقدر بعشرين سنة من الرئاسة والسياسة لعمه الزبير!؟؟.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد